صحة وبيئة
نساء وفتيات بالسودان يفتقدن سبل الحماية في طريق النزوح
الساقية برس- إخلاص نمر:
قالت الأستاذة فاطمة مصطفى سمهن، المديرة التنفيذية لمنظمة زينب ،في حديثها أمام مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، حول قضايا الأمن والسلام، إن الوضع الإنساني يتفاقم بشدة في السودان، وتزداد يوميا معاناة الشعب، مع التشرد والشتات والنزوح واللجوء،خاصة النساء والفتيات ،اللاتي يفتقدن سبل الحماية في طريق النزوح، الأمر الذي يدعم ،زيادة المخاطر والعنف،إضافة لذلك الصعوبة في الحصول على كافة الخدمات، من رعاية صحية جنسية وانجابية، وإقامة أمنة، عند الوصول، بما في ذلك الدول المجاورة.
عنف واستغلال..
واكدت مصطفى قائلة (تكافح النساء والفتيات لحماية انفسهن من العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستغلال الجنسي، والاتجاروالتعذيب وغيرها من الانتهاكات المريرة والقاسية، التي تحتاج الوصول الى وسائل منع الحمل الطارئ، وإدارة الاغتصاب السريري، في ظل تدمير تام للمرافق الصحيه، والتي يقيد أيضا التشرد و التنمر، الوصول اليها).
42%…
وتتواصل افادات فاطمة أمام مجلس الأمن، وتسرد مأساة النساء والفتيات وتعذر الوصول إلى الطعام (يتعذر على النساء والفتيات، الوصول إلى الطعام، إذ يعيش السودان أزمة حادة في الأمن الغذائي، والتي تؤثر على 42%من سكان السودان، الأمر الذي يزيد من مخاطر العنف القائم على النوع الاجتماعي في الأسرة، بما في ذلك مخاطر العنف من قبل الشريك الحميم، والاستغلال الجنسي، والتعذيب الجسدي، مايدفع إلى استراتيجيات التكيف الضارة، إضافة لزواج الأطفال والزواج المبكر القسري).
دعم..
وتضيف الأستاذة فاطمة التي شرحت الواقع بكل ابعاده الان، في وجود الحرب التي يذهب ضحيتها الابرياء، من الرجال والنساء والاطفال قائلة ( ان المنظمات التي تقودها النساء،تشكل سندا حيويا، أمام الاستجابه الإنسانيه، ورغم التمويل المحدود، الذي يصل اليهن ، فإن النساء يجتهدن في تشكيل هذا السند، من أجل دعم عائلاتهن والاسر الأخرى، بجانب ذلك يرفعن اصواتهن عالية في التفاوض مع الأطراف المتقاتلة للوصول إلى وقف دائم لاصوات الرصاص، وإيقاف الحرب.).
تحد وشجاعة..
واردفت سمهن (رغم كل العنف والموت، جاء حراك النساء على أشده، إذ استنهضت منظمات نسوية، كل همتها لتقديم المساعدات للسكان المتأثرين بالنزاع والنازحين في الداخل، فكانت الرعاية الصحية، والدعم النفسي والمادي والطعام وحقائب الكرامة للنساء والفتيات، ولقد كان لمنظمة زينب لتنمية وتطوير المرأة ،دور اساسي في توزيع حقائب الطوارئ، التي تحتوي على الطعام والصابون والفوط الصحية للعائلات في الجزيرة، والقضارف وكسلاوالخرطوم ودارفور،بجانب التبرع بالمواد الغذائية للمدارس ومراكز الشباب، التي تتم فيها استضافة النازحين في الولايات المختلفه، كذلك منصة السلام من أجل السودان، وهي شبكة مكونة من 49 منظمة تقودها نساء،تعمل على توفير الحماية والدعم النفسي للناجيات والناجين من العنف الجنسي، وزيادة مشاركة النساء في عمليات السلام، ورغم كل هذه الشجاعة والتحدي، نجد أن النساء يتم تحييدهن في المحافل الرئيسية، واماكن اتخاذ القرار في مجالات العمل الإنساني والسياسي وعمليات السلام).
إلتزام…
وبملء الفم طالبت سمهن مجلس الأمن، بضرورة دعم منظمات النساء ،بشكل أفضل حيث قالت (يجب تحقيق الالتزام تجاه التمويل، من خلال تعزيز وتنفيذ شراكات عادله مع منظمات حقوق النساء والمنظمات التي تقودها النساء،مع أهمية تيسير وصول هذه المنظمات إلى المعلومات وتقليل العبءالبيروقراطي، كما أن زيادة التمويل المرن على المدى الطويل مهم جدا، و دعم قدرات منظمات النساء، والتأكيد على المساواة بين الجنسين، وتخفيف العنف الجنسي، واتخاذ كافة التدابير الوقائية، مع زيادة الضغط الدبلوماسي على جميع الأطراف والسلطات ذات الصلة، لازالة الحواجز التي تؤثر على وصول منظمات النساء الى الأشخاص المحتاجين).
وقف العدائيات..
ونادت فاطمة بضرورة اعتماد قرار يطالب بوقف فوري للعدائيات، واعتماد وقف إطلاق النار وهنا وفق قولها (يجب إدانة جميع أشكال العنف الجنسي، المرتبط النزاع، وضمان وصول الناجيات والناجين الى خدمات الإنقاذ الشاملة، بما في ذلك الخدمات القانونية، وضرورة انهاء ثقافة الإفلات من العقاب.) واردفت (لابد من التأمين على مشاركة كامله متساوية وأمنه، لقادة ومنظمات المجتمع المدني النسائي في عمليات بناء السلام، بجانب دعوة المنظمات النسوية السودانية لتقديم احاطة أمام مجلس الأمن، عند مناقشة قضايا الوطن، وتعزيز قيادة النساء والفتيات، وانهاء التهديدات، التي تواجه النساء والفتيات ،ومراعاة أولويات النساء، ضمن استجابة تعزيز الحماية) وزادت (يجب دعوة المانحين الدوليين، إلى تمويل الأبعاد الإقليمية للنزاع، حيث يفر المزيد من الأشخاص الى دولة جنوب السودان، والدول المجاورة التي تواجه أزمات انسانية مستمرة).
الجدير بالذكر أن الأستاذة فاطمة مصطفى سمهن ،كانت ضمن أربعة نساء تمت دعوتهن من لجنة الخبراء، بمجلس الأمن، لشرح أثر الصراع الدائر في السودان، خاصة الانتهاكات ضد النساء.