مقالات

حسم الجيش للتمرد.. الولايات مربط الفرس

حـدود المنطـق

إسماعيل جبريل تيسو:

أسئلة كثيرة ظلت تصدع رأسي ورأس الكثير من الزملاء الصحفيين والمراقبين وحتى المسؤولين في الدولة، بل وحتى منسوبي الجيش السوداني من الذين يخوضون حرب الكرامة الوطنية من الضباط وضباط الصف والجنود، عن أسباب تطاول أمد هذه الحرب؟ ومتى نهايتها؟ وكيفية ذلك؟ ولماذا تُعمل القوات المسلحة استراتيجيةً طويلة الأمد وتمارس نهجها القائم على (الحفر بالإبرة)لحسم التمرد والقضاء عليه نهائياً؟.

قطعاً لا إجابة عندي، ولا أعتقد ثمة أحداً يمتلك إجابات قاطعة، أو حتى يمكنه التكهن أو إعمال التحليل وفقاً لمجريات العمل الميداني، فالحالة الآن عسكريةٌ جداً، وممنوعٌ منها الاقتراب أو التصوير، بيد أن التقديرات تبقى حصريةً على الجيش السوداني الذي يشير ثيرمومتر عملياته الميدانية إلى تقدمه وامتلاكه زمام المبادرة خاصة بعد دخول استراتيجيته مرحلة العمليات الخاصة والنوعية وتمشيط المناطق من جيوب التمرد ومِنْ مَنْ يشايعهم من العملاء والخونة والمندسين في الأحياء.

ولكن هل هذا وحده يكفي لإنهاء هذه الحرب؟ هنا نملك الإجابة ونقول لا! فالجيش مازال في حاجة للسند الشعبي، نعم يجتاج الجيش للسند الشعبي رغم أن المعطيات الماثلة تعكس تدافع النفرات وقوافل الدعم والإسناد التي انتظمت عدداً من الولايات ترجمةً لشعار (جيشٌ واحد شعبٌ واحد)، ولكن هذه النفرات تحتاج إلى المزيد من تنسيق الجهود والمواقف لتتسق مع مطلوبات مرحلة الحسم التي يستعجل الشعب السوداني إنجازها ليعود ينعم بعافية الأمن والاستقرار.

إن التفاف الشعب السوداني حول قواته المسلحة ينبغي أن يتطور ليواكب المراحل الأخيرة من استرتيجية الجيش لحسم التمرد وبشكل ينبغي أن يشمل ويستوعب كافة ولايات السودان بحيث تخرج جميعها في جمعة واحدة يمكن أن نطلق عليها ” جمعة النُصرة ” عقب تأدية شعائر الصلاة، بحيث تقود هذه المواكب الشعبية، قيادة واعية ترفع تمامها لقيادة المنطقة العسكرية في كل ولاية على حدا، على أن تتوحد الشعارات المرفوعة والهاشتاقات على منصات التواصل الاجتماعي والتي تتفق جميعها في دعم وإسناد القوات المسلحة والتنديد بمليشيا الدعم السريع وفضح انتهاكاتها وجرائمها التي ارتكبتها في حق المدنيين والمواطنين الأبرياء والعُزَّل.

جمعة نُصرة القوات المسلحة السودانية بجميع ولايات السودان ينبغي أن تقودها تنسيقية مركزية تُوكل مسؤولية قيادتها لشخصيات وطنية لها قبول وسط الشارع السوداني، بحيث تلتزم هذه التنسيقية بإحكام وضبط رؤى وأهداف الفعالية لتخلو من أي غرض سوى دعم وإسناد القوات المسلحة ونُصرتها في معركتها الوطنية لسحق ودحر مليشيا الجنجويد وكنس البلاد منها ومن جيوبها من العملاء والمرتزقة والمارقين.

لقد حانت ساعة الالتفاف الحقيقي حول القوات المسلحة السودانية لترفع تمام الانتصار على مليشيا الجنجويد التي أصبحت العدو المباشر للشعب السوداني بعد جرائم الحرب والفظائع التي ارتكبتها في حق المواطنين بالقتل والتقتيل والاغتصاب واحتلال المنازل ونهبها وتشريد سكانها، فلتكن جمعة نُصرة القوات المسلحة في جميع ولايات السودان بدايةً جادة على طريق النصر المبين، ومؤشراً قوياً لرسم ملامح جديدة لسودان ما بعد الحرب الذي نثق في أنه سيكون خالياً من سرطان ميليشيا الجنجويد، ونظيفاً من عفن ونتانة العمالة والارتزاق، وقوياً بعافية انتماء الشرفاء من أبنائه وحرصهم المستمر على بلورة شعارات الثورة في الحرية والسلام والعدالة، وجديتهم لتحقيق التحول الديمقراطي والتبادل السلمي للسلطة، وفي ذلك فلينافس المتنافسون.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق