مقالات

المقاومة الشعبية بين الدامر وبورتسودان.. خطوات تنظيم

بقلم/ سيف الدين محمد أحمد أبونورة:

بينما تمر البلاد بأحلك الظلمات والسفينة تتلاطمها أمواج المحيط العاتية ، وربانها متمرس ومتمترس مابين لاءاته الثلاث، وينادي بمقاومة العدو الذي سطى على الحرث والنسل، وجدت دعوة رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان،  القائد العام للقوات المسلحة، للمقاومة استجابة غير مسبوقة رجحت كفة الجيش وغيرت موازين المعركة وذلك لأنها لاقت هوى في نفوس الشعب السوداني الذي عانى من الحرب وعدم الاستقرار على كافة الأصعدة، وذلك لم يكن وليد اللحظة وإنما هنالك أخطاء تراكمية قادت لهذا الانهيار والشواهد على ذلك كثيرة، فإذا ذكرنا بعضها بشكل مختصر في الغرب صراع (العرب والزرقة) و(الهامش والمركز) و(الغرب والشريط النيلي) ومصطلحات الجلابة وماشابه ذلك من مسميات تم تسييسها وافراغها من جمالياتها وتصويرها بشكل سالب٠

كل هذه الأسباب وغيرها أثرت على الوضع السياسي الذي انعكس سلبا على الوضع الاقتصادي ثم الأمني ما جعل المواطن غير مطمئن حتى على نفسه وعرضه خصوصا بعد أن أعدت بعض القبائل أو المناطق جيوشا عبر (موضة) الحركات والتي ظلت تهدد بنقل الحرب إلى العاصمة والمناطق الآمنة ماجعل تلك المناطق تفكر في حلول منها درع الشمال وغيره ليس لقسمة الثروة أو السلطة  وإنما فقط لحماية النفس ومقاومة الاستهداف، ثم جاءت هذه الحرب وزادت الطين بلة وتحولت المقاومة من أفكار جادة إلى ضرورة ملحة وصادف ذلك اندفاعا قويا جعل الدولة تنظر لهذا المطلب بأهمية وتتفاعل معه بشكل رسمي.

وهاهي المقاومة الشعبية تأتي أكلها إذ يسعى المهتمين بها مع الدولة لكيفية تنظيمها كسند ثابت وراكز مع القوات المسلحة.

وبحمد الله تجمع نفر كريم من أبناء السودان المؤمنين بذلك من كل ولايات السودان بواقع ثلاثة ممثلين لكل ولاية، وعقد المؤتمر التأسيسي للمقاومة الشعبية القومية بالسودان بمدينة بورتسودان في أواخر رمضان وبموجب ذلك المؤتمر تم تكوين الجسم المركزي الذي يدير هذا الأمر لمدة عام للضرورة الإسعافية ومن ثم وضع برنامج يبدأ من القواعد مرورا بكافة المراحل حتى المركزية وبهذا يكون قد حقق الهدفين التنظيم المستقبلي ومعالجة الواقع اليومي٠

نلاحظ في ولاية نهر النيل الوضع مختلف تماما، فكل ما يخص المقاومة الشعبية على المستويين المركزي والولائي يجب أن يتم بتناغم تام وبدون مجاملة وبكل شفافية لما للموضوع من أهمية، ولا أزيد الآن وسنعود لذلك لاحقا إن شاء الله.

ونأمل ألا يحدث للمقاومة الشعبية  ماحدث للجبهة الوطنية وألا تشبه الليلة البارحة، وندعو أنفسنا والجميع لإبعاد أجسام المقاومة من الخلافات الجهوية وصراعات الإدارات الأهلية وتنافس الأحزاب السياسية وأن يكون العمل فيها بشكل واضح وشفاف بعيدا عن التكتلات والمجموعات والتحالفات التكتيكية.

أختم وأقول وأكرر من باب التأكيد على المركز والولاية على أهمية العمل بالوضوح والشفافية وإعلاء الروح القومية الاستقلالية والوطن فوق الجميع، وعلى ممثلي المقاومة الشعبية بالمركز والولاية ألا يزايدو كثيرا بوجودهم على رأس الجسم لأن ظروف اختيارهم لا تنفصل عن الظرف الطارئ العام الذي تعيش فيه البلاد منذ أكثر من عام، وكما تم اختيارهم بشكل توافقي تجاوز الكثير من الخطوات والإجراءات فيجب أن يستمر هذا التوافق من أجل إنجاح المهمة الرئيسية للمقاومة الشعبية.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق