محمد أحمد كباشي:
لوالي القضارف محمد عبد الرحمن مقولة كثيرا ما يرددها في مناسبات مختلفة يقول: إنه والي (حيرة ) أي إنه جاء لهذا المنصب لسد الفرقة تكليفا وليس تشريفا، أو هكذا هم بقية زملائه من الضباط الإداريين الذين وقع عليهم الاختيار لقيادة دفة الأمور بالولايات، بعد الإجراءات التصحيحية ونسمي الأشياء هنا بمسمياتها نعم هي إجراءات الخامس والعشرين من إكتوبر من العام 2021 التي إتخذها الفريق البرهان_ وليت قبضبته كانت حديدية بعدها لا كما سارت الأمور حتى بلغنا ما نحن فيه الآن، فقد وضعت الحرب التى تقودها قواتنا المسلحة ضد مليشيا الدعم السريع لأكثر من سبعة أشهر _ وضعت الحرب ولاة الولايات، بخلاف ولايات دارفور _ أمام تحد كبير ضاعف من مسؤولياتهم الأساسية في كل المحاور، ولكن بعضهم سقط في الإمتحان ، أو أن هؤلاء لم يكونوا بحجم التحديات الماثلة، بينما بعضهم حامت حوله كثير من الاتهامات ، حتى اجتاحت رياح التغيير، واستبدالهم بآخرين ، فقد شمل الإعفاء ولاة .الجزيرة وكسلا والشمالية وغرب كردفان وجنوب ووسط دارفور
والسؤال الذي نود الإجابة عليه هنا ولعلها كانت أمنيات البعض، لماذا لم يشمل قرار البرهان إعفاء والي نهر النيل محمد البدوي أبو قرون ؟ خاصة وأن البعض أطلق شائعة سبقت هذه القرارات بأيام، بانه قد تم إعفاء والي نهر النيل، الاجابة تبدو واضحة كرابعة النهار.
هنا لسنا في معرض الدفاع عن والي نهر النيل، وما أظنه بحاجة إلى ذلك ، ولكن من منطلق إحقاق الحق يتحتم علينا أن ننصف الرجل الذي تحمل عبء المسؤولية بولاية نهر النيل ، منذ تعيينه لأكثر من عامين شهدت فترته كثير من الأزمات والكوارث الطبيعية نجح في اجتيازها بنجاح كبير ، متفقدا لمواطنيه في جولات ميدانية طاف خلالها كافة أرجاء الولاية ومحلياتها ووحداتها الإدارية المختلفة ، وبذلك ظل والي نهر النيل قريبا جدا من مواطنيه لصيقا بهم ، مشاركا لهم كافة المناسبات الاجتماعية ، بل ان مكتبه ومنزله لا يخلو من الوفود الزائرة فلا يرد لهم حاجة الا قضاها ، أو وجه اصحاب الشأن من الوزارء بحلها ، فكانت الولاية بذلك اكثر استقرارا واستقبلت بقلب مفتوح اكثر من 180 ألف أسرة وافدة من الخرطوم بسبب الحرب ونعلم ما قدمته الولاية لهؤلاء ولا زالت .
أمر آخر يحسب لصالح والي نهر النيل فقد أحرز هدفا ذهبيا عجزت عن إحرازه كافة الولايات مع ضخامة مواردها، حيث استطاع أبوقرون سداد مرتبات العاملين بالدولة ولم يتبق من المتأخرات، غير شهر أكتوبر فقط وبعض الولايات تتحدث عن عدم صرف مرتبات موظفيها منذ بداية الحرب .
تحدت ولاية نهر النيل الظروف الماثلة وسبقت كافة الولايات بفتح المدارس وانتظم التلاميذ في مدارسهم في منظر يسر العين على الرغم من الحملة التي سبقت فتح المدارس وعدم إمكانية ذلك مع تواجد أسر في مدارس، وبدلا من هذه الحملة المناهضة لفتح المدارس يجب أن يتكاتف الجميع لإيجاد حلول لهؤلاء، ووالي الولاية نفسه أكد في حوار سابق حرصه على استقرار الوافدين دون أن يتضرر أحد منهم مع التشديد على استمرار العام الدراسي.
في الجانب الأمني ظلت ولاية نهر النيل تنعم بالاستقرار في كافة المحاور غير بعض حالات التسلل لمتمردين بجنوب الولاية وسرعان ما يتم حسمهم مع يقظة الأجهزة الأمنية المختلفة وإنجازاتها المتواصلة في عمليات ضبط أفراد من المليشيات متسللين وبعضهم يحاول تهريب مسروقات نقدية أو عينية وغيرها من ضبطيات السلاح وعمليات التهريب المختلفة.
كما أن الولاية تعد الاولى بلا منازع في حملة الاستنفار، من خلال احتفالات التخرج في المحليات المختلفة كما وكيفا هذا ما يؤكد تلاحم مواطني الولاية مع القوات المسلحة واستجابة لنداء القائد العام وتوجيهات والي الولاية.
من الطبيعي لكل ما أشرنا له تجديد الثقة في والي نهر النيل من قبل رئيس المجلس السيادة الفريق البرهان وإن لم يكن كذلك لقلنا العكس تماما لكن واقع الحال يقول أبو قرون شيخ الولاة.