حوارات وتحقيقات

خبير بيئي يدعو لإشراك جهة خارجية رسمية متخصصة للتخلص الآمن من نفابات الحرب

يمكن إشراك جهة خارجية رسمية مختصة في عملية التخلص الآمن من نفابات الحرب؛ بعد إجراء الفحص الأمني والإستخباراتي لها، والتأكد من براءتها وخلوها من اي أجندة خفية؛ حتى تقف هذه الجهة الخارجية الرسمية شاهداً على حجم الانتهاكات والخسائر؛ لتخاطب المجتمع الدولي في عملية التخلص من هذه النفايات وإعادة البناء.

لابد من الاستعانة باطباء بيطريين في عملية التخلص من الكلاب الضالة والقطط.

يجب إجراء إختبارات وفحصوات للمياه في الشبكة ومن حنفيات المنازل في أماكن كثيرة ومختلفة؛ للتأكد من خلوها من الملوثات؛ خاصة أنها كانت خالية من المياه لما يقارب السنة

مكان دفن الجثث لابد أن يكون بعيدا عن المزارع والممرات المائية ومكبات النفايات؛ وأن يكون الدفن بطريقة علمية؛ حتى تتم عملية التحلل البايولوجي بصورة طبيعية، ولا يحدث خلل في التوازن البيئي.

على المجلس الأعلى للبيئة أن يقوم بالتنسيق مع كل الوزارات الحيوية مثل وزارة الزراعة والثروة الحيوانية ووزارة الصحة وهيئة مياه ولاية الخرطوم وهيئة نظافة ولاية الخرطوم؛ لإجراء إختبارات دورية للنباتات والمياه والخضروات والفاكهة والتربة وسواحل وشواطي ومجاري والممرات المائية؛ لضمان سلامتها وخلوها من النفايات.

شرطة الدفاع المدني يمكن أن تعمل بتناغم مع سلاح الكيمياء وسلاح المهندسين والمؤسسات الخدمية المدنية في عملية المسح الأولى للتخلص الآمن من النفايات الحربية وعمليات الإصلاح والصيانة والترميم وإعادة البناء.

العاصمة الخرطوم وجزء كبير من ولايات السودان المختلفة تدمرت من الحرب التي قتلت الأبرياء واغتصبت الحرائر وشرد المواطنين ودمرت البنيات التحتية للدوله ونهب وسرقت كل مستلزمات الاسره وعاشت في الأرض فساداً لم يشهده السودان من قبل،، هذه الحرب اللعينه خلفت كثير من الآثار البئيه الخطيره التي من الممكن أن تؤثر على صحة الإنسان في المستقبل بعد نهاية الحرب التي بدأت في نهاياتها،،،، ولكن لابد من الوقاية من خطر التلوثات البئية،،،، وللحديث عن هذه المخاطر وآثارها الصحيفه اليوم في ضيافة الدكتور الفاتح يس الخبير البيئ وأستاذ البئية في الجامعات السودانيه تحدثنا معه وناقشناهو على المائدة الرمضانية عن الآثار البئيه ومخلفاتها مابعد الحرب وإلى مطاف الحوار:

حوار/ مرتضى أحمد الخليفة:

س1 في البدايه دعنا نتعرف عليك وعن البحوث العلمية في هذا المجال؟
١.د. الفاتح يس
دكتوراة في الهندسة الكيميائية

باحث وأستاذ جامعي في عدد من الجامعات والكليات والأكاديميات والمعاهد العليا.
أيضاً عملت المصانع والمعامل الكيميائية الصيدلانية والبيئية، بالإضافة إلى ذلك إشرافي وإدارتي للمعامل والورش في الجامعات.
بحوثي ودراساتي في إعادة التدوير الصناعي للملوثات الغازية بما فيهم غاز ثاني أكسيد الكربون المتسبب في ظاهرة الإحتباس الحراري، وغاز ثاني أكسيد النيتروجين وثاني أكسيد الكبريت (المتسبب في الإمطار الحمضية).
وأيضا بحوثي في معالجة المياه الصناعية ومياه الصرف الصحي.
كاتب صحفي وإعلامي ومتحدث عن قضايا البيئة والإقتصاد الأخضر في الإذاعات والقنوات الفضائية المحلية والعالمية.
باحث ومهتم جداً في الطاقات المتجددة وتغير المناخ والإقتصاد الأخضر والعدالة البيئية.

س٢. كيفية تقسيم النفايات وخطورتها؟

٢. النفايات تنقسم إلى نفايات غازية وصلبة وسائلة، وأيضاً تنقسم وفقاً لخطورتها الي نفايات خطرة وغير خطرة وسامة وغير، وأيضاً تنقسم وفقاً لمصدر نشاطها الي نفايات طبية من المستشفيات والمراكز الصحية، ونفايات صناعية منبعثة من المصانع ونفايات زراعية وحيوية منبعثة من المزارع والمراعي ومصانع الأغذية ونفايات حربية كالتي نتجت من هذه الحرب.

س٣ ماذا عن النفايات الحربية؟

٣. النفايات الحربية العسكرية تشمل الذخيرة بأنواعها المختلفة بغض النظر عن حجمها، والألغام ومخلفات الحرب غير المنفجرة، مثل القنابل غير المنفجرة والقذائف والقنابل العنقودية الصغيرة بالإضافة إلى الصواريخ والدانات وأجزائها، في القتل والتشويه حتى بعد نهاية النـزاعات. وتسمى بالتلوث الناجم عن السلاح، وأيضاً الأسلحة الكيميائية مثل الغازات المحرمة دوليا وحتى البمبان إذا زاد عن حده، وأيضا الأسلحة البايولوجية. ويحرم هذا النوع من التلوث مجموعات سكانية بأكملها من المياه والحطب والأراضي الزراعية والرعاية الصحية والتعليم.

س٤. للمؤسسة العسكرية دور في عمليات الإزالة؛ ما هو رايك بصراحه وتوجيهكم؟
٤. عن نفسي أعول كثيرا من بعد الله سبحانه وتعالى على القوات المسلحة والشرطة بأن لديهم كوادر عسكرية وفنية من مختلف التخصصات، ولديهم جامعة كرري التقانة وجامعة الرباط الوطني، وغيرهم من الصروح العلمية والعملية والتقنية؛ أثقلت كوادرها ودربتهم أحسن تدريب وتأهيل؛ ولهذا يمكن تكوين فرق من سلاح الكيمياء وسلاح المهندسين؛ لعملية إزالة المخلفات الحربية من قذائف وذخيرة ومدافع أسلحة صغيرة وكبيرة من المساكن والمرافق الحيوية والمباني؛ ولابد من أخذ الحيطة والحذر والكشف عن أي سلاح كيميائي أو متفجرات والغام؛ بإعتبار أن العدو قذر ويُتوقع منه أي سلوك غير أخلاقي، ويُتوقع منه أفعال غير أخلاقية؛ تتنافي وتتعارض مع إتفاقية جنيف عام ١٨٦٤ (القانون الدولي الإنساني) التي حددت قواعد الحروب وكيفية التعامل مع نفايات الحروب، وإتفاقية جنيف عمرها قرن ونصف من الزمان؛ ولهذا حدث بها تعديل وتطوير وبها الآن ما يقارب مائة معاهدة.

س٥ رأيك هل تشكل النفايات البيولوجية خطر دائما على السكان أن لم يتم التعامل معها بالصوره المطلوبة؟
النفايات البايولوجية كثيرة في هذه الحرب أولها الجثث والأعضاء البشرية المبتورة والدماء والكلاب الضالة والقطط التي تغذّت على هذه الجثث، بالإضافة إلى ذلك البعوض والناموس والذباب وحتى الأحياء الدقيقة مثل البكتريا وغيرهم.
خطورة النفايات البيولوجية تكمن في إنتشارها وتلوثها للغذاء والمياه والنباتات والفواكه وتلوث التربة.

س٦ ماذا عن الجثث والكلاب الضالة وخطورتهم وكيفيه التخلص منها بالطريقة العلمية؟

بالنسبة الي الجثث؛ رأئي من ناحية بيئية أن أفضل طريقة للتخلص الامن منها هو الدفن؛ وبما إنها جثث كثيرة؛ لامانع من دفنها جماعيا في مقابر جماعية، وهنا أِوجه بأخذ الفتوى من مجلس الإفتاء الشرعي في الأمور الدينية.
أما بالنسبة للكلاب الضالة؛ فيمكن التخلص منها بطرق مختلفة؛ بالسلاح أو بإستخدام سم الكلاب الضاله مثل سم *الاستركنين*، وأيضاً هنا لابد من أخذ رأي الأطباء البيطريين.

