عادل حسن:
آه خرجنا ودلفنا الي بوابة الفرح البريء المعافي وعتبة الضحك للمنفيين الي دنيا الحزن في الغربة ولحظة الخروج من زمن الغبار الي زمن الضوء ومن لذعة العزلة الي حلاوة الشوق حلم في خاطر كل غريب بدا خيالا مباركا ثم تقمص مناظر الواقع
هناك في المهاجر نهمل انفسنا عند شواطيء الليل المالح الذي يتعلق بالعيون وهي فاترة تستقبل محاولة النسيان لما هو معاش في بلادنا المنحورة ولما هو عكس المعتاد في المهجر والغربة التي لها كدمات علي القلب واظافر حادة تبقر الكبد
هنا نحن ننتظر الزمان الذي يصدر عننا عفوا عاما ويغفر لنا احزاننا الكبار ولوعتنا النازفة
اه ليل الغربك شاتي لافح يدحرج روحك مع تدفق السهاد ولكنك احيانا تشتري بطاقتك من الشمس لتدخل اليها وتدفع الثمن نصف ابتسامة وعليها بقايا دمع ليل حرون ابتسامة ممدودة حتي يطردها الغروب مع ملم ملاحة الاصدقاء الفتي العامر بالحيوية محمد الفاتح والدهشة البشرية المهندس محمد سلمان والانيق علاء الدين مهندس الروعة ونافورة الحكاوي اسامة الشيخ وصاحب الصمت الوقور قسم خالد وعطر المجالس الفواح مهندس عبد العظيم برهان وغرويدة الدنيا ابو صلعة وحتي غياب ياسر فضل المولي كان حاضرا مثل عطر الصباح
هكذا اهل بلادي في الغربة يمضغون خلطة الصبر والفرح قبل ان يتوطن الجرح معهم ثم يفرغون الذاكرة المثقلة بالالم نعم وانت هناك ممدود علي فراش الغربة لا بد ان تنهض وتدلف الي مغسلة للروح وعن باركن مخملي يحتشد فيه رفقاء المهجر وهم يبتاعون اغلي عطورات الساعات التي تتحرك بها عقارب شوكات الشوق
اخ واه الجرح ينبح مثل كلاب البادية في الظلام ونحن نشتهي القمر الصيفي الفاحش البهاء في هدوء بلادنا المخطوفة
الدرب طويل طويل الي مسارب الروح المثقوبة مثل ذاكرة شيخ هرم تركوه في الديار لم يستطيع الهرب الي الاف الاميال
مجهول المصير اه اه
الان خلعت اسمي عني ولبست اسم الغربة من فيكم يشاركني اسمي الذي نحرت له شاه جهنمية
صحابي تفرقوا بين عتامير روحي واستوطنوا خيام الشوق والتباريح ماذا افعل خلصت وسادات القلب ومفارش الكبد وحتي اهداب العيون سكنتها الدموع.
سلامات
