إسماعيل جبريل تيسو:
لا تنكسروا، ولا تتهاونوا، لا تهنوا، فأنتم الأعلون، ولا تزعنوا، ولا ترضخوا، ولا تركنوا فأنتم الفائزون، تحملوا، وأصبروا وصابروا ورابطوا، وتأكدوا أن الله سيُحدث أمراً انتظره الشعب السوداني شهوراً عددا، انتظره قابضاً على جمر الجَلَد والصبر على انتهاكات ميليشيا الدعم السريع الإرهابية، وانتظره وتحمّل في سيبل ذلك أذاهم، واحتمل وزر جرائمهم في القتل والسحل والاغتصاب، والنهب والسلب، والتهجير القسري، وسيحتمل الشعب السوداني المزيد من هذه الجرائم لقناعة ويقين، باقتراب النصر المبين، وما النصر إلا صبر ساعة، وأن دحر هذه الميلشيا، ومحوها من الوجود، مسألة وقت ليس إلا، فرجاءً لا تلتفتوا إلى خديعة الهدنة، ووقف العدائيات والإمساك عن النيران، خلال شهر رمضان.
ليس لميليشيا الدعم السريع، عهد ولا ميثاق، وليس لهم دين ولا أخلاق، ولا علاقة لهم بشهر رمضان، ولا بحرمة هذا الشهر الكريم، ففي شهر رمضان أشعلوا فتيل الحرب، وقتلوا واغتصبوا ونهبوا وسلبوا، دون أن يرفَّ لهم جفن، وفي شهر رمضان انتهكوا حرمات البيوت والمنازل، وأخرجوا سكانها مقهورين، وفي رمضان استباحوا قدسية المساجد، وعاثوا فساداً بالمصاحف، ومارسوا الرذيلة، ودنّسوا بيوت الله، وحتى الكنائس لم تسلم من انتهاكات هؤلاء التتار والمغول الجدد، فهم بلا ذمة وبلا رحمة ولا يستحقون هدنة، وإنما ينبغي قتالهم في رمضان، كما قاتل رسولنا الكريم قريشاً وهزمها يوم بدر، واقتلوهم حيث ثقفتموهم.
لقد تم تجريب ميليشيا الجنجويد في أكثر من هدنة منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل من العام الماضي، فماذا كانت المحصلة؟، لم تحقق الهدنة سوى التأكيد على صدق ونُبل، ورفعة أخلاق القوات المسلحة، وفي المقابل كان الجنجويد يستغلون الهدنة للتشوين، وإمداد الجنود بالعدة والعتاد، وكانوا يستغلون الهدنة لإعادة انتشار القوات، واستقبال المزيد من المرتزقة القادمين من غرب أفريقيا، كانوا يستغلون الهدنة من أجل حزم المنهوبات التي غنموها من بيوت المواطنين، وإرسالها إلى أهلهم وذويهم في تشاد، وليبيا، وأفريقيا الوسطى، والنيجر، ومالي، وغيرها من دول غرب أفريقيا الظالم أهلها، والضالع في أتون حرب العمالة والارتزاق.
إن المطالبة بتنفيذ هدنة مؤقتة، ووقف العدائيات خلال شهر رمضان، دعوة حق يراد بها باطل، ذلك أن الجهات التي خططت لهذا الأمر، تدرك تماماً أن ميليشيا الدعم السريع تتهاوى صرعى كأعجاز نخل خاوية، بفعل الضربات الموجعة التي ظلت تتلقاها من القوات المسلحة، والقوات النظامية، والمستنفرين، خططت هذه الجهات المتأمرة، لهدنةٍ تُعيد الروح إلى جسد الميليشيا المتمردة، ولكن فات على هذه الجهات، أن جموع الشعب السوداني أصبحت على قلب رجل واحد، ونفروا خفافاً وثقالاً، وبذلوا أنفسهم وأرواحهم في سبيل القضاء على هذه الميليشيا الإرهابية، وسيمضون في هذا السبيل، ولا يبرحونه حتى يبلغوا مجمع النصرين، إما موتٌ بشهادة تُغيظ العِدا، وإما حياةٌ بعِّزة وفخار تُبيد الجنجويد، وتؤسس لبناء سودان جديد.