عادل حسن:
هدر الدموع غسيل انساني لفقد كل عزيز لدينا وبكاء حروق وحراق في كورال جماعي النواح لكن ايضا في بلادي هناك شواهد موت من التراب فقط من هو ومتي مات لا تدري تل تراب يمتص الشموس وحوله شجيرات شوكية متفرقة جافاها الاخضرار كانها تاسي بازرعة تحت التراب
هكذا قبر بازرعة ولكن بذرناه كبذرة للشجن اللحوح والشوق المطعون كان راهبا للأشعار البيارق يبتهل الصدمات.
لعج ولواعج اورثنا لها بازرعة هذا الحضرمي الوسيم النظم علي مقام سامق الشكوى باهر اللوعة
وأغلى غالية في الدنيا عندي في عشيات المزاج الرهيف كانت تتمرق ذوقا وتكرع من تدفق لواعج بازرعة المقروحة المقل اغنية بعد الصبر
لما اخترتك انت حبيبي
كنت انت أغلى حب عندي.
إن الهيام وتباريح الروح والشجون الماطرة محدقات وجدانية لا تتوفر في سوبر ماركت هي ترفدعلي فترينة مشاعر بازرعة اللهلابة وحية ان السعير الشعري واللهب الوجداني للروح الشفيفة اشياء متوطنة في خيام الحضرمي العزول حسين عثمان بازرعة
عاش بازرعة هلوع المشاعر وخفيض التواضع وملتمع القصة والقصيدة
مات بازرعة وانسلت روحه في وداعة خرجت في سلاسة قصائده النفيسة مات بازرعة ولم يجد من يقول للناس ليس لبازرعة بواكي.
إن اتحاد الزهجانين وكبار السن وكهول الفنانين اخذهم صمت أعظم من صمت القبور ورحل بازرعة وهم لا يزكورن
دفن بازرعة في هزيع ليل شرود شهده الفنان محمد الامين وعمر محمود خالد الذي هاتفني عند جنون الليل وضجة الرحيل بلا تشييع الا الخلصاء وتركوه هناك مع مجهولين هوية تفريغ قبو المشارح
كنت اكتب اكنيه بالشاعر الملدوغ والملتاع والدفاق صارت عندي اسمه المرحوم
في حياتي لم تستلهمني رهافة هتافة وهدارة غير تلك التي خلقت مع بازرعة
لن تغادرنا قصائده الريانة دلع ودمع
كل واحد في حياتو ليهو ماضي
وجرح ينزف بالهزيمة
التقيته في وكره في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية وحجرته المطلة على البحر مباشرة وتخرج منها طيور الشوق ليدخل الضيوف
كل طائر مرتحل عبر البحر
حملتو اشواقي الدفيقة ليك يالحبيبة وللوطن
زرته وهو معتكفا في شقة لصديقه الشاعر الامير عبد الله الفيصل وبرفقته الوحدة المحببة وشقيقته سكينة وتناثر معلبات عصير قلة الضيوف وفوضى منتشية للدخان والتبغ الأمريكي الفاخر للسجائر
سألته من هم اصدقاؤك الذين اهملوا اقداح القهوة عندك منذ العشية لأنها جفت، ضحك
انسلت منه ابتسامة فاترة وأشار بسبابته اليسري للبحر عرفت بأن البحر الممدد متل قبره هو صديقه.
غادرت بعدها انا إلى الدوحه المليحة واترقب موعد عودته إلى السودان التي كانت بعد تردد حضرت من الدوحة إلى السودان وعند حسين خوجلي التقيته مرة اخرى بازرعة اعتزلته العافية وانزلق منه العمر فقط بقايا بريق مقيم للوسامة وعيون بعيدة تشبه الوداع.