مقالات

هؤلاء الناس.. حياة جديدة

معاوية عثمان:

يشدني فعلا هؤلاء الناس ..رجالا ونساء.. أولئك الذين قدموا من الخرطوم بعد الكارثة، لم اقع قط على من اظهر ضعفا او فقد اتزانه …كأنما قد اتوا في زيارة عائلية او اجازة طويلة بين الاهل والمعارف.

كثيرون انقلبت حياتهم رأسيا، كانوا أهل خفض من العيش وأهل دعة وأمرهم بين عندهم ..آمنون ..مطمئنون لايحملون هما لغد.. تنساب بهم الحياة بنعومة ويسر ..ثم كانت الكارثة غير المنتظرة فلم يجدوا الا ارواحهم فانقذوها.. تاركين خلفهم البيوت والسيارات والاثاث وأسباب الرزق على سعتها ..رأيتهم يسكنون في المتاح من البيوت دون بادرة ضيق .. كأنما هذا المسكن هو من نشأوا فيه وعمروه في ماضي حياتهم ..ثم رأيتهم بشجاعة وثقة يطرقون كافة أبواب الرزق المشروع ..دونما تحسر على وظيفة مرموقة كانت أو تجارة رابحة كانت تدر عليهم ماتدر او اي من اسباب العيش اغنتهم في السابق وأتاحت لهم حياتهم الكريمة السالفة..اذن بعزيمة ماضية كحد السيف انطلقوا في حياة جديدة بلا دموع وبشجاعة قل نظيرها ..ركشات ..طبالي ..اطعمة سريعة ..اعمال بناء…وكل متاح مشروع . ثم والنساء.. اولئك العظيمات ..كن فعلا شريكات ازواجهن وبنات ابائهن واخوات رشيدات ..يدبرن القليل ويجترحن المشاريع الصغيرة التي تناسبهن ..ملابس .معجنات.عطور وفيهن من انخرطت ممرضة بمستشفى..او معلمة بمدرسة او عاملة في كل باب يكفل العيش بكرامة ..تعدى دورهن التفهم لواقع الحال وتقبله برضى الى المساهمة في تغيير واقع نزوحهن الى ماهو افضل واكرم ..ظللت اتأمل في هؤلاء الاماجد من الرجال والكريمات من النساء فاعجب حد الاعجاب وآسى حد الأسي فلا يشبه اولئك جميعا الا الخير العميم ..نسأل الله أن تضع الحرب اوزارها قريبا فيعود كل من حيث اتى وقد قدموا لنا الدرس بيانا عن الصبر والعزيمة ورضى النفس .. آمين.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق