مقالات

مشاهد من الحارة

مساءات

عادل حسن:

وللمدن طعم مثل النساء وللمدن ايضا نكهة بمزاق عمر الطاشرات
قالت احدي جميلات الاغتراب بعد استقرارها في الحارة الامدرمانية العريقة وبناتها الثلاثة بدون اخ قالت لابن الجيران وهي تصف نفسها انها مخلوق مصنوع من مطاط العمر المسافر بالترحال والرهق اربعون عاما هرولت
فقال لها ابن الجيران اللماح صحيح سافرت الاربعون الحسان من عمرك لكن تركت عندك ملامح جمال مقيم
وهنا سكتت الالسن والتمع صوت العيون
2
وفي الحارة ذاتها قهوة العصرية وملم عائشة المسيرية زوجة الصول واخلاص اليمنية وسعدية الفراشة بت كادقلي التي تصنع طقوس القهوة وترسل ضحكاتها عالية مع الطرائف والحكاوي القديمة للصبا ومتاخرة شوية تدخل عزيزة الحلبية وتضع قفتها وسط ملم النساء وتبتسم مع اظهار زرقة الشفاه الغليظة وهي تقول يا اخواتي مات عبد الستار زوجي منذ عشرين سنة ما ضقت طعم الرجال مع ضحك جماعي وتقول لكن ابيع مشهيات النساء البلدية
عزيزة تاتي من فريق الحلب لملم نساء الحارة في وداع جارتهم المسافرة مع ابنائها مها وعادل ومشتهي انقضي السمر العامر في عصرية الوداع كانت هذه امدرمان وما عادت الان
3
الحارة في مغربية شتوية كسولة ترسل الاطفال في مرح ينتظرون عم حوايةالله بائع اللبن وصوته المحبب ارح لبن الجهال وشاي المغربية ثم يدلف علي الشارع الرئيسي وينطلق نحو الظلام غرب الحارات الان هرب عم حواية الله ومات حمار الكارو بطلقة طائشة وهرب كل اهل الحارة
4
اهل ام درمان موسومين بالالفة والارتباط بالمكان وعليهم جازبية مغنطيسة لا تقاوم خلق وسماحة تدفق تلحظهم في مدن الشتات بالداخل والخارج بين الناس هم مثل حبة التفاح وسط كعكعة الدوم ارجوكم احتوهم دلعوهم اكرموهم عزاز قوم اتبهدلوا
5
المسافات المترامية داخل عتامير الروح المثقوبة والوحشة الكاملة تخطفي نوم عيوني وتنقد قندول عمري وحظي العسير يترنح فوق تلال الليالي
ونغني في حشرجة
حليل الناسا وناسا
طريت أم در طريت ناسا
ارجوكم اعذروني.

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق