إسماعيل جبريل تيسو:
استوقفني الاستقبال الرسمي غير المسبوق الذي نظمته الولاية الشمالية على شرف زيارة المدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة الأستاذ محمد طاهر عمر، حيث خرج الوالي في معية أعضاء مجلس وزراء حكومته ولجنة أمنه، بحضور مديري ومسؤولي المؤسسات المحلية والاتحادية، وأصحاب المصلحة من شركاء قطاع المعادن بالولاية الشمالية، خرجوا جميعاً خفافاً وثقالا، وساروا مسافة سبعة كيلو متر جنوب مدينة دنقلا، لاستقبال مدير شركة الموارد المعدنية، في مشهد لم يحدث من قبل، حتى في زيارات رئيس الجمهورية.
التقدير الكبير الذي أبدته الولاية الشمالية للمدير العام للشركة السودانية للموارد المعدنية، إنما يعكس شكل التنسيق، وروح التعاون على البر والتقوى، وعلى رفعة السودان، فالولاية الشمالية تعتبر واحدة من ثلاث ولايات تعتلي قائمة الصدارة في إنتاج الذهب، ويكفي الشمالية فخراً أن إيراداتها من عوائد التعدين في العام الماضي ٢٠٢٣م، تجاوزت مبلغ ثلاثة مليار ومائة وأربعة عشر مليون جنيه، ( ثلاثة ترليون بالقديم) رغم ظروف الحرب والتعقيدات الأمنية التي انعكست سلباً على مدخلات صناعة التعدين، مما أدى إلى خروج كبريات الشركات من العملية الإنتاجية، بل إن الولاية الشمالية حققت في شهر فبراير المنصرم، أكثر من ١٨٠٠ كيلو ذهب، ما يعادل نحو مليار جنيه ( ترليون)، وهي أعلى إيرادات في تأريخ إنتاج الولاية الشمالية في شهر واحد، مما يعكس واقع التطور، وجودة الأداء، وإحكام الرقابة، والضبط الإداري، وتمدد وانتشار أسواق التعدين من المثلث شمالاً وحتى البركل جنوباً، فلنرفع القبعات إجلالاً وتقديراً لمكتب الشركة السودانية للموارد المعدنية بالولاية الشمالية بقيادة ربانها الشاب عبد الرحمن محجوب النضيف وفريقه المعاون، وهم يقدمون نموذجاً لعطاءٍ مشرّف، في زمنٍ مختلف، ملوّحين لبقية مكاتب شركة الموارد المعدنية بولايات السودان الأخرى، بعلامة الفخر بالإجادة، والتطلع نحو الريادة، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
زيارة المدير العام لشركة الموارد المعدنية المحدودة محمد طاهر عمر، إلى الولاية الشمالية، كانت سانحة طيبة لعقد لقاءات مهمة وضرورية، مع أصحاب المصلحة من شركاء قطاع المعادن، ممثلين في بعض الشركات، وكبار المنتجين، والمجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية، حيث فُرشت الشفافية والوضوح على طاولة المناقشات، وتناول القضايا والهموم، وطرح المعالجات وإرسال التطمينات، مما يعطي انطباعات إيجابية بنقلة مرتقبة في قطاع المعادن بالولاية الشمالية، مع ضرورة استصحاب مخاوف الأهالي والمجتمعات المحلية، فيما يتعلق بقضايا البيئة، ومشروعات المسؤولية المجتمعية، والاستمرار في تطبيق برنامج التحصيل العيني، وتفعيل القرار ٩٠ لوزير المالية والتخطيط الاقتصادي، والشروع في تنفيذ بورصة الذهب، وهي جميعها مطلوبات مهمة تساهم في بلورة رؤية الدولة، بتحقيق صناعة تعدينية آمنة ومتطورة، ترفد خزينة البلاد وتدعم مسيرة الاقتصاد.