مقالات

حرائر السودان فى الميدان

حد السيف

محمد الصادق

من خلال مراجعتنا وبحثنا فى التاريخ القديم وضح جليا أن المرأة السودانية لعبت أدوارا عظيمة فى نهضة وبناء السودان وكان ذلك منذ العصور القديمة فى الممالك النوبية قبل المسيحية والإسلام وإشتهرن كنساء محاربات وجسورات وحكمن السودان بكل دراية وإقتدار فى عهد الكنداكات الاوائل حيث حكمت الكنداكة أمانى التى كنيت بأمانجى والتى توفيت ودفنت فى جبل البركل شمال السودان . وظلت المرأة السودانية تواصل مسيرة النضال وتقف إلى جانب الرجال فى كل مناحى الحياة وخاصة فى ساحات الوغى والحروب ومشاركة المقاتلين بصنع الغذاء وتطبيب الجراح وحمل السلاح والغناء الذى يشعل الحماس لدى المقاتلين فى الميادين المختلفة.
ومنذ ذلك التاريخ البعيد قبل ألفي عام وإلى تاريخنا الحديث هذا أكدت المرأة أنها قائدة ورائدة وداعمة للرجال فى كل زمان ومكان . فالمرأة السودانية تتمتع بمقدرة فائقة للتعامل مع الأحداث الوطنية المختلفة على مر السنين والدهور .

أسعدنى جدا الآن مشاركات حرائر السودان فى معسكرات التدريب دعما للنفرات الشعبية وهن يتدربن على حمل السلاح وضرب النار دفاعا عن الأرض والعرض ويتقدمن الصفوف بكل عنفوان وقوة وإزدادت سعادتى بتجمع حرائر نهر النيل وهن يلبون نداء الوطن ويقدن قافلة لدعم القوات المسلحة بقيادة وزيرة الثروة الحيوانية الدكتورة نجده الزبير أرباب إلى سلاح المهندسين قلعة الرجال والأبطال (سلاح تكساس الحارس البلد والناس ) حيث كانت لفتة بارعة أثلجت الصدور وأدخلت البهجة والسرور فى النفوس . والقافلة أكدت بلا شك أن حرائر السودان سندا وعضدا لجحافل جيشنا الباسل المقدام ويحضرنى هنا كلمات أميرة الشعراء روضه الحاج عندما قالت:
يا بلادى كل جرح فيك جرحى
كل قرح مس شبرا منك قرحي
كل ثكلى زرفت من دمع قلبي
واليتامى إفترشوا روحى ناموا
هذه الأرض يا أمى دمى ….
فلما إستحللتى يا اماه ذبحى

إن حرائر نهر النيل أرض النضال والتاريخ . بلد الحديد والنار ودامر المجذوب وأرض القرآن والحيران يستحقن منا كل التقدير والوفاء والثناء لمواقفهن العظيمة التى سيسجلها التاريخ بأحرف من نور وتبقى خالدة فى الوجدان شلالات وفاء ومنابع محبة ومناهل خير.

فشكرا لكل إمرأة شمرت عن ساعد الجد وقدمت الغذاء والدواء وآبريه رمضان زاد الحبان . وشكرا لحكومة ولاية نهر النيل وربانها الماهر الدكتور محمد البدوى واعضاء حكومته وهم يضعون السودان فى حدقات العيون ويقدمون لنا الدروس والعبر.
وبكره يا سودانا تكبر
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق