مقالات

كتب ضد النسيان

مساءات

عادل حسن:

عندما كنت أدس عيوني في مجلة ماجد ومريود وانا صبيا كنت اتجاوز ميعاد وجبة الطعام وحتي جرعة التهاب اللوزتين انسجم تماما مع القصة والحكايات وعندما تحرك العمر نحو غضاضة الطاشرات كنت اذهب الي المكتبات مع رفقاء العمر وهم يشترون لعبة الليدو وانا اسحب مجلة ثقافية اسمها الملتقي ثم زهرة الاغاني وادفع الثمن من قروش الخضار والخبز مع توبيخ الاسرة
نعم تكونت عندي مكتبة ممراحة بالاسفار والكتب المصقولة اركنها في غرفتي ومرتبة بعناية مثل حقيبة سفر الجميلات ظللت ابقر بطون الكتب الثقافية والسياسية بلا ميقات حتي في صالات المطارات وملل وحشة المواني وصرير محطات المترو المزدحمة وصرت انظر باربعة عيون وانف واحد
ومن اسفار الكتب السودانية الكثيرة استخلصت غزارة تدفق منصور خالد والطيب صالح وعمر الحاج موسي مع ملاحظة توقفي عند المثقف الجنوبي الجهير السيرة فرانسيس دينق توقفت عند طريقةرسمه للفكرة الثقافية والاجتماعية في تكوين وتخلق مؤلفاته الشيقة الاخراج والوصف مثل كتابه طائر الشؤوم ثم كتابه رجل يدعي ملونق دينق وطائر الشؤم تحديدا كتاب يمثل معجون عقل فرانسيس كثقافة تحريضية انسلت من اعماق روح الرجل المغاضبة والمغالطة في علاقة النعصر العربي في السودان ونظرته او مخالطته للعنصر الاخر وهنا اشير الي ماجسده فرانسيس دينق من تاكيدات سالبة تدعم زعمه تجاه العنصر الشمالي وهو يحكي عن شابان يقفان للتقاضي امام المحكمة والمحامي الشمالي يدافع عن مؤكله الشاب الجنوبي مجرد خدمة قانونية ومحاماة مدفوعة الاجر لكن بعدما خلصت القضية اكتشف الشاب الجنوبي بعد عودته الي اسرته في جنوب السودان بان المحامي هو اخ له من والدته ومن والد شمالي غادر الجنوب بلا عودة وترك ابنه ووالدته للمجهول
نعم ان فرانسيي دينق عقل مهول كثيف الثقافة ولكن طائر الشؤم بدد تلك الاعتبارات لدي الكثيرين
ان صلاح احمد ابراهيم كتب اعزب الاشعار وكتابه غابة الابنوس وروعة ولت وعجن مريا عند الفنان حمد الريح ثم غابات الملايو واكثر من جماليات والكتابات للمثقفين الشمالين في احلي حلوات وخلجات المشاعر الضجاجة
ان فرانسيس دينق عقل عالمي الذكاء والتصنيف ومن هنا تكمن خطورة ادوات الرجل في ارسال قناعاته الي عقول اهل الجنوب ويتفشي هكذا الاعتقاد بان انسان الجنوب ليس علي اعتبار عند اهل الشمال السودان ومن بدات مبكرا تتجمع افكار التمرد علي السودان العربي المسلم المستبد
ولن نغادر فرانسيس دينق وخطورة كتابه التاني واسمه رجل يدعي ملونق دينق ويقصد والده الذي كان يتحرك به الفراش نحو اربعون زوجة ومن اعتقادي بانه انجب اطنان من البشر وليس اعداد من البنات والاولاد ولكنهم كانوا ليس علي تميز وذكاء ثقافة فرانسيس وفي كتابه عن والده الراحل كيف رفض فرانسيس دفن وقبر والده ملونق دينق في تراب الشمال وحملت الجثمان مروحية الرئيس جعفر نميري الي الجنوب في موسم غزير الامطار والوحل اجل رحلة الطائرة العسكرية لاكثر من اسبوع لان الرب لم ينور الطريق لها للاقلاع وملونق لم يقبر والسماء كانت تبكي ليل نهار بمطر الغضب المهم
ان مصيبة السودان تبقي ابدا من انتاج عقول المثقفين ونخزينها في بطون الكتب لتقتات عليها الاجيال الكراهية للعنصر العربي في السودان ان المثقف الجنوبي فرانسيس ملونق دينق كتب اعتقاده ومضي وبقت الفكرة تحت السنوات والاعوام وهو رجل اممي تعرفه الامم المتحدة واذكر باني التقيت مع حظي الوسيم يوم تحدثت الي فرانسيس دينق عبر اتصال صهره وصديقي المثير للجدل ياسر سعيد عرمان وللرجل صوت ساكن وخفيت وحديث عظيم التهذيب والوقار لرجل يجلس تحت 75 عاما تفيض علم وثقافة
ولكن هناك عند هامش المطالعة غير المركزة عندي طالعت كتاب احدهم يتقفي اثر ممرات افكار فرانسيس وهو يكتب كتابه واسمه
تجارة الرق ومزبحة الضعين كتاب محشو بالعنصرية ومرصوص بالغل غير المرتب حتي اعتقدت بان صاحب الكتاب كتبه بسنان الرماح وجوارح السكاكين ثم حزم اوراقه من داخل زريبة الزبير باشا
انها كتب متفجرة وشديد التشظي الاجتماعي وتحمل موروث فكري جهنمي اوشيطاني يتكاثر كلما ينكح افخاذ العقول البيضاء الفاتحة دوما لتلهف الثقافت غير العربية.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق