مقالات

تجار الأزمات والدولارات

حد السيف

محمد الصادق:

تعيش ولايات السودان المختلفة وخاصة الآمنة غلاءا فاحشا وإرتفاعا جنونيا فى أسعار السلع التموينية وغاز الطبخ ورسوم الكهرباء والمياه والمعدات الكهربائية وخلافها من ضروريات الحياة اليومية . وقد اثار هذا الإرتفاع الفظيع غضب المواطنين المكتوين بنيران الحرب والتشريد والنزوح القسرى .
كل ذلك الذى يحدث من غلاء بسبب تجار الأزمات والمضاربين فى إرتفاع الدولار لم يحرك ساكنا فى الجهات الحكومية ذات الصلة . لقد قلت قبل أيام قليلة لا يعقل أن يرتفع سعر إسطوانة الغاز من ثمانية عشر جنيها إلى ثمانية وعشرون جنيها بزيادة عشرة جنيهات مرة واحدة . وللأسف الشديد قبل أن يجف مداد القلم الذى سطرت به الحديث عن الغاز فإذا بإرتفاع جنونى آخر منذ أمس فى سعر كيلو السكر الذى وصل إلى ألفى جنيه وكيلو اللحم الذى وصل إلى إثنى عشرة جنيهات وحتى أسعار الخضروات لم تعد فى متناول يد المواطن المسكين المغلوب على أمره وخاصة أولئك النازحين الذين صدموا بتجاز أزمة إيجار المنازل التى وصل أقل إيجار فى أية ولاية إلى ثلاثمائة الف جنيه وإلخ من الزيادات المضطردة التى كادت أن تذهب بالجميع للمستشفيات النفسية .
كل تجار السوق الملئ بكل أنواع السلع الضرورية والخضروات يعزون الإرتفاع لإنخفاض الجنيه أمام الدولار الذى يصعد يوميا بسرعة الصاروخ ولكن ما ذنب المواطن و الموظف المغلوب على أمره الذى يكون مرتبه ثابتا والسوق يرتفع يوميا ثم ذلك المواطن الذى يعمل باليومية والذى فى المعاش، كلهم ما ذنبهم ولماذا تصمت الحكومة تجاه المواطن المغلوب على أمره . ثم أين وزارة التجارة ولماذا تصمت صمت القبور ؟ ولماذا لا تلجأ لإعلان إستعادة صلاحيات التسعير وضبط الأسواق عبر الآليات والأجهزة المختلفة ؟؟
ويبقى السؤال الأكثر حاجة للإجابة هل يجوز للتاجر أن يرفع ثمن السلع المخزنة لديه بالسعر القديم و أن يبيعها بالسعر الجديد ؟ وما رأى الفقهاء والعلماء ورجال الدين والإفتاء فى ذلك ؟
أما الحديث عن الدولار يجعلنا نسأل من لديه المصلحة فى هذا الإرتفاع ومن هى الجهة التى تعمل على هدم الإقتصاد السودانى ؟ وهل تعلم الحكومة بتلك الجهات ؟ وما هى الخطط لمواجهة هذا الخطر الماثل أمامنا ؟ .
صحيح أنه ليس فى الشريعة حد معين للربح فيجوز الإتفاق على أن يكون الربح مبلغا معينا أو نسبة معلومة من ثمن البضاعة كالثلث أو الربع أو أكثر من ذلك ما دام المشترى يعرف قيمة السلعة فى السوق . ولكن ينبغى الرفق والإحسان وعدم إستقلال حاجة الناس خاصة فى هذه الظروف التى يعيشها الشعب السودانى .
0 إن الوضع صراحة أصبح مخيفا والمواطن المسكين تزداد معاناته يوميا ولذلك نأمل من وزراء الحكومة من ذوى الإختصاص أن يقوموا بواجبهم على الوجه الأكمل . وبالعدم يبقى من الضرورة تدخل رئيس مجلس السيادة القائد العام الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان قائد السفينة وحادى ركبها ليوقف هذا الإرتفاع الجنونى للأسعار ليتنفس المواطنين الصعداء وتهدأ أنفاسهم المتلاحقة بسبب إنفلات الأسواق والغلاء وإرتفاع الدولار .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق