ياسر المساعد:
حالة من الهلع في ظل ضبابية المعلومات الرسمية تسيطر على مواطني مدينة القضارف بسبب حمى الضنك المنتشرة بمدينة القضارف وفقا لمشاهد اكتظاظ المستشفى البائس بالمرضى لأنه حتي الأرقام الرسمية متابينة بين جهة وأخرى من باب ( أن الشينة منكورة)، بيد أن شينة الحمى المنكورة توفرت لها الأرضية الخصبة لتزداد في ظل مدينة أفضل توصيف لها أنها متسخة وقذرة لضعف الاهتمام الحكومي بإصحاح البيئة، وهذه أضافت مرضا آخر لحمى الضنك وهو الاسهالات المائية وما أدراك ما إسهالات القضارف.
المرافق الصحية تشكو لطوب الأرض، نقص في كل شئ قادتني الخطى لزيارة أحد الزملاء بالمستشفى فوجدت مناظرا يشيب لها الولدان، اكتظاظ انتظارا لنتيجة معملية تأخذ يوما كاملا، ندرة في الأدوية المنفذة ، وبالمقابل مرضى ومرافقين أصابهم الهلع حتى انك عندما تدخل المستشفى لا تستطيع أن تصافح أقرب شخص لك دعك من تلمس شيئا بالمستشفى التي تقاوم النسيان لأن سلطات القضارف ممثلة في كل أجهزتها كأنها تتعمد التجاهل خاصة إذا وضعنا في الاعتبار أن المدينة تعاني من الاكتظاظ شأنها شأن المدن الأخرى المتأثرة بتوافد المواطنين إليها من الخرطوم بسبب الحرب.
نظرة عابرة لأسواق القضارف ومحالها التجارية واحيائها تكشف لك أن الأمراض ونواقلها وجدت بيئة طيبة حتى تنهش في أجساد مواطني هذه المدينة العريقة كعراقة أهلها الذين تصدوا لإنقاذها من خلال بعض المشروعات عبر الجهد الشعبي لكن بالمقابل هذه الجهود تتطلب دعما حكوميا لانتشال القضارف من وهدتها وخوف إنسانها من المرض.
إذاً كيف تستقبل مطمورة السودان عمليات حصاد هذا العام وهي غير مؤهلة لاستقبال العمالة الوافدة مما يؤثر على الإنتاج والانتاجية؟.
واقع الحال بالقضارف والصمت المريب الذي تتدثر خلفه حكومة القضارف يؤكد أن المدينة تمضي نحو الكارثة حال عدم استشعار حكومة الولاية لمسؤولياتها بالتصدي لهذه الأمراض الفتاكة في ظل عدم توفر الأدوية المنقذة من دربات وخلافه. ويقال حتي أكياس الدم لا تتوفر ببنك الدم.
القضارف بوضعها الراهن وانهيار خدماتها الصحية وتردي صحة البيئة لن تستطيع التصدي لهذه الأمراض الفتاكة مما يتطلب تضافر كل الجهود لانتشال المدينة، فهل يطول انتظار المواطن الذي أنهكه الإهمال الحكومي قبل حمى الضنك؟.
