مقالات

المقاومة الشعبية.. غضبة الحليم

ما وراء الخبر

محمد وداعة:

*فرار المواطنين من أي مكان تتواجد فيه المليشيا يمثل أكبر إدانة شعبية ويؤكد استحالة التعايش مع المليشيا المجرمة* ،

*كيكل حصان طروادة المليشيا، يقدم مسرحيات هزلية لكسب المواطنين بعد ان غدر بهم*

*اذا كان الدفاع عن النفس و الارض والعرض سيقود للحرب الاهلية ، فلتقم هذه الحرب*

*الشعب السودانى لم يجمع على امر من قبل كما اجمع الان على صد العدوان و دحر المليشيا**الحرية و التغيير- المجلس المركزى و(تقدم) ، شركاء المليشيا فى كل الجرائم و الانتهاكات*

شهدت ود مدنى و قرى الجزيرة (المحتلة) من قبل المليشيا ، جرائم وانتهاكات لم يسبق لها مثيل.

استهدفت المليشيا مؤسسات الدولة وهى ملك عام للشعب السوداني، نهبت مصانع السكر، مصانع الزيوت، وقاية النباتات ، الجمارك و الحاويات، البنوك، آليات ومعدات مشروع الجزيرة، مصنع أساور ، الأدوية ، عربات المواطنين وأموالهم وقتلت من يرفض أو يقاوم، اغتصاب ، إرهاب، اغتيالات وتهجير قسري.

المليشيا فعلت مثل هذا وأسوأ منه في نيالا والجنينة و اردمتا و كتم وزالنجى ، و قامت بأبشع جرائم التطهير العرقي ، وفعلت فى الخرطوم ما لم تفعله حرب في عاصمة دولة.

احتلت المنازل والمستشفيات والجامعات والمرافق العامة، ونهبت البنوك والأسواق ، قتلت المدنيين بالقصف العشوائي ، واعتقلت آلاف المواطنين ، فتحت السجون و اطلقت سراح المحكومين والنزلاء وجندتهم مقاتلين.
تقارير دولية أدانت المليشيا ، الأمم المتحدة، الاتحاد الأوروبي، لجنة اللاجئين الدولية، الكونغرس الامريكى ، المحكمة الجنائية الدولية.

الخزانة الامريكية أصدرت عقوبات ضد عبدالرحيم دقلو وعبدالرحمن جمعة ، ويأتى فرار المواطنين من أي مكان تتواجد فيه المليشيا ليمثل اكبر إدانة شعبية و يؤكد استحالة التعايش مع المليشيا المجرمة.

ما حدث فى الجزيرة أكد أن قادة هذه المليشيا يدعون كذبا انهم لا يستطيعون السيطرة عليها ، وفى محاولة فاشلة للتضليل انكرت علاقتها بهم ووصفتهم بالمتفلتين ، وأن كيكل ما هو الاحصان طروادة ، ادخل المليشيا و سط الجزيرة ، وفى مسرحية سيئة الإخراج لكسب المواطنين بعد أن غدر بهم ، وقف على إعادة عربات مواطنى فداسي ، و ما أن غادر تم نهب العربات للمرة الثانية.

المقاومة الشعبية انطلقت من مدنى ، مواجهات من المواطنين ورفض لتسليم اموالهم و عرباتهم ، فقدموا ارواحآ عزيزة اكدت بسالتهم و شجاعتهم وتصدت مجموعات من المواطنين للمليشيا و قتلتهم و استولت على سلاحهم ، وعادت اعداد كبيرة من القوات النظامية وهى تقوم بعمليات نوعية ضد المليشيا ، و فى عشرات القرى انتظمت مقاومة مسلحة واجهت المليشيا و الحقت بها خسائر كبيرة.

هذا الفعل المقاوم لم يتم بتوجيه من أحد ، هذا رد فعل طبيعى يجلله الاعتزاز بالنفس و الامتثال لإعلاء القيم الفاضلة و الوقوف ضد العدوان وهى شيم الرجال ، الدفاع عن النفس و الأرض والعرض لا يحتاج لتحريض من أحد ، هذا فعل تلقائى وواجب دينى وأخلاقي ووطنى.

ما حدث فى الجزيرة من جرائم و انتهاكات كان ملهما لبقية الولايات، و كان سببا إضافيا لتسريع وتيرة الاستنفار و الاستعداد لرد العدوان ، عشرات الآلاف فى الشمالية ، نهر النيل، كسلا، البحر الأحمر ، القضارف ، النيل الازرق،  النيل الأبيض ، سنار، كردفان الكبرى والفاشر و بعض مناطق فى ولايات دارفور، تسلحوا طوعا تحت إشراف و قيادة القوات المسلحة ، لم يتدافعوا بطلب من أحد أو جهة، أو يجندوا اجباريا، من كافة الطيف الأهلي والمجتمعي، يجمعهم هدف واحد هو حماية مناطقهم وممتلكاتهم من عدوان المليشيا ، قادة المليشيا وثقوا عبر مقاطع مسجلة عن نيتهم لمهاجمة مروى ودنقلا وكسلا والقضارف وشندي، فهل يقف أهلها مكتوفى الأيدي فى انتظار المليشيا ؟، إنهم مستعدون وعلى قدر التحدي.

بعض حلفاء المليشيا من قوى الحرية والتغيير يحذرون، و يقولون ببلادة وقلة نخوة، إن الدفاع عن النفس سيقود للحرب الأهلية و لتفادي هذه الحرب الأهلية على الشعب السوداني أن ينتظر احتلال بيته ونهب أمواله و اغتصاب نسائه واحتلال أرضه، و يتغافلون عن حقائق ووقائع موثقة إن هذه المليشيا ومع سبق الإصرار اتجهت بحربها ضد المواطنين، فنهبت أموالهم واحتلت بيوتهم وقتلتهم واغتصبت النساء وارتكبت جرائم التطهير العرقى على رؤوس الأشهاد.

بعض حلفاء المليشيا فى (تقدم) متورطون فى دعم المليشيا حتى وإن استهدفت أهلهم وقتلتهم ونكلت بهم، وبعضهم صامتون.

كلهم شركاء للمليشيا فى كل جرم ارتكبته ، هم شركاء فى كل الدم المسفوح وكل جرائم الاغتصاب، هم شركاء فى السرقة والنهب لمواطنيهم، وفى إهدار كرامة أهل السودان.

كحال المجتمعات الأخرى هناك عملاء يشترون و خونة، ولكن مثل هذه الخيانة لا نظير لها فى العالمين.
إن الدفاع عن النفس والأرض والعرض حق مشروع وواجب معلوم  لا ينتقص من ذلك أراجيف العقول الخائبة والمريضة .

أنتم خارج دائرة الفعل والتأثير والاحترام ، لقد عميت عيونكم ، فقست قلوبكم و تبلدت أحاسيسكم يا أيها الغافلون الجاهلون بالتاريخ وأسباب الحروب والكفاح والنضال، إذا كان الدفاع عن النفس والأرض والعرض سيقود للحرب الأهلية، فلتقم هذه الحرب.

هل وقوف الشعب السوداني ضد عدوان المليشيا والمرتزقة والمجرمين من نزلاء السجون سيقود للحرب الأهلية؟.

إذا فلتقم هذه الحرب، الشعب السوداني لم يجمع على أمر من قبل كما أجمع الآن على صد العدوان ودحر المليشيا.

ستنتصر إرادة الشعب السوداني على هذا العدوان وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.

27 ديسمبر 2023م

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق