مقالات
وطني جريح
بقلم/ أمل عبدالعزيز:
لا أدري ماذا أقول !! عزيز أنت ياوطني برغم قساوة المحن وزيادة الكروب واتساع الجروح.
تمر الأيام والشهور والحال كما هو عليه في السودان الحبيب بل ازداد الأمر سوءا وازدادت معاناة السودانيين أكثر، بانتشار الدعم السريع في القرى والمدن وممارستهم لانتهاكات في حق المواطن بصورة ليس فيها أدنى ذرة من الإنسانية من قتل وسرق واغتصاب وسرقه المحاصيل الزراعية وتخريب متعمد للزراعة وللقرى والمدن المنتهكة والمنطقة.
كل ذلك والعالم يدرك ويعلم بكل مايحدث في السودان ولكنه لا يبالي بذلك غير أن هذه اللامبالاة (الطناش) يصب في مصلحة كثير من الدول.
وحتى الإعلام لايذكر الكثير من هذه الانتهاكات من الذل والهوان والظلم الذي تعرض له المواطن السوداني من قبل هذه المليشيات التي أغلب عناصرها من غير السودانيين وهم مرتزقه من دول الجوار بل وبعضهم مجرمين أطلقوا من السجون للحرب في السودان لتنفيذ أجندات خاصة للامارات وأمريكا الطامعة في السودان وثرواته فهذه الدول تضغط على المرتزقة بقوة ليفعلوا كل ماهو مناف للإنسانية وحقوق الإنسان في السودان والمواطن السوداني من تجويع وتهجير وتشريد وقتل جماعي دون رحمة وقصف المستشفيات والمدارس حتى اصبح المواطن المغلوب على أمره لايملك شيئا.
وقد ازداد الأمر سوءا بسبب فصل الخريف الذي شهد هطول الأمطار الغزيرة والسيول والفيضانات في كل السودان، وتضررت جراء هذه السيول الولايات التي لم تطالها الحرب التي نزح اليها معظم سكان المدن الأخرى هروبا من جحيم المليشيات.
وهذه السيول قد دمرت معظم القرى تدميرا كاملا شاملة.
هذه الكارثة قد تسببت في فقدان الكثير لمعظم السكان المأوى والطعام والدواء واصبحوا في العراء ولازالت الكوارث في تفاقم بعد انهيار سد أربعات في شرق البلاد، الأمر الذي أدى إلى غرق معظم القرى في تلك المنطقة ومنطقة طوكر فهو أمر كارثي بمعنى الكلمة.
كما أن السيول قد جرفت معظم الطرق الرئيسية وانهارت الجسور فهذه كلها أقدار من عند الله، لكن مايقلق أكثر هو انتشار الأمراض وخاصة امراض الخريف مثل الكوليرا والحميات التي تسببها البعوض والذباب مع انعدام الدواء وصعوبه الوصول للمستشفيات.
يحدث كل ذلك والعالم يرى ويسمع وليس هنالك من مغيث أو من يساعد حتى الدول التي كانت تدعي صداقة السودان تخلت عنه فالكل يبحث عن مصلحته فإن الدول صاحبة المصلحة في السودان ترى أن كل هذه الظروف القاسية التي يمر بها السودان تصب في مصلحتها حتى لو كان الناس يموتون ويقتلون كل يوم فإن ذلك يرهق ويتعب المواطن والحكومة والجيش فيضطرون للخضوغ إلى ضغوط المفاوضات التي أساسها التنازل عن سيادة الدولة وعن السودان وثرواته بكامل إرادتنا لنصبح عبيدا مستأجرين في أرضنا وبلادنا وتحركنا الدول متى ماشاءت وكيف ماشاءت، ولكن هذا لن يحدث أبدا فإن الشعب السوداني من أكثر الشعوب إيمانا بارداة الله عز رجل وأن كل مايحدث من سيول وأمطار وجوع وحرب ومطر أمر اراده الله وسيزول قريبا بإذن الله فإن مع العسر يسرا إن مع العسر يسرا، هذا وعد الله لعباده والله لايخلف وعده كما قال تعالى(وبشر الصابرين…) وإني لم أر أكثر صبرا من الشعب السوداني على المحن والكروب، وعلى السودانيين أن يساعدوا بعضهم البعض ليجتازوا هذه الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وأن يقفوا صفا واحدا مع الجيش لوقف هذا التمرد واسترجاع سيادة الدولة، هذا هو الحل الأوحد والأمثل لإعادة سيادة الدولة واستعادة الوطن إلى أحضان السودانيين وأن لانترك شبرا من أرضنا لهذه المليشيات الغاشمة.