محمد الصادق:
يسرنى ويسعدنى جدا فى هذا الصباح الأغر أن أفى بالوعد الذى قطعته أمس بمخاطبة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان رئيس المجلس السيادى القائد العام للقوات المسلحة . ويالها من قوات تستحق منا كل التقدير والإحترام . كيف لا وهى التى تحمل أرواحها على أكفها وتدافع عن الأرض والعرض تطلب الشهادة والموت بكرامة وعزة وشرف . هذا ما كنا وسنظل نحفظه عن ظهر قلب لأبطال قواتنا المسلحة التي لا تتوانى أو تتراجع فى الدفاع عن الوطن والمواطنين.
وتكمن سعادتنا ايضا فى القيادة الرشيدة للفريق البرهان الذى برهن بيان بالعمل انه قائد محنك وربان ماهر .
وإتساقا لما جاء فى عنوان المقال أعلاه فالخوض فى الحرب هو قرار ولذلك قررت قواتنا المسلحة خوضها لأنها حرب فرضت وكتبت عليها . ومن كتبت عليه خطى مشاها . ثم إن الحرب نار ودخان وخراب ودمار وقتل وسفك للدماء وتشريد للأسر . والمؤسف المحزن أن السودان يخوض حربا ضد أكثر من عشرة دول منهم المرتزقة والمأجورين وهم لا يخافون الله ولا رحمة لديهم لمرأة او فتاة أو طفلا . كل ما لديهم هو القتل وإستباحة كل شئ تنفيذا لأوامر قادتهم ودول الشر التى تدعمهم وتقدم لهم الدعم اللوجستى والسلاح والمال وحتى الغذاء والكساء العسكرى .
أسوق هذه المقدمة وأقول لسعادة الفريق البرهان إن الحرب التى يقودها الدعم السريع تقف خلفها الحاضنة السياسية لقوى الحرية والتغيير التى تحولت الآن تمويها إلى ( تقدم ) هذه الحاضنة إبان فترة حكمها ( الله لا عاده ) مكنت منسوبيها بتعيينهم فى الوظائف العليا بالدولة فهم فى الخارجية والصحة والكهرباء والمياه والسفارات ومعظم الوزارات السيادية وغيرها . وبالتالى السيد الفريق البرهان يتعطل العمل فى العديد من المرافق عن قصد متعمد الهدف الرئيس منه هو تأليب الشعب على القيادة ولكن الحمد لله ان الشعب السودانى عن بكرة أبيه يقف داعما للقوات المسلحة ويقدم أرواح ودماء أبنائه فداءا للوطن لا يبتغى غير مرضاة الله وتطهير البلاد من دنس التمرد والمرتزقة المأجورين .
سعادة الفريق البرهان لقد أقدمت حكومتك على تعيين وزراء الخدمة المدنية وهو قرار حكيم من رجل ذكى لأن وزراء الخدمة المدنية وحدهم الذين يعرفون مفاصل العمل ويخبرون كل دهاليزه ولذلك حققوا النجاح وهم يديرون وزاراتهم فى ظل هذه الحرب المدمرة بكل الخبرة والدراية . ولذلك يجب على الدولة أن تراجع ولا تتراجع أبعدوا كل وزير غير مواكب وهنا أسمح لى سعادة الفريق البرهان وطالما ان الحرب قرار ونار ودخان أن تصدروا قرارات قوية وحاسمة بإبعاد كل الذين عينهم مؤسسهم حمدوك فى فترة حكمه لأنهم يعطلون دولاب العمل عن قصد لتخذيل دوركم الوطنى . وإتخاذ قرار إبعاد الحاضنة السياسية للدعم السريع من الوزارات والمؤسسات والسفارات والهيئات سيمهد الطريق لكم لتحقيق المزيد من النجاحات .
صحيح أن الحرب تشغل بال القيادة ولكن هذا يجب ألا ينسى قيادة الدولة أمر اولئك الذين يريدون أن يقعدوا بالبلاد لتحقيق أجندة خارجية ودول مساندة تكبل السودان وتوزعه إلى دويلات يتحكم فيها من يدفعون الأموال ويقدمون العتاد العسكرى . وللأسف الشديد معظم تلك الأموال من مواردنا كالذهب واليورانيوم والزئبق والصمغ والثروة الحيوانية وخلافه .
إن الشعب السودانى كله سعادة الفريق المرعب المهاب البرهان يقف من خلفك داعما ومساندا وهو أكبر حاضنة لكم . هذا الشعب يجب ألا يخذل وان تتخذ القرارات الحاسمة الرادعة فنحن فى حالة حرب وليس سلم أو توافق وإتفاق .
وبكره يا سودانا تكبر ..
تبقى أعلى وتبقى أنضر
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .