مقالات

شكراً نساء كارديف

حول مظاهرة كارديف التي أُقيمت في يوم السبت الموافق 13 أبريل 2024م

كمال السَّر:

لعبت المرأة السودانية أدواراً عظيمة في تاريخنا القديم والحديث، وقد حكمت المرأة في العصور القديمة أيام الممالك النوبية المسيحية وكن رائدات منذ ألفي سنة .
وفي التاريخ الحديث دخلت المرأة الحياة الإجتماعية والسياسية من الطبيبة إلى المعلمة إلى السفيرة وسلك القضاء و برلمانية ووزيرة، وبشكل عام المجتمع السوداني منفتح باتجاه قضايا المرأة وحقوقها في تقاليده الخاصة والعامة.
أبان ثورة ديسمبر المجيدة حجزت المرأة السودانية مكانها متقدما في المواكب الإحتجاجية ، فكانت في الصفوف الأمامية تلهب حماس المحتجين بالزغاريد والهتافات الوطنية.

ولا تختلف مطالب المرأة السودانية عن مطالب الرجل، فكلاهما يتطلع إلى وطن يُعبِّر فيه الفرد عن آرائه دون خوف من القمع أو الإعتقال.
المرأة في المنافي لعبت دوراً عظيما في النضال مع الرجل في مقارعة الديكتاتوريات وشاركت في كافة الفعاليات السياسية و الإجتماعية رغم العبء الإضافي الذي يقع على عاتقها من التربية و المحافظة على الأسرة.

ما دعاني لذلك المرأة السودانية في مدينة كارديف ومشاركاتها ومساهماتها الثرة في كافة النشاطات التي تقام في هذه المدينة المصادمة والتي أعدها في طليعة المدن البريطانية الأكثر نشاطاً وحيويةً في العمل العام المعارض والخيري والإجتماعي.

من زمن بعيد أحببت إنسان هذه المدينة و إرتبطت بكل مناسباتها المختلفة والمتنوعة وفي كل حدث أشارك فيه تبهرني المرأة السودانية في كارديف وأجدهن أكثر نشاطاً وحركةً وثقةً وحرصاً على أنجاح أي فعالية ، فالناظر لأي نشاط يجد دورهن في المقدمة لا تخطئه العين بدءً من التنظيم والإستقبال والطعام والشراب والبشاشة التي نطالعها في الوجوه النيرة والمليئة بالحب والحنان والحماس.

في هذه السانحة أخلع قبعتي لكن إجلالاً وإحتراماً وحباً وتقديراً لدوركن العظيم وأتمنى أن تستفيد بقية الجاليات من تجربتكن الرائدة في التنظيم والإبداع والتميز ونكران الذات .. شكراً كثيراً نساء كارديف.

لندن 15 أبريل 2024م

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق