مقالات

مصر وأخوان السودان من “خندق التناحر” إلى “مربع التناصر”

الحلقة الرابعة

بعد محاولة إغتيال الرئيس محمد حسني مبارك في أديس أبابا انكشفت أسرار أخرى من بينها أن هناك مجموعات مصرية كانت تتلقى تدريبات في معسكرات داخل السودان والهدف من محاولة اغتيال حسني مبارك ليس لإحداث قلاقل وإضطرابات في مصر بل أن يتم زف هذه القيادة إلي القاهرة للجلوس علي كرسي الحكم كما تم زف أفورقي ليحكم إرتريا ومليس زيناوي ليحكم إثيوبيا وإدريس دبي ليحكم تشاد فالمخطط كان عبارة عن إنقلاب كامل علي جملة الأوضاع في مصر وانكشاف وجود عدد من التشكيلات والخلايا العسكرية مكونة من متطرفين مصريين بالتزامن مع وجود معسكرات للتدريب وتأهيل المقاتلين.
– وأن الوجود المصري المسلح والمعارض في الخرطوم لا يقتصر علي أيمن الظواهري وعمر عبد الرحمن وأبو الخير المصري ومحمد نجيب المطيعي بل ظهرت أسماء العديد من الملاحقين والمطلوبين مثل الساعد الأيمن ورفيق زعيم تنظيم القاعدة أبو محمد المصري بجانب المشاركين المنفذين المتورطين الضالعين في المحاولة الفاشلة لإغتيال حسني مبارك في أديس أبابا من بينهم (مصطفى أحمد حسن حمزة – أبو حازم – وصفوت حسن عبد الغني وأحمد سراج وعبد الكريم عبد الراضي أحمد وفيصل علي لطفي والعربي صديق حافظ وعبد القدوس القاضي ومصطفى عبد العزيز محمد وشريف عبد الرحمن وعبد الهادي مكاوي) وغيرهم من مقاتلي حركة الجهاد والجماعة الإسلامية المصريتيْن هذا إلي جانب وجود كوادر مصرية شابة تعمل مع جنسيات أخري تحت مظلة الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية الذي تحول فيما بعد إلي منظمة رعاية الطلاب الوافدين .
– وفي أعقاب هذه الأحداث المتسارعة والمتجهة نحو التصعيد رفعت مصر بعد إتهامها للإنقاذ بالوقوف خلف تدبير وتخطيط محاولة إغتيال حسني مبارك ودفعت بشكوي ضد السودان لدي مجلس الأمن الدولي تبع ذلك شكري أخري تقدمت بها إثيوبيا باعتبارها البلد المضيف والحادثة وقعت علي أراضيها بشكوي أخري ضد السودان ثم علي ذلك تنفيذ حملات أمنية واسعة استهدفت مقار عدد من المنظمات العاملة في الحقل الدعوي والخيري في العاصمة أديس أبابا وفي مدينة دِسّي حيث أغلقت مواقع هذه المنظمات ومن بينها منظمة المنتدي الإسلامي والحرمين والندوة العالمية للشباب الإسلامي وحظر نشاطها في ذات الوقت الذي هربت فيه مجموعات ذات صلة بالحادثة – مصريين و سودانيين – براً من إثيوبيا إلي السودان قبل أن تطالها أو تصطادها أجهزة المخابرات في إثيوبيا وإلي جانب الضغوط الدبلوماسية ظهرت الضغوط العسكرية عبر ما سُمي وقتها بالعدوان الثلاثي والأمطار الغزيرة .
– ثم بدأت حملة ضغوطات مكثفة دبلوماسية وإعلامية بهدف إجبار الإنقاذ العدول في سياساتها العدائية الخارجية التي تهدد الجوار وعدد من دول الإقليم خاصة بعد تصنيف السودان كدولة راعية وداعمة للإرهاب (دولة مقر ومعبر) ووضعها علي اللائحة السوداء مع فرض الحصار الإقتصادي وتنفيذ العقوبات في محاولة لعزل الخرطوم التي بدأت في تنفيذ الروشتة الإقليمية والدولية فقامت ولتخفيف الضغوطات الكثيفة التي مورست ضدها بطرد أسامة بن لادن وأعداد كبيرة من مجموعته ثم إبعاد منير سعيد مدير مكتب حركة حماس في السودان وإغلاق المكتب وطرد جماعة أبو نضال وحركة الجهاد الإسلامي حيث كانت هذه المجموعات تتخفي تحت مكاتب مركزي الفجر والأقصي الإعلاميين وكذلك غادر عمر عبد الرحمن السودان متوجهاً إلي كندا ومنها للولايات المتحدة الأمريكية ثم تقليص نشاط حركة الجهاد الإسلامي الإرتري وتحجيم دورها وقصقصة أجنحتها وتقليم أظافرها من خلال خفض تسلحها إرضاءً لإسياسي أفورقي وتنفيس غضبه هذا عطفاً علي تسليم كارلوس للفرنسيين مع الإبقاء سراً علي عناصر عراقية و أردنية و تونسية وليبية وصومالية وإيرانية .
– شكلت المحاولة الفاشلة لإغتيال حسني مبارك نقطة ضعف لدي الإنقاذيين وورقة ضغط استخدمتها الحكومية المصرية لابتزاز الحاكمين في الخرطوم – سياسة لي الذراع وكسر العظم – مثلما كانت ذريعة لتدخل واسع للأمريكان والأوروبيين لمعرفة ما بداخل (الصندوق الأسود) و (مستودعات ومخازن الأسرار) وتفتيش (الملفات والدوسيهات) ثم جاءت مرحلة تسليم القوائم وبيع المتطرفين والتخلي عنهم ليقعوا فريسة في أيدي دولهم كما رجعت مجموعات أخري بعد التضييق عليها إلي أفغانستان والصومال واستبدلت عمارات ومكاتب الخرطوم بكهوف التوربورا وأدغال الصومال في ذات الوقت الذي حدثت فيه خلافات داخل الجبهة الإسلامية المقاتلة وتفرقت قياداتها وكفّر بعضهم بعضاً كما تراجع نشاط ودور المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي الذي كان يقوده حسن الترابي وانحسرت وانحصرت حركة التجمعات الراديكالية التي كانت تنشط في الخرطوم ليلاً ونهاراً فالخرطوم كانت مدينة لا تعرف النوم تنسج فيها خيوط المؤآمرات وتقام فيها المؤتمرات سراً وعلانية. والحديث بقية…

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى