إقتصاد

إسماعيل تيسو يكتب عن أداء شركة الموارد المعدنية خلال فترة الحرب

الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة رافعة الاقتصاد الوطني

إنجازات متعاظمة ونجاحات مقدرة للشركة في ظل الحرب..

إنتاج 2 طن من الذهب بقيمة 124 مليون دولار خلال فترة الحرب..

رفد خزينة الدولة بمبلغ ستة مليار وسبعمائة مليون خلال خمسة أشهر.

مالك عقار يشدد على ضرورة وجود تشريعات مُحكَمة تحمي موارد السودان..

وزير المعادن يمتدح مجهودات الشركة في النهوض بالقطاع، ويثمن إنتاجية الشركات المستثمرة خلال فترة الحرب..

أردول: التنسيق المحكم بين شركاء القطاع انعكس إيجاباً على تحقيق الاستقرار ومحاصرة ظاهرة التهريب..

ولم تقف الحرب ولا تداعياتها السلبية ولا السيولة الأمنية أمام طموح وتطلعات الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة لتمضي على طرقات النجاحات وتحقيق الإنجازات، في زمن تراجع الخطى وتبعثر المسارات وانسداد الأفق وغياب الرؤى، فعجزت كبريات الشركات الوطنية من أن تساير واقع الحرب، ولكنَّ شركة الموارد المعدنية كانت حاضرة.

ولما كان الرائد لا يكذب أهله، ولا سيما في زمن الشدة والبأس، فقد كانت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة العين الساهرة على الحفاظ على موارد البلاد واليد الأمينة والدافعة لمسيرة الاقتصاد، كيف لا والشركة تحقق في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة إنتاجية مقدرة من معدن الذهب بلغت 2 طن من الذهب بقيمة 124 مليون دولار، وذلك خلال خمسة أشهر فقط أي في الفترة من أبريل 2023م، وحتى أغسطس 2023م،
وكشفت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة عن أن إجمالي الذهب المنتج من قطاع الشركات (المنظَّم) بلغ 2 طن عيار 999.9، مبينة أن القيمة المالية لهذه الإنتاجية تبلغ 124مليون دولار، كان نصيب الحكومة منها 25.5 مليون دولار.

ومنذ انتقالها إلى مدينة بورتسودان منتصف مايو الماضي، ساهمت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، في إحداث توازن معقول في روزنامة الميزان التجاري ومسايرة الظروف والتعقيدات الاقتصادية الصعبة في ظل الحرب.

فقد رفدت شركة الموارد المعدنية خزينة الدولة بما يعادل ملياري جنيه شهرياً لمقابلة الاحتياجات الضرورية لتحريك دولاب العمل في الدولة بالمساهمة في دفع رواتب العاملين وتغطية العجز في الوقود والمحروقات والأدوية والمواد الغذائية، حيث دفعت الشركة لوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي مبلغ سبتة مليار وسبعمائة مليون جنيه وذلك في الفترة من 15 أبريل 2023م وحتى 20 سبتمبر 2023م.

حراك متصاعد:
وشرعت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة منذ وصولها إلى مدينة بورتسودان، بقيادة المدير العام المكلف جيولوجي مستشار عثمان سليمان حماد، ومساعد المدير العام للموارد المالية والشؤون الإدارية دكتور مقدام خليل إبراهيم، ومديري الإدارات العامة والمتخصصة، شرعت في تنفيذ عدة مهام فنية وإدارية قصدت بها الإدارة العليا أن تحافظ على استقرار دولاب العمل وانسياب العطاء وتجويده، رغم التعقيدات والتداعيات السلبية للحرب وتأثيراتها على نقص المواد اللوجستية، وتوقف العديد من الشركات العاملة في قطاع المعادن عن الإنتاج.

طواف ميداني على الشركات المنتجة:
ولقناعته بأهمية الجهود التي تقوم بها الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، حرص وزير المعادن محمد بشير أبونمًّو على تقديم الدعم السياسي للشركة بوصوله إلى مدينة بورتسودان وطوافه مع الإدارة العليا لشركة الموارد المعدنية على مواقع بعض الشركات المستثمرة في قطاع المعادن بولاية البحر الأحمر، حيث اطمأن الوزير على إنتاجية الشركات المستثمرة في مناطق الإنتاج بمحلية القنب والأوليب بولاية البحر الأحمر، وهي ( شركة لانوس للتعدين – شركة بأن قولف – شركة اتش أند أم وشركة أعناب).

وتعهد وزير المعادن بتذليل العقبات التي تواجهها، مثمناً مواقف هذه الشركات واستمرارها في عمليات الإنتاج رغم الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل 2023م، كما تفقد وزير المعادن سوق قبايديب، موجهاً بمعالجة بعض الظواهر السلبية ومشدداً على أهمية تأمين السوق، مشيداً في هذا الصدد بالجهود التي ظلت تضطلع بها شرطة تأمين التعدين وأمن واقتصاديات المعادن.

ولما كانت الولاية الشمالية تمثل محوراً مهماً في عملية إنتاجية الذهب، فقد لقيت هي الأخرى اهتماماً متعاظماً من قبل الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، حيث تفقد مساعد مدير الإدارة العامة للإشراف والرقابة على التعدبن التقليدي، مسؤول شؤون الولايات والتنسيق بشركة الموارد المعدنية المحدودة حذيفة عبدالله عمر (سوق نمرة واحد بوادي حلفا، وسوق رقم 625 بمنطقة دلقو)، حيث ثمن جهود شركاء قطاع المعادن بالولاية الشمالية واستمرارهم في عمليات الإنتاج رغم الظروف والتعقيدات الأمنية التي تواجهها البلاد منذ منتصف أبريل الماضي، واطمأن على عمليات إحكام الرقابة والإشراف الميداني، ممتدحاً الجهود التي يبذلها المراقبون الميدانيون ومديرو الأسواق مما ساهم بشكل واضح في زيادة الإنتاج والإنتاجية وبالتالي زيادة الإيرادات.

أول الغيث:
تواصل الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة مع الشركات المستثمرة في قطاع المعادن اثمر عن أول قطرة لغيث تصدير الذهب حيث نجح السودان في يوليو من العام الجاري 2023م، أي بعد ثلاثة شهور من اندلاع الحرب في تصدير نحو 300 كيلو ذهب من قطاع المعادن بولاية البحر الأحمر، وقال المدير العام المكلف للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة جيولوجي مستشار عثمان سليمان حماد إن شحنة الذهب الصادر بلغت 226 كيلو جرام تم تدشينها عن طريق شركة إليانس، منوهاً إلى أن الشحنة الأولى التي تم تصديرها قبل يومين من تصدير الشاحنة الثانية عن طريق شركة أرياب للتعدين بلغت 68 كيلو جرام، مشيداً بالتنسيق المحكم من قبل شركاء القطاع والأجهزة المختلفة بولاية البحر الأحمر.

ورش متخصصة:
إن التطوير الذي يلازم أداء الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة في قطاع المعادن في السودان، يرتكز على عملية مستمرة من التقييم والمراجعة والتقويم، لذلك حرصت شركة الموارد المعدنية وفي ظل الحرب وتعقيداتها العصيبة على تنفيذ عدة ورش عمل، فقد شهدت مدينة الدمازين عقد ورشة عمل عن واقع التعدين وأفاق المستقبل بإقليم النيل الأزرق، حيث امتدح وكيل وزارة المعادن دكتور محمد سعيد زين العابدين التعاون الكبير والمثمر بين حكومة إقليم النيل الأزرق وقطاع المعادن مما انعكس إيجاباً على الطفرة التي يشهدها القطاع الذي وصفه بالذاخر بالموارد المعدنية المختلفة بما فيها الأحجار الكريمة وبخاصة معدن الكويز الذي قال إنه سيتصدر المعادن من حيث الأهمية التي تحظى بها مشتقاته على مستوى العالم مثل الكحل ونواة الذرة، وأبان زين العابدين أن الاستغلال الأمثل للثروة المعدنية بإقليم النيل الأزرق سيسهم في انعاش الاقتصاد السوداني، وقال إن الورشة تعد خطوة متقدمة لمستقبل التعدين بالبلاد.
اهتمام بإحكام السيطرة على مورد الذهب
وفي بورتسودان نظمت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة ورشة متخصصة لإحكام السيطرة على مورد الذهب خاطبها النائب الأول لرئيس مجلس السيادة الفريق مالك عقار والذي شدد على ضرورة وجود تشريعات مُحكَمة تحمي موارد السودان، مطالباً الشركات المستثمرة في قطاع المعادن في السودان الالتزام بتنفيذ مشروعات المسؤولية المجتمعية لتحقيق تنمية متوازنة تعزز من استقرار القطاع وتؤدي في الوقت نفسه إلى استقرار المجتمعات الحاضنة للأنشطة والصناعات التعدينية.

وكان المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة مبارك عبد الرحمن أردول قد امتدح شكل التنسيق العالي والتعاون المخلص القائم بين شركته والأجهزة الأمنية الناشطة في قطاع المعادن في السودان مشدداً على أهمية إحكام التنسيق بين شركاء قطاع المعادن لتعزيز السيطرة على مورد الذهب، مبيناً أن التعاون الكبير بين الشركة والأجهزة الأمنية خلال الفترة الماضية قد انعكس إيجاباً على تحقيق الاستقرار في قطاع المعادن في السودان ومحاصرة ظاهرة التهريب والتهرب من دفع أنصبة وعوائد الدولة من الذهب المنتج.

مسؤولية مجتمعية في زمن الحرب:
انشغال الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة بترتيب قطاع المعادن ومواجهة التداعيات السلبية المترتبة على الحرب، لم تنسها التزاماتها الأخلاقية تجاه المجتمعات المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينة، فدشنت شركة الموارد المعدنية مشروع كهرباء قرية قبايديب بولاية البحر الأحمر بمبلغ تجاوز 400 مليون جنيه.

وقال المدير العام للشركة مبارك عبدالرحمن أردول، إن مشروع كهرباء قرية قبايديب بمحلية القنب والأوليب والذي تجاوزت كلفته 400 مليون جنيه نفذته شركة (وقارا) بتمويل من أموال المسؤولية المجتمعية، مبيناً أن المشروع انطلق مطلع العام الحالي 2023م بطول 12 كيلو متر ليغطي كل قرية قبايديب الواقعة في نطاق مناطق الإنتاج، وامتدح أردول تفهم مواطني محلية القنب والأوليب وتعاونهم الدائم مع شركة الموارد المعدنية وشركائها في القطاع الأمر الذي انعكس إيجاباً على استقرار الأنشطة التعدينية وزيادة الإنتاجية، مؤكداً أن الشركة السودانية للموارد المعدنية وبالتنسيق والتعاون مع الشركات المستثمرة في قطاع المعادن بولاية البحر الأحمر لن تدخر وسعاً في دفع أموال المسؤولية المجتمعية للمجتمعات المحلية تعزيزاً للخدمات الضرورية التي يحتاجها المواطنون في مجالات المياه والكهرباء والصحة والتعليم والبنيات التحتية.

بورصة للذهب بدنقلا:
وتماشياً مع الجهود التي تضطلع بها الشركة السودانية للموارد المعدنية في زيادة إنتاجية الذهب، والإحاطة به ومنع تهريبه والتهرب من دفع عوائد الدولة، فقد تم الاتفاق مع حكومة الولاية الشمالية وشركة زادنا العالمية على إنشاء بورصة للذهب.

وقال والي الشمالية الباقر أحمد علي إن الخطوة ستسهل من عمليات تجميع أسواق الذهب في موقع واحد مما ينعكس إيجاباً على ضبط الكميات المنتجة من الذهب، منوهاً إلى أهمية البورصة في إحكام الرقابة على الذهب، والحد من عمليات تهريبه مما يلقي بظلال إيجابية على تعظيم إيرادات الدولة كواحدة من مهام واختصاصات شركة الموارد المعدنية باعتبارها ذراعاً رقابياً للحكومة في قطاع المعادن في السودان.

نهر النيل محط أنظار شركة الموارد المعدنية
وتعتبر ولاية نهر النيل من الولايات الأكثر إنتاجاً للذهب، والأكبر من حيث وجود الشركات والمعدنيين التقليدين، واهتماماً من الشركة السودانية للموارد المعدنية بقطاع المعادن في ولاية نهر النيل، فقد نفذت عددآ من المأموريات استهدفت أسواق التعدين في ولاية نهر النيل، وتهدف هذه المأموريات بحسب مدير الإدارة العامة للإشراف والرقابة على التعدين التقليدي عبد المنعم إبراهيم عباس ( عنكبة)، إلى الإحاطة بمنتج الذهب وذلك عبر جملة من التدابير تشمل تفعيل استمارتي التحصيل والترحيل لضمان وصول المنتج إلى أسواق الذهب عبر القنوات الرسمية، كما تهدف المأموريات إلى حصر معامل العيارية (الشيشنة) الموجودة داخل أسواق التعدين والتدقيق عليها والقيام بالإجراءات اللازمة للحصر والتجميع توطئة لنقلها إلى عمارة الذهب في مدينة عطبرة مما يوفر المزيد من الإحكام والرقابة والالتزام بالضوابط المُنظمة لعملها.

وحدات مراقبة لتعظيم الإيرادات:
للمزيد من السيطرة والإحكام على الذهب أنشأت الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة وحدتين فرعيتين لها بولايتي الجزيرة والنيل الأبيض وذلك لمواكبة حجم العمل ومستجداته في ظل الظروف والتعقيدات الأمنية الراهنة، وتقع الوحدتان تحت إشراف ومتابعة إدارة المنافذ والمعابر بشركة الموارد المعدنية المحدودة، حيث تضطلع هذه الوحدات بمهمة تعظيم إيردات الدولة ومنع التهريب والتهرب من دفع العوائد الحكومية، حيث توجد استمارة نقل داخلي للذهب تحدد عمليات نقله وتحريكه داخل الولاية المعنية لأغراض البيع والمعايرة.

تفقد المجتمعات المحلية:
ويشكل أصحاب المصلحة من المجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية رأس الرمح في عملية استقرار قطاع المعادن، لذلك توليها الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة أهمية قصوى وتحرص على تنفيذ مشروعات المسؤولية المجتمعية تقديراً للتضحيات الجسيمة التي تقدمها هذه المجتمعات لصالح استثمار الدولة في قطاع المعادن في السودان، وقد طافت الشركة في عدة مناطق منتجة للذهب ووقفت على مشاكل المجتمعات المحلية وقامت بمعالجة مطالبها عبر مشروعات المسؤولية المجتمعية التي تمثل التزاماً أخلاقياً قطعته الشركة تجاه هذه المجتمعات.

وهكذا تمضي الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة على خطى الإنجازات وتحقيق النجاحات دعماً لمسيرة الاقتصاد، ومساهمة فاعلة في نهضة وتطور البلاد، وذلك بتحقيق صناعة تعدينية آمنة ومتطورة، وتبقى أبواب الطموح مفتوحة ومشرعة على مصرعيها أمام الشركة السودانية لتمضي على طريق النجاحات وتحقيق الإنجازات مسنودة برؤى وتطلع إدارتها العليا التي تثق في قدرات العاملين بالشركة وهمتهم العالية وهم ما فتئوا ينافسون أنفسهم في الاضطلاع بمهمتهم الوطنية في زمن الحرب والبأس والشدة والكرب، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق