مقالات

إلى متى صوت البندقية !؟ ( 1- 2)

متاريس سودانية

مهندس جبريل حسن أحمد:

تطورات الحرب علي الأرض كل يوم تحكم اغلاق أفق الحلول وتطفي مشاعل السلام. فمع ازدياد وتيرة المعارك تلوح في الافق مؤشرات تأريخية لحقيقة ما يحدث بالبلاد فمن الطبيعي ان تستعر هذه الحرب لأن ثلاثون عاما من السياسات الحافرة التي رسخت بالمجتمع سلوك مؤسسي داخل منظومة الدولة الحاكمة لثلاث عقود وبضع سنوات امر محصلته الان إفرازات عنصرية كسلوك تم ممارسته علي نحو تنظيمي منذ التأسيس كسلوك انقاذي يراد له أحكام السيطرة علي المكونات السودانية وخلق مجتمع سياسي جديد يقاد بعصا المركز .وهو السلوك التنظيمي لأسلاميي الإنقاذ. فتغيرت به بنية المجتمع السوداني وتحولت الحياة الاجتماعية الي سلوك تنظيمي أوجد فوارق مجتمعية علي المستوي الاقتصادي والأمني وابدل قيادة المجتمعات المحلية بأخرى تدين له بالولاء وهذا ينطبق علي كل هياكل الدولة والمؤسسات الحكومية التي تحولت الي اقطاعيات وحواكير اجتماعية محددة لذا نجد ان هذا البناء المؤسسي المحكم نتج عنه انتشار امييبي محكم يتنافسون فيه في رعاية المصالح المشتركة ومن هنا نقرأ و نحلل المشهد ومساحة الرفض الواسعة لمناصري وداعمي هذه الحرب.. لأن إتفاق وقف الحرب يضر بالمصالح التي ستتحول الي ملفات فساد كبيرة . ويعيد ترتيب سلوك الدولة الي مسار جديد ليس من بينه ترتيبات سلام مشابه لاتفاقيات السلام السابقة تقوم علي قسيمة السلطة والاقتصاد او توزيع الحكم عبره .
ولأن وقف الحرب الآن تعني اعادة معالجة كل اخفاقات الماضي . وتأسس الطريق الي الديمقراطية وليعرف الشعب السوداني كيف يحكم مستقبلا وكيف تكون قواته المسلحة .ولأن وقف الحرب يعيد كل المشاعر الوطنية علي قدم المساواة وستبني وحدة وطنية تعبر عن قيمة هذا الشعب العظيم .ولأن وقف الحرب الآن سيعرف الشعب السوداني اوزان الاحزاب السياسية التاريخية والمؤدجلة والمتردي والنطيحة بأختصار سينكشف الستار عن قوس قزح عظيم كان يمتص دماء الشعب السوداني ومكتسباته منذ عقود . لذلك نجد هذا المجتمع المتحالف الداعم لهذه الحرب و المنتفع منها عقبة كبيرة أمام وقف هذه الحرب .
والا لماذا؟ ترفض النفس السوية المحبة للسلام قيمة الأمان . لماذا؟ لا ينظرون للافرازات الكبيرة المترتبة علي استمرار الحرب .لماذا؟ الاصرار علي نزوح كل الشعب السوداني. لماذا؟ لا يقف هؤلاء عند رغبة الشعب لماذا لا ننظر الي الاجيال الحالية وجيل المستقبل لماذا؟ لا نؤمن بالتغير كسنة للحياة لماذا ؟الاصرار علي تفتيت وحدة الشعب والوطن . لماذا؟ ندعم الحرب والله سمي نفسه السلام.
( 2-1 )
جزيل شكري
م.جبريل حسن احمد
gebrelhassan@gmail.com

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق