مقالات

الدامر ونقص القادرين عن التمام

دموع الورد

د. نوال خضر:

الدامر مدينة المتناقضات قال عنها الشاعر توفيق صالح جبريل له الرحمة:

ألا يادامر المجذوب لا أنت قرية

بداوتها تبدو ولا أنت بندر

وهاهي تعجز عن أن تكون عند مستوى الحدث فى الحراك الإعلامي الذى انتظم محليات الولاية الأخرى فى ظل الوضع الاستثنائي الذى اتاح لولاية نهر النيل استضافة اعداد مقدرة من الكوادر الاعلامية المتميزة فى شتى المجالات .
عجزت الدامر وهى المدينة التى تحتضن أمانة الحكومة وعدد من الوزرات ، عجزت الدامر وهى المحلية التى تضم ٧ وحدات إدارية ، عجزت الدامر وقائمة التوصيف تطول ، و لابد من أن هناك اسباب لهذا التخلف عن الركب ، فالذين اشعلوا شندى نشاطاً وحراكاً وكذا المتمة وبربر وابوحمد هم مدراء تنفيذيون تجاوبوا مع ماقدمته لهم الكودار الاعلامية التى استضافتها هذه المحليات ولم يعملوا بالمثل الشعبي ( جو يساعدوا فى حفر قبر ابوهو دس المحافير ) تفاعلوا وانفعلوا فأطلق زملاءنا لخيالهم العنان فكانت المشروعات تلو المشروعات والبرامج تلو البرامج مما أحدث حراكاً إجتماعياً فى هذه المحليات وجعل القادمين يندمجون مع اهل المنطقة حتى إن زرتهم لاتعرف القادم من المقيم سادت بينهم روح الإخاء والمحبة وهم يعلمون أن هؤلاء الوافدين سيتركونهم فى يوم من الايام ليعودوا الى الخرطوم ولكن أي عودة ، عودة بروح التعاون ورد الجميل وبالتالى لن ينقطع حبل الوصل ولن تغيب هذه المحليات عن أجهزة الاعلام هذا هو المنظار الذى نظرت به هذه المحليات ومنسوبوها لتعاون الوافدين الذين أبلوا بلاءً حسناُ تجاوزه للإبداع ، ولكن علامة الاستفهام الكبرى ماذا عن محلية الدامر عاصمة الولاية والتى كان يجب أن تكون شعلةً من النشاط والحراك الإعلامي لكنها لازالت تنام نومة أهل الكهف .
الذى ينظر للحراك الإعلامي فى بقية محليات ولاية نهر النيل والأخبار المتواترة عن نشاط راوابط الاعلاميين الوافدين يظن أن محلية الدامر ليس لها من الاعلاميين الوافدين نصيب ، لكن الواقع يقول أن محلية الدامر بها مايقارب الخمس وأربعون إعلامياً تختلف تخصصاتهم بين الاعلام المرئ والمسموع والمقروء ، بل نذهب أكثر من ذلك لنؤكد أن الدامر بها قيادات إعلامية ترفع لها القبعات ، والسؤال هو لماذا هذا الصمت ، ترى هل املك الإجابة ؟ بالتأكيد لا … وانا إحدى الشهود على مابذله هؤلاء الاعلاميون من جهد لتحريك مجمتع الدامر وعكس انشطته الإعلامية ، بل ذهبوا أكثر من ذلك بأن وضعت خطط وبرامج تفاعلية ومدت الأيادى بيضاء من غير سوء للمحلية التى من المؤسف أنه تعاقب عليها عدد من المدراء التنفيذيين منذ أن وطئت اقدام الوافدين الولاية وكلهم كان لرابطة الاعلاميين معهم لقاءات لكنها لم تثمر حتى الآن .
السؤال الذى يطرح نفسه ونطرحة لماذا هذا التجاهل لقبيلة الاعلاميين من قبل محلية الدامر ؟
لماذا هذا الصمت وقد قدمت برامج وسلمت باليد للمدير التنفيذى الحالي ؟
هل هناك اياد خفية لها مصلحة فى تعطيل برامج الاعلاميين الوافدين ؟
إن كان الأمر كذلك فإن اول الخاسرين هي محلية الدامر التى لايريد بعض منسوبوها أن ينفضوا الغبار عن وجهها الكالح وأن تظل كما قيل لاهى قرية ولا هى بندر ، وسنظل نأسف أننا فى الوقت الذى أتت بنا الظروف لأرض آبائنا وأجدادنا لنقدم لها بعضاً مما تعلمنا صدتنا وبخل علينا ولاة أمرها أن نسطر اسمها فى تاريخ الحرب كمدينة احتضنت الاعلاميين وتفاعلت مع برامجهم وحركت مجتمع الدامر ليظل يذكر بالخير هذه الكوكبة النيرة من الاعلاميين الذين لن ينقص من قدرهم ولن يحط من شأنهم غيابهم فى محلية لم تستيقظ بعد .

د.نوال خضر

رئيس رابطة الإعلاميين الوافدين بمحلية الدامر

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق