مقالات

العام الدراسي الجديد والمطبات الهوائية

عصام الحكيم:

أجريت استبيانا شفاهيا محدودا وسط عينات عشوائية من المعلمين بولاية نهر النيل خلصت إلى أن معظمهم فوجئوا بتوقيت إعلان بداية العام الدراسي الجديد بولاية نهر النيل حسبما تحدد وأعلن في العشرين من أكتوبر الجاري.

بعضهم كان يرجح أن يأتى الإعلان في نوفمبر أو ديسمبر حتى تستكمل الوزارة فنيا استحقاقات ومطلوبات العام الدراسي الجديد وحتي تتجاوز الولاية ظرفيا وصحيا حاجز المحك الوبائي لجائحة الكوليرا التي بدات تواليا في الانحسار مخافة ان يتسبب فتح المدارس في حدوث انتكاسة ارتدادية يتقهقهر معها الوضع الوبائي الصحي من مربع الانحسار الي الانفجار مجددا لاقدر الله ذلك بسبب بعض الممارسات السلوكية الخاطئة خارج سلطة الرقابة المنزلية في تناول الأطعمة والمشروبات .

بالعودة للاستحقاقات الفنية للعام الدراسي الجديد فإن أولاها هو القرار المفاجيء الذي اتخذه المؤتمر السنوي للجان التعليم الاستشارية بعودة المدارس النموذجية، وهو قرار بلا شك سيربك المشهد التعليمي في المدارس الثانوية العليا إن لم تتخذ الوزارة مايلزمها من تدابير حياله بعد أن سبق إلغاء تصنيفها وتوصيفها النموذجي لسنوات عديدة خلت وبالتالي كانت الوزارة تلتزم التوزيع الإداري اللامعياري استثناءا للمعلمين بينما تعتمد تلك المدارس طلابها سنويا وفق نظام القبول الجغرافي.

بطبيعة الحال فإن معايير قبول الطالب للمدرسة النموذجية تقتضي في المقابل ترشيح معلمين بقدرات وكفاءة مهنية عالية، وإن كانت ممايزة التصنيف في حد ذاتها بين المعلمين هي الأكثر تعقيدا وحرجا إذا ماقورنت بالممايزة بين الطلاب لأن الأخيرة محكومة بمجموع درجات الطلاب المحرزة في امتحان الشهادة المتوسطة في حين أن المعايرة والمفاصلة في الكفاءة المهنية تبدو فنيا معقدة بين المعلم الأجدر بالاختيار عن غيره في المدارس النموذجية.

أما الأمر الأكثر تعقيدا فهو أن الإدارات التعليمية الثانوية بالوحدات الإدارية والمحليات قد هيأت نفسها مسبقا لعام دراسي معتاد بدون مدارس نموذجية وعليه فهي أعدت العدة لقوائم التوزيع الجغرافي المعتادة للطلاب على المدارس الثانوية وبالتالي فإن قرار العودة للمدارس النموذجية يتطلب مراجعة هذا الإجراء.

مطب هوائي آخر بذات المرحلة الثانوية وهو وثيق الصلة بالطلاب المقبولين الجدد لهذه المرحلة وهم طلاب الصف الأول الثانوي وهي الدفعة التي تمثل أول مدخل من المرحلة الابتدائية للمتوسطة وأول مخرج من المرحلة المتوسطة للمرحلة الثانوية العليا، هذه الدفعة بحاجة لمنهج وكتاب جديدين وحسب ما علمت من مسؤولين تربويين فإن كليهما لم يتأتيان بعد وربما يتطلب هذا الأمر شهرين على أقل تقدير.

ثالث مطب هوائي هو الوضع في محلية أبوحمد التي تعرضت لمحنة ماحقة خلال الخريف المنصرم بعد أن تسببت السيول والأمطار في وقوع أضرار بالغة في مؤسسات التعليم العام، وحتى الآن لاندري ماهية الوضع الراهن بالمحلية ومدى جاهزية تلك المؤسسات لاستقبال العام الدراسي وأهليتها كحجر ومرافق تعليمية للتدريس وداخليات سكنية للإيواء.

هذا مايلي بعض النقاط المهمة المتعلقة بالعام الدراسي الجديد وهي مطبات هوائية يستلزم عبورها وتجاوزها قدرا من الانتباه والحذر والتوازن.

كل ما نأمله أن تبادر وزارة التربية والتعليم بما يتوفر لها من قدرات وخبرات وعزيمة وإرادة مهنية وسياسية باتخاذ مايقابلها من تطمينات وإجراءات تمهد الطريق لاستقرار وسيرورة العملية التعليمية بالقدر المأمول.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق