منوعات وفنون

محنة الجداده البلا لكاده

بقلم/ محمد على حامد الراو:

ان تربية الدواجن من أمتع الهوايات عندي منذ أن كنت تلميذا في الصف الرابع الابتدائي فإني كنت وإخواني نملك قطيعا ضخما من الدجاج في قفص سيوبر يمكن أن تحوم داخله وكانت عندنا نجيلة وزراعة داخل البيت جدول ابوسته داخل البيت من الجدول الكبير جنينه عديل تمثل منتجعا رائعا للدجاج وكنا كل دجاجة نسميها اسم حسب شكلها أذكر كان عندنا دجاجة اسمها بطة الجداد والحديه واخري اسمها الضب اليابس
قبيحة لكنها ولادة زي ما بقولوا الخرقه ولاده وكانت تحضن أعدادا كبيرة من البيض بيض الجداد الآخر حتى يفقسن ولا واحدة ما(*بتخيس*) وكانت تدافع عن فراخها المي والداهن من بطنها بشراسة وتوجه قدومها لعين الخصم مباشرة
( وزي ما بقولوا محنة الجداده البلا لكاده )
يعني حنين الدجاجة على اولادها من غير أن ترضعهم
(بلا لكاده يعني بدون رضاعة)
وتطورت فكرتي عن تربية الطيور فقمت على مدى اسبوعين
وإنا طالب في الصف الأول بالمدرسة الوسطي بضرب طوب أخدر جوار الجدول الرئيس لمشروع الزيداب والذي يمر على بعد سبعة أمتار فقط من بيتنا بهمة عالية ونفاير من الاصدقاء وعلى أعلى رأس مخزن في بيتنا نصبت برجا ضخما للحمام (صنو برج بيزا المائل في نظري )
واحضرت جوز حمام من عمنا عبد المطلب عليه رحمة الله الذي كان عنده حمام بس عشان تقدر تقدر عدده ساكت فهو أسبوعيا كان يشتري له جوال كامل ذره شامي
( شوال عيش ريف)
وتفر هذه الاسراب من الحمام على التقى
المي خمج تقي جمع تقاة وهي مكان درس المحاصيل اما ( المقاة)
فهذه لابد أن تبحث عن معناها انت وعمنا عبد المطلب هو من أمهر مهندسي بناء كباري مشروع الزيداب مثل كبري الورشة وكباري فرقة الجداول بالكمينة وكبري الرميلة وكبري السوق ( القنطرة)
وكبرى عشرين وسد حنان وكبري جادين وكبري شارع السلك.


وهل تصدق ان خور ابو سليم هذا المتمرد العاصي كان يعبره جدول طائر بالخرصانه يمرر الماء إلى أم الطيور
ومن تحته يمر خور اب سليم جدول طائر من صنع عبد المطلب
وكل كباريه بالمشروع كانت كباري عملاقة تعبر عليها أعتى الكراكات المجنزرة
والكراكة ام دلو واليوم المقطورات الضخمة
اكتر من مية سنة مافي كبرى واحد منهن دخلوا فيه مسطرين أو قدح مونة واحد
وكان عندنا شرك من صندوق حديد كل يوم نقبض كديس (دقلوي) وصبرة (جنجويدية) بالإضافة إلى كلب بوليسي من بريطانيا احضرته زوجة الخواجة مورينيو هدية لاخي المرحوم دكتور محمد الراو عندما كان عمره 5 سنوات
اسميناه جوكي تعرفه
كل الزيداب عاش معنا 27 سنة حارسا أمينا وهو مربوط في سلاسل بالنهار في قفصه ونطلقه بالليل وإذا جاءنا ضيف لابد أن نشمم جوكي حذاءه أو طاقيته أو أي شيئ من جسمه والا كان في خبر كان وملأ الزائر الحي صراخا
وكنت من شدة إعجابي بحمامي وحبي له اقضي كل اليوم معه في البرج ومرات ألملم له السعف واطلع ارميه ليهو في البرج حتى لايتعب في البحث عن العُشعش لبناء عشه
فكان أن ازداد ونما مثل الدود
مع أكثر من عشرين غنمايه كل واحدة عندنا لها اسم لكن أجملها الغزالة أجمل غنمايه عندنا ونخرج بهن للمرعي زمن الطلاق ومن لطائف الذكريات في حينا حي الموظفين بالزيداب غنم عمنا عبد الرءوف عبد القادر عطيفي صراف المشروع كان عنده غنم أيضا كثيرة وكل يوم المغرب إذا لم تحضر يجيئ إلى والدي ويقول له خلي أولادك يفتشوا لي غنمي وكانت هذه الفتاشة تتعبنا تعبا شديدا نذهب بالليل إلى (حجُر) عمنا بشير ود عبد الله في المشايخة والد استاذ شكو (حجُر يعني اسطبل
واسطبل ذاتا يعني زريية هوامل )
ثم إلى اسطبل السوق جنب ناس ودمحيسي غايتو عرفنا الاستطبلات كلها بانت والراس واسطبل ود العانس بجادين لحدي الفريخ
اها يوم غايتو خرجنا نفتش ونفتش ونكوس ونفتش
لي غنم عمنا عبد الرءوف لحدي بعد العشاء جينا راجعين بخفي حنين وخايفين من الوالد عليه رحمة الله يزعل لانو ما احضرنا لي جارنا غنمو وعند وصولنا مشينا على بيت عمنا عيد الرءوف عشان نكلمن وجدنا غنم عمنا عبد الرءوف راقدات جنب بيتن في الردم ومتكلات آخر راحة (الردم يعني على جانب الجدول الكبير)
فاخبرنا عمنا عبد الرؤوف بأن غنمه بجوار بيته في الخارج فقال هذه ليست غنمنا دي نحنا طردناها كم مرة
غنمنا موسمة
وكان الحصل انو الغنم حقاتن رابطين على اعناقها شرائط قصاصة حمراء ولها شعر كثيف جدا ولكن طاف عليها زبيدي وحلق شعرها (وخالها اكرود واكرود يعني دقله والشرح أكثر يفسد المعني)
وقطع كل القامش حول رقبة كل واحدة فقال له اخي خالد والله ياعمي ديل غنمكن كدي افتح ليهن الباب وما أن فتح لهن الباب الا وانطلقن إلى صغارهن في فرح لا يقل عن فرحنا بالرجوع إلى قواعدنا سالمين
أها انا اليوم وجدت هذه الصورة للدجاج الأسود في الفيس فاهاج فيني لواعج الشوق لتلك الايام
وهذا الدجاج الأسود
خلانا كبرنا ثم برز إلى الساحة
إنه الدجاج الأسود اﻷندونيسي وهو أغرب وأغلى وأندر أنواع الدجاج في العالم، ويطلق عليه إسم “دجاج لامبورغيني” ، ويصل ثمن البيضه الواحدة حتى 2500 دولار وهو شهي الطعم جداً.. كل شيء في هذا الدجاج أسود بلا استثناء ريشه ومنقاره ولسانه وأظافره وحتى لحمه وبيضه وعظامه أما دمه فهو أحمر قاتم يميل إلى السواد.
سبحانه خلق فأبدع فأذهل العيون.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق