إسماعيل جبريل تيسو:
سعدتُ جداً بتعليقٍ أثلج صدري، وصلني من أحد قيادات الصف الأول في المؤسسة العسكرية وهو يمتدح النجاحات التي ظلت تحققها الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة، في ميدان المعادن، واضطلاعها بمسؤولية الرقابة والإشراف، وتعظيم إيرادات الدولة، وتقديم الدعم الفني للشركات المستثمرة في القطاع، والاهتمام بتنمية القرى والأرياف النائية، من خلال بسط الخدمات الضرورية للمجتمعات المحلية المستضيفة للأنشطة والصناعات التعدينية، والالتزام الصارم بتنفيذ رؤية الدولة بتحقيق صناعة تعدينية آمنة ومتطورة، ترفد خزينة البلاد وتدعم مسيرة الاقتصاد.
تعليق المسؤول العسكري الرفيع كان من خمس كلمات فقط ” نحن معتمدين على هذه الشركة”، وقطعاً هذا الاعتماد لم يأتِ من فراغ، وإنما من خلال التجربة والممارسة، حيث قدمت شركة الموارد المعدنية المحدودة البرهان بياناً بالعمل، وأكدت بما لا يدع مجالاً للشك أنها العمود الفقري للاقتصاد الوطني، ولما كانت النار تزيد الذهب بريقاً وصفاءً وقوةً وضياءً، فقد زادت حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م شركة الموارد المعدنية قوةً وبريقاً، من خلال اضطلاعها بمسؤولية العطاء المستمر، وتجاوز الكثير من التعقيدات التي أفرزتها الحرب وانعكست سلباً على مدخلات الإنتاج، فنجحت الشركة في تحقيق التوازن المعقول في الميزان التجاري، وساهمت بفعالية في استواء سفينة الاقتصاد، واستقرارها على الجودي طوال فترة الحرب.
ولم تكن الشركة السودانية للموارد المعدنية المحدودة بمعزلٍ عما يجري في مسارح العمليات وميادين القتال، فقد ظلت داعمة ومساندة للقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى والمستنفرين، حيث قاد المدير العام محمد طاهر عمر حراكاً مسؤولاً بتفقد العديد من المناطق والوحدات العسكرية في شرق وشمال البلاد، أعلن من خلاله دعم شركة الموارد المعدنية للقوات المسلحة السودانية وهي تخوض معركة الكرامة الوطنية، وبجانب الزيارات الميدانية للوحدات والمناطق العسكرية، حرص المدير العام لشركة الموارد المعدنية عل تفقد جرحى ومصابي معركة الكرامة الوطنية في عدد من المستشفيات، كان آخرها تفقده لجرحى ومصابي العمليات في مستشفى دنقلا العسكري، وهي لفتة إنسانية ووطنية بارعة، وجدت الإشادة والتقدير، وأكدت أن شركة الموارد المعدنية تقف في خندق واحد مع القوات المسلحة في معركة الكرامة الوطنية حتى دحر هذه الميليشيا الإرهابية.
لقد كانت حرب الخامس عشر من أبريل ٢٠٢٣م اختباراً حقيقياً لقدرات شركة الموارد المعدنية، ليس في استمرار العطاء وزيادة الإنتاج والإنتاجية فحسب، وإنما إلى لفت الانتباه للمواقف الوطنية لهذه المؤسسة الاقتصادية الضخمة والفخمة معنى ومبنى، والتعرف على قدراتها في تحقيق التوازن المطلوب في الاقتصاد، والذود عن مكاسب ومقدّرات البلاد، ونثق أن العلاقة المتطورة ما بين الموارد المعدنية، والمؤسسة العسكرية، ستخضع في مرحلة ما بعد الحرب إلى المزيد من التعاون وإحكام التنسيق، وتحديد الأدوار، بما يضمن استقرار قطاع المعادن، واستمرار عمليات الإنتاج وفقاً لحاكمية شركة الموارد المعدنية، باعتبارها آليةً حكومية، معنية بالإشراف والرقابة على قطاع المعادن في السودان.