.مهندس جبريل حسن أحمد:
عادة لا أكتب بشكل راتب وليس هناك الزام بالكتابة تجاه أحداث معينة بقدر ما تحتشد مشاعر حرة تشكل مساحة الرأي عندي بأن اكتب التجرد وانقل الصورة المقربة لمجموعة الأحداث المحتشدة بكل نزاهة وضمير سليم .
وربما أجد نفسي مؤرخ لحقب قاسية من تأريخ بلادنا .
لأن غياب الروح الحكيمة وذوبان القيم الوطنية تأكيد علي موت الضمير الإنساني لحقبة الساسة النخبوية لما قبل وبعد الديموقراطية الاولي في حالة استنساخ وراثي لمفاهيم كرست للانفراد بالحكم والاستأثار بموارد البلاد دون الحاجة الي بناء منظومة وطنية ترعي المستقبل.
نتيجة لظهور دعاة الديموقراطية داخل أحزاب المشيخة الدينية عنوانا للانتماء .حتي تعددت مظاهر الحكم واقتسموا الديموقراطية بأسم (سيدي الشيخ ) عبر كل الحقب اقتسموا أفراح هذا البلد من الشرق الي الغرب اقتسموا بأسم الدين وجدان أمة سودانية كاملة
ابتلعوا دموع كل الغلابة وحفرو في ذاكرة التأريخ حكما وسلطة من حديد ونار.
المحصلة ثورة بعث الأمل ورسمت الطريق
المحصلة مخاض عسير لميلاد مشروع المستقبل.
المحصلة انتفاضة وطنية تستأصل حقب الضلال.
المحصلة مشروع متكامل للوعي
المحصلة وضع عقارب الساعة بشكل صحيح لحساب قيمة الوقت القادم.
المحصلة حرب أخرجت كل صور الاستحقار ولأول مرة نفهم نستوعب نحدد ندقق. نقرر وتتملكنا الدهشة
المحصلة ولأول مرة نفهم معني شعار.
( فلترق كل الدماء )
في واحدة من أسوء صور الرفض وعدم القبول الإنساني.
وأنكشاف الزيف داخل المشروع المتأسلم
المحصلة خسارة كل جبهات القتال ومازال الشعار مرفوعا ( ترق كل الدماء )
المحصلة موات كل أحزاب الكجور واتباع السلطان .
المحصلة وطنيون يفكرون من أجل الاجيال القادم وليس من اجل كنز الثروات.
المحصلة انفراج عقد كل تحالفات انتهازيوا السلطة والمال.
المحصلة مشروعا للمستقبل وديمقراطية حرة وتحول مدني سلس تحرسه كواسر الدعم السريع.
المحصلة منهج فكري تقدمي قومي يستوعب كل السودانيين بكل الوانهم لافرق بينهم سوي مساحة الوعي وحب تراب هذا الوطن.
المحصلة بيان الازمة في عقول مدعي الوطنية والكرامة وليس بعقول قادة الدعم السريع والوطنيين بهذا البلد.
وهو الواقع المرير لمسار الحرب
المحصلة فرصة عظيمة لتحرير عقول الشعب السوداني نحو التحول والبناء
فلقد وضحت الرؤية وبات الجيش جسرا لمعركة الزيف والكرامة المزعومة .
بأختصار لا مجال للمواقف الملونة
انتهي عهد من يناضل بأسم الجوعي والنازحين انتهي عهد اعتلاء المناصب بأسم القبيلة و الحواكير.
انتهي عهد النضال من أجل المناصب والمناقب.
انتهي عهد التحرير والحركات القبلية
انتهت كل العهود وبدأت الصحوة بكل مكان.
انتهي عهد المحاصصات والموازنات
الفرصة التالية لبناء الوطن بكل وضوح قرص الشمس.
انتهي كل شيء يخالف توقيت التحول المدني المحروس.
انتهي الدرس باختصار سادتي
والغفلة لن تتبرج مرة اخري الا للمطر
لن تحمل لنا الغيمة صندوقا للانتخابات هذه المرة لقد احتوت سجلات الاجئين كل أحزاب الشيوخ والاسياد وملحقاتهم .
فجرا جديدا يتشكل الآن ورؤى واعدة تنتظر .
ولنا عودة.
وشكري بلاحدود
م.جبريل حسن احمد
gebrelhassan@gmail.com