مقالات

درس من باكستان

خالد هاشم خلف الله:

نهاية الأسبوع قبل الماضي شنت باكستان غارات جوية على ما أسمتهم الخارجية الباكستانية في بيانها بمخابئ الإرهابيين في محافظة سيستان بلوشستان الواقعة جنوب شرق أيران وقصدت بهم جماعات مسلحة باكستانية تتخذ من الأراضي الإيرانية قواعد انطلاق لها لشن هجمات داخل باكستان ، وسبقت أيران جارتها الشرقية باكستان بيوم في شن هجمات استهدفت قواعد لجيش العدل وهى جماعة سنية إيرانية مسلحة معارضة تقيم مراكزها في أقليم بلوشستان الباكستاني المتاخم لأيران والهجوم الإيراني جاء بسبب تبنى جيش العدل هجوم على مركز شرطة داخل أيران في ديسمبر الماضي أودى بحياة أحد عشر شخصاً وفى اليوم التالي جاء الرد الباكستاني على الهجوم الإيراني على أراضيها ثم صدر بيان للخارجية الباكستانية مقدماً التبني الرسمي والواضح للحكومة الباكستانية لتلك الغارات التي استهدفت العمق الإيراني وقالت الخارجية الباكستانية في بيانها بلغة جلية وواضحة “هذا الإجراء دليل على التزام باكستان الراسخ بحماية أمنها الوطني والدفاع عنه ضد كل التهديدات ” .
الغارات الباكستانية على مقار جماعات تصنفها حكومة أسلام أباد جماعات إرهابية في داخل الأراضي الإيرانية يصلح لأن يكون درساً يجب أن يطلع عليه قادة الجيش السوداني الذين ومنذ أن شنت مليشيا الجنجويد عدوانها السافر على المواطنين وعلى مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية أبريل الماضي وقادة الجيش السوداني لا يكفون عن القول أن هناك دولة ولم يعد يخفى على أحد أنها الأمارات العربية تدعم و باستمرار مليشيا الجنجويد بشحنات السلاح وأن شحنات السلاح تلك تعبر للداخل السوداني عبر مطارات تشاد وهو عمل لم يعد تكشفه التحقيقات الصحفية مثل التحقيق الذى نشرته صحيفة النيويورك تايمز في أغسطس الماضي عن شحنات السلاح الإماراتية التي تصل لمليشيا الجنجويد عبر مطار ام جرس شرق تشاد بل أصبح حقيقة مؤكدة أثبتها التقرير الذى قدمه الخبراء المستقلون لمجلس الأمن الدولي نهاية الأسبوع الماضي حول حظر السلاح في أقليم دارفور .
كان ينبغى على قادة الجيش السوداني أن يحذو حذو نظرائهم قادة الجيش الباكستاني وأن يرسلوا طائرات سلاح الجو السوداني لضرب مطارات تشاد خاصة مطار أم جرس القريب من حدود السودان الغربية في دارفور الذى عبره نقلت معظم شحنات السلاح الإماراتي لمليشيا الجنجويد تلك الشحنات التي بسببها قتل وجرح الاف من المواطنين السودانيين ومن ضباط وجنود الجيش السوداني الذين يتصدون لحملة تلك الأسلحة الفتاكة في الميدان بينما يعجز قادتهم على المستويين السياسي والعسكري في اتخاذ خطوات عملية عبر شن غارات على مطارات تشاد وتدميرها وهو ثمن قليل وجب على تشاد دفعه نظير مشاركتها المؤكدة في العدوان الجنجويدى وهى مشاركة متعددة الاشكال من رفد المليشيا بالمقاتلين من داخل تشاد نفسها ومن جيرانها في الغرب مالى والنيجر حيث تسمح لهم بالعبور عبر اراضيها وصولاً الى الداخل السوداني حيث يتاح لأولئك المرتزقة المشاركة في جرائم مليشيا الجنجويد ضد السودانيين .
أن شن سلاحنا الجوى غارات على مطارات تشاد التي تستقبل شحنات السلاح الإماراتية المرسلة لمليشيا الجنجويد لا يعد عدواناً عليها فهي قد بادرت بالمشاركة في العدوان الجاري على بلادنا وأهلها وستكون مثل هذه الغارات سبباً في تجفيف خطوط إمداد المليشيا على الأقل بالأسلحة النوعية التي وفرت لها كثافة نيران مكنتها من توسيع سيطرتها في دارفور وفى ولاية الجزيرة مؤخراً ، كما أنه من شأن شن تلك الغارات أن تضع اساس لنظرية ردع سوداني تكف أذى بعض جيرانه الاشرار من الاستهانة به وتبدد الطمأنينة التي تتلبسهم حالياً وهم مقدمون بلا وجل ولا خشية على الحاق الأذى ببلادنا وهم مطمئنون من أن الرد الرسمى لمسؤولينا لن يتجاوز الشكوى وأبداء التبرم من دعم جيران السوء مثل تشاد للعدوان الجنجويدى على بلدنا وأهلها.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق