مقالات
مؤتمر أركويت.. متفقون على الهدف مختلفون على “الهداف”
بقلم/ بكري المدني:
مؤتمر الجبهة الوطنية الذي انعقد في مدينة أركويت بولاية البحر الأحمر تحت الشعار (من أجل حفظ كرامة السودان) وقام على قاعدة (وحدة الصف الوطني) وجمع بين الناس جميعهم /عكس هذا المؤتمر الحالة السودانية في ظاهرها وفي باطنها أيضا.
ظاهر المؤتمر عكس الحالة السودانية في عدد المشاركين الكبير في المناسبة -فكل العالم جاء- كما قال شاعرنا القدال /جاءت كامل الأعداد إذا وإن غابت كثير من الأسماء الكبيرة أيضا وقد اكتفى بعضهم بإرسال من ينوب عنهم ولاذ البعض الآخر بالأعذار ولو أن أركويت كانت القاهرة أو أديس أو حتى اسمرا ما تخلف منهم أحد.
على مستوى التمثيل والتشكيل جاء الكل /الاتحاديون ملح الأرض كما نسبتهم الأكبر في كل شيء ووصلت حركات التحرير وممثلون للأقاليم وحضرت جماعة من الشعبي وحركة المستقبل والإصلاح الآن -اسلاميون من قال لا -؟! بإختصار حضر ممثل من كل جنس -عدا الإطاري !!
المشاركة الكبيرة كانت رائعة و الإتفاق على (أساس) الأهداف كان الأروع و الإختلاف على من يمثل من ؟ومن يتحدث بإسم من ؟ كان (أس) المشاكل -كما هو حال كل أحزاب وجماعات السودان – ولا يزال !
المؤتمرون (متفقون) إذا على كل الأهداف ولكنهم (مختلفون) على (الهداف) واستثني هنا الإتفاق على رمزية (ترك) فالرجل جاء بها تاريخا وحاضرا ويستشرف بها مستقبلا واعدا.
المؤتمرون متفقون على دعاوى ثلاث رئيسة (وحدة الصف الوطني /سيادة البلاد /دعم الجيش ) لم يختلف منهم عليها أحد ولم يتخلف أبدا فما المهم الذي تبقى إذا-؟.
في تقديري البعيد إن (الجبهة الوطنية) كلها مشروع حزب واحد لولا حظوظ النفس ولا تكاد تجد ما يفرق بين أحزابها بقدر ما قد تجد ما يفرق بين أعضاء تلك الأحزاب بعضهم البعض -!
يمكن ان أتفق الناس على (الهداف) مثلما اتفقوا على الأهداف في أركويت أن تكون الجبهة الوطنية كلها حزبا واحدا يضم إليه من يشبهه في الأخلاق من حضر ومن كان حضورا في الغياب -ويمكن كذلك وأيضا ان تكون جماعة الإطاري حزبا واحدا متشابها في الخلقة ويقف الجيش على مسافة واحدة بين الجميع.
سأعود لاركويت المؤتمر والمنتحع من جديد