مقالات
محجوب حسن سعد.. هل يصلح لقيادة المقاومة الشعبية بنهر النيل؟
نصرالدين الياس/ باحث ومحلل سياسي:
لم يعد الشعب المكلوم ينتبه لكبوة جياده المنهكة، ولا السماع لأسطوانة الزمان المشروخة فتعود حالتيها قريرا والف التغيير والتبديلا.
قبل بضعة أيام تصادفت مع رمز من الرموز الوطنية وجحفل من جحافل السلك الشرطي أفنى زهرة شبابه وهو يرتدي البزة العسكرية شرفا وجرأة، ابان النظام السابق.
الرجل يبدو عليه الوقار والتواضع والبساطة في شكله العام وتقرأ خلف اعينه نظرات الإمبراطور.
دخل علينا الفريق واكتفى بمصافحة بعض الذين ينتمي هو إليهم جغرافيا، ومر على قليل ممن يعرفونه ثم لاحظنا سقوط السلام عن الباقين (وكنت منهم)، بعدها انخرط الجميع في ماتجمعوا له من مؤتمر ، وتجاذبوا أطراف الحديث، وكانت القاعة تضج بنبرة الأصوات العالية الرامية لإيصال رسالتها مثلما تستقبل رسائل الآخر.
حينها كان الفريق يجلس على ناصية المنصة بقاعة أمانة الحكومة بالدامر، يمرر يده على لحيته تارة ويضعها على جبينه تارة أخرى، علا صوت الفريق فجأة فطاف بنا على محطات تاريخه الشرطي متدثرا بعباءة العطاء وخدمة الشرطة السودانية يحرك الجميع كيف مايشاء بقسوة وتعال.
وعلى الرغم من أن حق المقاومة مكفول للجميع وأن إدارة المقاومة الشعبية لاتحتمل التجربة والخطأ، إلا أن الفريق اتخذ من (كابينة) إدارة المقاومة منصة لإسقاط الاتهامات على البعض بطريقة لا تخلو من الاستهتار والاستصغار.
من خلال التداول الذي تم قبيل اختيار الفريق محجوب حسن سعد، رئيسا للمقاومة الشعبية بولاية نهر النيل، كانت كل الشواهد تدل على أن قيام المؤتمر هو تحصيل حاصل وليس نوعا من أنواع ممارسة الديمقراطية التي تطبق فيها المواثيق واللوائح والأعراف والقوانين التي تؤكد صحة الإجراءات بدءا بالمحضر ونهاية بقول الفريق سعد أما الإجماع على رئاسته للمقاومة أو فإنه لا يريد الرئاسة، وهذه تعتبر سابقة في الممارسة الانتخابية، فالمراقب الحصيف يتلمس الدكتاتورية وعنجهية الخطاب وفرضيات المحاصصة في أكبر عملية سحب بساط وتغييب في وضح النهار.
اعتلى الرجل سدة المقاومة بنهر النيل مستندا على تاريخه وعصاه الموجهة إلى كل من يخالفه الرأي، وسادت حالة الإقصاء وأوحي للجميع بأنهم عليهم السمع والطاعة، ليذهب رئيس المقاومةالشعبيةبنهر النيل إلى أبعد من ذلك ليقول بعدم شرعية المقاومة القومية التي يرأسها سودانيون وكأنها جسم ضرار بعد أن قدم القائمون على امرها الغالي والنفيس.
عفوا سيدي الرئيس، ما أشبه الليلة بالبارحة ولاءات القائد البرهان تلوح في الأفق لبناء سودان يسع الجميع ويدافع كذلك عنه كل السودانيين، فليس من العقلانية أن نمني انفسنا بفرضيات المواقف فهو عطاء من لايملك لمن لايستحق فالمقاومة الشعبية كماء الوضوء لا لون لها ولا طعم ولا رائحة، هي تشكلت لدحر التمرد والخونة والمأجورين من الساسة وفلانة وأخواتها.
شكرا والي نهر النيل لقد ضربت أروع الأمثال في المرونة والقيادة الرشيدة والفهم المتقدم مراعاة للظروف التي تحدق بالبلاد، وتطبيقك لسلوك الإدارة الرشيدة هو دلالة قاطعة على أنك الرجل المناسب في المكان المناسب.
سعادة الفريق لقد التقينا مع السيد رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، القائد العام للقوات المسلحة، في منتصف رمضان، فكان لقاءا وديا ومهما بقدر هموم البلاد في هذا التوقيت فكان الشجاع الهميم وكانت المقاومة حاضرة في لقائنا به فشتان مابين الفريق أول والفريق.
سعادة الفريق محجوب أقول لك وأنا أقف على عتبات دنياي لاستقبل أجلي في كل لحظة ( أن الملك بيد الله ) فإن كنت قدرنا نسال الله أن يعيننا على طاعتك وإن كنا قدرك، نسأل الله أن يعينك على أن تتحملنا.