بالنسبة الي مكان الدفن؛ لابد أن يكون نظيفا ويخلو من الملوثات الكيميائية التي تقتل هذه المفككات؛ حتى تشتغل بكتريات التحلل (المفككات) (Decomposers) في تحليل وتفكيك هذه الجثث الي عناصرها الأولية؛ لتدخل مره أخرى الي السلسلة الغذائية والدورات البيوجيوكيميائية للمساهمة في إعادة النظام البيئي
(Food chains & Biogeochemical cycles, Ecosystems).

أيضاً لابد من خلو أماكن الدفن من الزراعة والمياه النفايات العضوية (Biomass)؛ حتى لا تتسبب في إنتاج غاز الميثان وثاني أكسيد الكربون اللذين يسببان الاحترار العالمي وتغير المناخ (Global warming, Greenhouse gases, Climate change).

س٧ ماهو شكل خطة المياه النفايات عموماً وضحها لنا؟
٧. بالنسبة الي غرفة الطواريء خدمات الكهرباء والماء؛ فلابد من غرفة طواري للكهرباء والمياه ولابد للمحليات من تهيئة البيئة الصحية السليمة للأسواق المواد الغذائية، لابد من إجراء إختبار وفحص من البداية للمياه ليس من مصدرها فقط؛ وإنما من خطوط الأنابيب الرئيسية والفرعية والكبيرة والصغيرة ولابد من إجراءات الفحص من حنفيات المنازل (tapwater)؛ بإعتبار ان الشبكة ليها زمن لم يتم ضخ المياه فيها؛ وهذا سيساعد في

س٨ رأيكم وانتم خبراء في هذا المجال؟

فكرتي في عمل تنسيق بين الجامعات والمراكز البحثية المختصة في مجال البيئة والجسم المسؤول عن البيئة في السودان (المجلس الأعلى للبيئة) لإجراء إختبارات ودراسات البيئية؛لكشف ملوثات الهواء والماء والتربة والتحقق من جودة الهواء والتربة والمياه؛ وكل الغرف والفرق التي ذُكرت أعلاه ممكن أن تعمل في تنسيق وتناغم.
سننسق مع وزارة الزراعة لإجراء إختبارات تربة في المزارع وأيضاً سننسق مع هيئة مياه ولاية الخرطوم لإجراء إختبارات وفحوصات على المياه السطحية الجوفية والسواحل والشواطي ومجاري المياه وكل الممرات المائية؛ حتى نكتشف اي تلوث كيميائي أو عسكري أو بايولوجي؛ ومعالجة بالطرق العلمية والعملية الحديثة.

س٩ الخطه الاسعافيه المستعجلة لسكان الأحياء بعد العودة المباشره لهم؟
٩. لابد من العودة التدريجية للمواطنين والبداية بالشباب؛ بعد التأكد من صلاحية وأمنية المواقع والمباني وفحصها على يد فرق متخصصة من سلاح المهندسين والكيمياء وسلاح المشاة وإدارة شرطة الدفاع المدني، وعمل إختبارات لجودة المياه والهواء؛ خاصة المياه لأن شبكاتها كانت خالية من المياه فترة عام؛ وهذا سيساعد في عملية التلوث البايولوجي والحربي، أيضاً التأكد من سلامة مراكز البيع الغذائية كسوق الخضروات والفواكه والمخابز والجزارات وغيرهم؛ وهنا لابد للمعتمديات والمحليات وهيئة نظافة ولاية الخرطوم أن تعمل بتناغم مع المؤسسة العسكرية للفرز وجمع السليم والتخلص الامن للنفايات.

س١٠ ماهي الرسائل التي تود أن ترسلها، والي من؟

رسالتي الأولى موجهه للمجلس الأعلى للبيئة بعد الحرب؛ لإجراء إختبارات ودراسات في المياه والتربة والهواء، والالتزام بالمعايير والاشتراطات البيئية ودراسات تقييم الأثر البيئي للمشروعات.

رسالتي الثانية الي الجامعات والكليات والمراكز البحثية:
الحرب بالرغم من سلبياتها إلا أنها خلقت تربة خصبة للبحوث والدراسات في كل المجالات.

رسالتي الثالثة الي المواطن السوداني؛
الحرب حدث لنعيد النظر الي السودان من جديد؛ ونعرف قيمة وطننا وأن نغير من طريقة تفكيرنا وحياتنا، لنستغل مواردنا وثرواتنا الطبيعية والبشرية لبناء سودان مستقر مذدهر.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق