حوارات وتحقيقات

د.أسامة العمري: لا بد من التأسيس الجيد لقيام حكومة الإنتقال والانتخابات في السودان

التضحيات للثورة تفرض علينا التعامل بمسؤولية

الآن مرحلة التوعية الحقيقية للشعب حتى لايضيع

مازالت الساحة السياسيه ترزح فى مخاض الأزمة التي تتدحرج رويدا رويدا الي مزيدا من التعقيدات المفضية إلى تمزيق وتلاشي الدولة السودانية، بهذه المعطيات التي يراها أي مراقب لصيق بالوضع السوداني المتأزم تجعله متشائما حملنا مزيدا من مفردات التشاؤم للدكتور أسامة العمري أحد قيادات المجتمع المدني السودانية المقيم حاليا بالولايات المتحدة الأمريكية طرحنا له المخاوف التي تحيط بالشعب السودانى وكيفية استشراف المستقبل من خضم هذا الواقع المرير الذي تتوهط فيه البلاد.

حوار- الطاهر إسحق الدومة

أولا الثورة أين هي الآن؟

الثورة كمعني هي التغيير والإصلاح والتصحيح والعودة لمطالب الشعب وفق ما نادت به من شعارات

وهل تحققت هذه الشعارات..؟

ربما الآن الواقع يقول ان الثورة أستقلت وسرقت بعض اجزائها فهي ان بدت كفعل طبيعي ارادت احداث تغيير للممارسة السياسية ذات الخلل والعلل الاخلاقية فى المقام الاول من الأنانيه والفساد والمحسوبية والتخلف الإدارى للدولة فقد اختلطت اهداف هذه الثورة بمطامع داخلية وخارجية أستغلت فرص الخلل ورات ان الثورة هي الفرصة لإحداث الاختراق مستقلة ضعف العقلية السياسية ومستفيدة من الجهل الثورى مما جعل الازمة اكبر..وهذا  لا يلغى نجاح الثورة فى جزئية المعالجة بصورة عامة فاصبحت هناك فرصة لتصحيح اكبر واشمل يحرج حتى القائمين على امرها سلبا ويرسل رسالة ان علينا ان نرتقى لفهم ووعي اكبر يساهم فى ترتيب الدولة السودانية الحديثة..فنوايا التضحيات التى قدمها جمهور الثورة من شباب وشيوخ ونساء هي من تدفع السودان الى الخط المستقيم على الرغم ما به من معاناة، ذلك يفرض علينا التعامل بكل احترام ومسؤولية تجاه الوطن الذي سيطر عليه الفساد والانانية حيث استهدف نسيجه الاجتماعي والثقافي ويجتهد فى سلب إرادته
(نكون أو لانكون
عشقت بلدا اراد أن يبقى
وشعبا أصر ان يكون
سأل سائل
فهل نستطيع
فأجاب آخر ولما لا فالعزم والحسم شيمتنا).

وكيف.؟

علينا ان ننسج الجدار المتين الذي يحمينا من الاختراق الداخلي والخارجي ونتحلى بالجدار الاخلاقي الواعي الذي يضمن لنا المراقبة وقدرآ كافيا من المعرفة يمكننا من العلاج الشافي لكل المحاور.
ولكن من الضروري معرفة كيف تم ذلك الختراق ولماذا وكيف حدث ومعرفة مصادره وكيفية التغلب عليه مستقبلا.

هل من رسالةمحددة للشعب السودني؟

نعم إلى الشعب آلذي أراد أن يعيش نقول:-
اذا اراد الله نشر فضيلة طويت أتاح لها لسان حسود
لولا اشتعال النار فيما جاورت ما كان يعرف طيب عرف العود.

هذا كمدخل ورسالة تلخص الكثير وتوجب الاستفادة من ما تم فى اطار الازمة عموما..
وحتى لا نحتاج لفترة توعية جديدة الواجب ان نجعل الصواب يمضى على يد من يدرى من كفاءات ومستقليين وبعيدا عن الاجندة السياسية الضيقة قبل كل مرحلة نهضة لتوضيح الارتباطات التي تحتاجها المراحل وتوضيح تلك التقاطعات حتى نتجنب تكرار تجارب الماضي والتداخلات الضارة ونحمى مصالحنا كسودانين من الضياع لذاهب ندق ناقوس الخطر.

وهل من مقترح او رؤية محددة لهذه المرحلة؟

نعم وأولها أن يعي ويدرك من ياتى او يدير دولاب الدولة عظم المسؤولية فعبر نتائجة يولد اثر وعيه وكفاءته الإدارية فينعكس ذلك بدورة على المجتمع..
فسيادة الدولة وحكم القانون هما الاساس لتحقيق اهداف الثورة ولتصحيح الأوضاع والمفاهيم وهما ايضا ضرورة وإحدي اهم معاول الخروج من الأزمة
ومن ثم الحوار المفضي للترميم والإصلاح الشامل

المرحلة الثانية الرؤية العامة والواضحة للدولة وفق التخصصات والخبرة والمواكبة والتخطيط للخروج من التوهان الذي يكتنف الساحه كلها.

من الطبيعي وبحكم أن العالم اصبح قرية كما يقولون لابد لنا كسودانيين من وقفه مع انفسنا للتقصي والإستدراك وفصل العلل التي لم تبارح مخيلتنا خاصة الثقافه الاجتماعيه الموروثه التى لا علاج لها إلا بنشر الوعي واحترام الذات وتفعيل دورها الإيجابى المتميز…فدونك تجارب الأمم والشعوب في النهضه العلمية الحديثة والتطور الفكري السياسي التي كانت كفيلة بتجاوز الاوهام والاساطير الشعبويه التي انطلي مفعولها علي الممارسه السياسيه التى لم تملك الشجاعة على مواجهتها وتفعيل ثقافتها في حيثيات الحكم بصورة مباشرة فصارت أحد أهم منتج لأزمة الحكم فكانت هذه الأوهام ليتمرغ السودانيين في وحل ابجديات صيرورة حكم الدوله ولم يستطيعوا الخروج منها.

وكأنك في لج التشاؤم الذي اكتنف كثيرا من المراقبين المحليين والدوليين في عدم استطاعة السودانيين للخروج من هذه البؤرة؟

لا اعتقد ذلك فقط الوصف المنهجي لأي ازمه يساعد الخبراء والاكاديميين أو التكنوقراط في التسريع بوضع الحلول فالحياة لاتسير دون نقد وتحليل مواكب للأحداث.

أهم نماذج العلل في تخلف الدولة السودانية؟

لااشك اطلاقا فى الفساد وضعف الوعي السياسي الذى ينتج ادارة وممارسه سياسية مشوهه..لان فالفساد رموزا وممارسة يجب ان لايرتبط بالموروث الإجتماعي في الاقصاء المتبادل بل بكل اسف نقول (المتعايش /المتصالح)ذلك حينما يوفد الحزب.او الجسم الاجتماعي او الجهوي الدوله بآشخاص تأهيلهم في الغالب الانتماء وليس الكفاءة العلميه اوالخبره اوحتي القيم والاخلاق فتكون النتيجه من خلال شبق الحكم لاغلب الذين تمت تزكيتهم علي تلك الاسس فتاتى المآلات بمزيد من الفساد والافساد المقنن او المنظومه المترابطه المتراضيه والمتعايشه مع الفساد.

إذا النتيجة مآلات الفساد في صناعة الأزمة؟

طبيعي أن تتواصل الأزمات ويمكن أن تستمر إلى أطول فترة مالم يتجاوز السودانيون الأوهام التي تتسربل بدواخلهم في التمييز السلبي فيما بينهم وما لم تقوم مؤسسات الدولة على المهنية والكفاءت والتخصص

وأخيرا؟

ضرورة التأسيس الجيد لقيام حكومة الإنتقال والانتخابات لدولة السودان الحديث هذا التأسيس اصبح ضرورة وهو السبيل للإصلاح عموما، عليه لابد من فترة تأسيسية تدار بكفاءت مستقلة يسندها مجلس استشارى ذو تخصصات وخبرات ومن ثم الانتقال إلى فترة انتقالية تليها الانتخابات، ليختار الشعب، فالتأسيس الجيد هو بداية الإصلاح لكل المستويات.

ويبقي دور المرأة والشباب في النهوض بالوطن مهما جدا لأنهما الأوفر حظا في رتق النسيج الاجتماعي ووقف خطاب الكراهية الذي استعر أواره عقب قيام الحرب الأخيرة.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق