مقالات

ملحمة الكرامة الإلكترونية

بقلم: عميد شرطة/ فتح الرحمن محمد التوم الناطق الرسمي باسم الشرطة

يسطر التاريخ دوما أعمال وأفعال العظماء وتخلد في الذاكرة التضحيات الجسام ويذهب زبد الافعال الوضيعة جفاء مع اول رياح للحق البطولات تخلق بالاقدام ومن يولي الدبر يسجل مع المتخازلين المواقف تخلق وتصنع الرجال لان القرارات المصيرية تتطلب شجاعة وجسارة وثبات.
من أعظم الأفعال التي ستخلد في ذاكرة الامة السودانية فخراً وعزاً وكبرياء معركة استعادة الانظمة الخاصة بالجوازات تلك المعنية بتقديم الخدمات الهجرية للمواطنين اذا ان أعظم الحريات حريات التنقل التي كفلها الدستور واقرتها القوانين وما الجواز الا وسيلة للتمتع بهذه الغاية.

سيذكر التاريخ رجلاً تصدي بكل شجاعة لاستعادة انظمة الادارة العامة للجوازات والهجرة وتشغليها وتطويرها تطويراً مستمراً ونشر خدمات الادارة داخل وخارج السودان ذلك هو القامة والرقم في سفر التاريخ الخالد سعادة اللواء شرطة عثمان محمد الحسن دينكاوي اذ عمل الرجل منذء اليوم الاول للحرب واركان سلمه نخبة من الفنين والاداريين واصلوا الليل بالنهار لاستعادة هذه الانظمة حيث سطت المليشيا المتمردة علي مقر الادارة العامة للجوازات منذء الاسبوع الاول للحرب وتوقفت كل مجمعات خدمة الجمهور والمطار والأجانب ومصانع انتاج الجواز ودائرة شؤون الاجانب توقفت تماما عن تقديم الخدمة وتضرر المواطنين وهدد مصير كثير من العاملين بالخارج الذين قدموا في اجازات وكذلك الطلاب والمرضي واصحاب المصالح.

تعطل نظام الحظر ومعه تعطلت العدالة مؤقتاً اذا انه يحوي سجلات المحظورين بواسطة اجهزة العدل لدواعي نزاعات مدنية واخري تتعلق بامن الدولة وكذلك نظام الاجانب والذي يحوي سجلات الاقامات والخروج والعودة والدخول والتسوية وكذلك نظام حركة المسافرين بالمطار والذي يحوي سجلات حركة كل المسافرين وله ضرورة امنية كبري فضلا عن نظام استخراج الجواز الالكتروني والمصنع عكف الفريق المذكور علي استعادة كل الانظمة انفة الذكر بلا كلل او ملل واجه الاحباط بالجدية والتحديات باختلاق افضل الحلول حيث شاركوا مع العاملين في الادارة العامة للسجل في استعادة بيانات السجل المدني التي تحوي الرقم الوطني لاكثر من اربعين مليون مواطن.
اثنين وستين يوما من التفاني والروح في الحلقوم حتي تحقق المطلوب باستعادة نظام الرقم الوطني وكان قبلها قد استعيد نظام الحظر وحركة المسافرين تهللت اسارير الفريق العامل فرحاً وسروراً بهجة وحبور كيف ولا وقد نجحت الانظمة لخدمة مواطني بلادي الشرفاء الذين اكتوا بجحيم الحراب ولهيب النزوح والتشرد.
بدأ تدشين نظام جديد لاستخراج الجواز واستجلاب مصنع حديث احتضنته حاضرة الثغر واستمرت المجهودات حتي تمكنت الادارة من استخراج(893) جواز عبر(22) مركزا داخل السودان و(18) مركزا بالخارج في السفارات والقنصليات بالاضافة لتهيئة بيئة العمل وتطوير واستحدث انظمة للحجز الالكتروني والاستعلام الالكتروني والايصال الالكتروني والسداد الالكتروني والاستلام وثمة مجهود جبار في استحداث وتطوير نظام جديد للاجانب واستيراد وتركيب مصنع اخر بسعة سبعة الف جواز في مدينة عطبرة سيدخل الخدمة قريباووضع حجز اساس لجوازات مطار بورتسودان واضافة معاني ومباني للادارة والداخلية والشرطة عموماً.
إنه سفر من الفخر والاعزاز ان يتصدى من بين قادة الشرطة لاصعب مهمة في أكثر الأوقات تعقيداً ومهما سطر من حروف فهو لايساوي جهد وعرق هولاء الرجال ولكن تلك هي الشرطة العمل بصمت والتفاني بلا وجل ومن لايشكر الناس لايشكر الله.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق