أخبار وتقارير

المبعوث الخاص للايقاد بجوبا يلتقي شباب الشبكة السودانية لإنهاء الحرب والتحول الديمقراطي

جوبا- الساقية برس:

التقى المبعوث الخاص للايقاد في دولة جنوب السودان ، السفير إسماعيل وايس، والسيد محمد بن شامباس، رئيس اللجنة رفيعة المستوى، للاتحاد الافريقي بشأن السودان، والسيد محمد بليشي الممثل الخاص لرئيس مفوضية الاتحاد الافريقي في السودان، والدكتورة اسبيسيا وانديرا كازبيو، نائبة الرئيس الاوغندي السابقة ،مجموعة من شباب الشبكة السودانية لإنهاء الحرب والتحول الديمقراطي، بجانب عدد من الناشطات السودانيات، وذلك في الرابع والعشرين من أبريل الجاري، بمدينة جوبا عاصمة دولة جنوب السودان.

واستمع الوفد رفيع المستوى، لكل ماتم سرده في اللقاء، مثمنا صوت النساء والشباب العالي، لإيقاف الحرب.

وشرحت الناشطة الحقوقيه سامية عبدالرحمن من منظمة عمل نساء دارفور ، أوضاع المدنيين في السودان واللاجئين خاصة النساء والأطفال قائلة ( تعاني النساءفي السودان كثيرا من ويلات الحرب، التي تدور رحاها الآن، حيث يقع العبء الأكبر عليهن وعلى اطفالهن) موضحة بأنهن فقدن المأوى والمال والممتلكات، وبات الجوع يرفرف باجنحته فوقهن، مع غياب دخول المساعدات الإنسانية، وعدم وجود ممرات آمنه لها.

وأشارت بحسرة إلى الانتهاكات بكافة أشكالها اللفظية والجسدية والنفسيه والجنسية، مع وضع الأطفال خارج مقاعد الدراسة، منوهة إلى إنعدام العلاج والطعام والمياه وانقطاع الكهرباء.

واردفت سامية (تعاني النساء في المعسكرات خاصة في تشاد و َقورم في دولة جنوب السودان ، شتى أصناف الوجع والحرمان، من العون الصحي الكامل، وشح وضعف الإعانة الشهرية، بجانب غياب التعليم).

ودعت لإيقاف خطاب الكراهية وسط المجتمع والذي قالت إنه ينتشر هذه الأيام بكثرة، مبينة ضرورة انهاء الحرب عاجلا وعودة السلام للوطن.

 

استقطاب.. 
واكد الاستاذ عبد العزيز عبد الكريم، على ضرورة إيقاف الحرب فورا، حتى لاتتسع أكثر من ذلك، فتصبح حربا إقليمية، تعم الإقليم بأكمله، داعيا الي اخذ ذلك بمنتهى الجدية وفق وصفه. وناشد عبد الكريم الاتحاد الافريقي والإيقاد ، لتكثيف العمل لوضع الحلول العاجلة لإنهاء الحرب، منوها الى أهمية جمع كل المبادرات، التي تصب في بوتقة انهاء الحرب، مع وضع خارطة واضحة لطريق وقف الحرب، وافصح عبدالكريم عن خوفه وقلقه، من تحول الوطن إلى النموذج الليبي، مالم يتم تدارك وقف الحرب عاجلا، منبها إلى ان السودان الان تحت مظلة الاستقطاب القاسي من قبل الجهات المتحاربة، وطالب عبد العزيز في آخر حديثه، بالضغط الدولي والإقليمي، على الأطراف المتحاربة،من قبل الإيقاد والاتحاد الافريقي للاسراع في انهاء الحرب.

القانون والعدالة..
وفي حديثه للساقية برس، أكد الأستاذ إسماعيل عيسى، أن الحرب خلفت آثارا جانبية قاسية ومميتة، موضحا أن معظم السودانيين قد تحولوا إلى لاجئين في معسكرات داخل السودان وخارجه، واردف (لابد من وجود حل لهذه الحرب اللعينة، وتأسيس حكم ديمقراطي، بمشاركة جميع الفئات خاصة النساء، بوجود دستور دائم، يضمن الحقوق لكل مواطن، وسيادة روح القانون والعدالة والمواطنة المتساوية.

من جهته، أمن عضو الشبكة ابراهيم محمد، على ضرورة فتح الممرات وإدخال المساعدات، مع زيادة المنح المقدمة من الدول المانحة، وقال في مطالبه أمام الوفد الافريقي (لابد من ضغط مستمر من المجتمع الدولي والإقليمي، على الأطراف المتحاربة ،للذهاب إلى منبر جدة).

محرقة..
وسردت الصحفية والناشطة الحقوقية، إخلاص نمر، الحالة التي فرضتها الحرب على النساء والأطفال، وكافة المدنيين العالقين وسط القذائف والدانات وفرقعات السلاح، مشيرة إلى انعدام مياه الشرب المأمونة والكهرباء والطعام والعلاج وشبكات الاتصال، مؤكدة أن طرفي الحرب يدفعون بهؤلاء الابرياء إلى محرقة الموت والفناء. ونبهت نمر، في حديثها أمام الوفد الافريقي إلى حجم الكارثة الانسانية الموجودة الان في السودان، بجانب الانتهاكات الخطيرة ضد النساء والأطفال ،و التهجير القسري والعنف القائم على النوع الاجتماعي، موضحة ان الانتهاكات بكافة أشكالها النفسيه والجنسية والجسدية واللفظية، تركت جرحا عميقا، لن يبرأ ابدا، واردفت (الحرب تحولت لاجساد النساء ذات ليل ونهار بالاغتصاب، الذي رصدته السجلات الرسميه، ورغم الاحصائيات، التي تم ذكرها من قبل وحدة مكافحة العنف ضد المرأة ،الا ان هناك الكثير من الحالات، لم تدرج رسميا ولم يتم الابلاغ عنها، كما أن هنالك حالات من الاختفاء القسري والاتجار العلني بالنساء والأطفال ) وعددت إخلاص في ملمح عام للوفد قائلة (عدد النازحين وحده في الداخل فاق تسعة ملايين نازح، بينما عبر الحدود الى الدول المجاورة، مالا يقل عن اثنين مليون نازح، جلهم من النساء والأطفال، فلقد ضاقت المعسكرات بالتوافد المستمر والنزوح المتواصل)
وأشارت نمر الى ان الوضع في المعسكرات نفسها، لايليق بالإنسانيه، وفق وصفها، حيث لا طعام كاف، ولايتوفر العلاج لكل الحالات، مع غياب وسائل الحماية والأمان ، بوجود طقس غير أمن في ظل التغيرات المناخية الشرسة ،التي تجتاح الكوكب.
وشرحت إخلاص للوفد رفيع المستوى ، اجتهاد واصرار وحماس النساء، ورفع اصواتهن عالية، داخل السودان وخارجه، لإيقاف الحرب، وادانة الأطراف المتحاربة، ونادت نمر بضرورة إشراك النساء في المفاوضات التي ستبدأ مطلع الشهر القادم في جدة، موضحة ان النساء الان، يعملن بكل جهد ومثابرة وتنسيق تام لتطوير أجندة مشتركة، لوقف الحرب فورا. وختمت إخلاص حديثها (تنادي النساء الان ،بإضافة الأولويات المدنية وحقوق الإنسان، وحقوق الطفل، والعدالة في اي عملية لتحقيق السلام المستدام، ووقف خطاب الكراهية، الذي تنقله يوميا، مواقع التواصل الاجتماعي).
وطلبت نمر من الوفد رفيع المستوى، الضغط المباشر على الأطراف المتحاربة، لإنهاء الحرب فورا، حتى لايباد الوطن بأكمله ويختفي من الخارطة الأفريقية والعالمية.
فاتورة..
(لقد كان الضرر كبيرا على النساء والأطفال، دمرت الحرب الشعب وممتلكاته، وروحه وتركته بين نازح ولاجئ وميت برصاص الطرفين، كما عطلت الحرب التحول الديمقراطي في السودان) كان هذا حديث الناشطة النسوية عائشة هرون، في الاجتماع بالوفد رفيع المستوى في جوبا ، حيث أمنت هرون على ضرورة وقف الحرب باقصى سرعة، واصفة النساء ب(دافعات فاتورة الحرب) لما وجدن من قتل وتشريد واغتصاب وقهر، وثمنت هرون صوت المرأة العالي، وجمع المبادرات النسوية والشبابية والمدنية ، لإيصال الرسائل، إلى المجتمع الدولي والإقليمي، لإنهاء الحرب وويلاتها، وذكرت عائشة المآسي التي يعيشها الشعب الان، في ظل عدم الاستقرار، وغياب التعليم والصحة، موضحة ان القرار 1325 هو الحل لمشكلات النساء في هذه الحرب اللعينة.


قيد..
من ناحيتها أكدت منسقة مبادرة نساء ضد الظلم ، الناشطة إحسان عبد العزيز، ان السعي لإيقاف الحرب، لابد أن يظل مستمرا بلا توقف، وان يظل الهدف الأساسي.

وقالت في الاجتماع مع الوفد رفيع المستوى (نأمل من الاتحاد الافريقي ومنظمة الإيقاد، ممارسة المزيد من الضغط، على أطراف الحرب ،للذهاب إلى طاولات التفاوض، دون قيد اوشرط) واردفت (الان هنالك أكثر من ٢٥ مليون شخص تهددهم المجاعة، لذلك لابد من فتح الممرات الامنه، لإدخال المساعدات، التي يجب الا تستلمها الأطراف المتحاربة، بل تخضع للرقابة الدولية عند التسليم،مع إدخال منظمات المجتمع المدني ،كأحد آليات استلام المساعدات، لضمان وصولها لمستحقيها).
ونوهت عبد العزيز، إلى ان هنالك شبهة فساد واضحة حول الإغاثة والمساعدات، من بيع في الأسواق، أو استيلاء احد الأطراف المتحاربة عليها، ووصفت إحسان مايجري الان من تجييش للشعب السوداني، بالخطير والكارثي، ووجهت في ختام حديثها ،(صوت لوم) للاتحاد الافريقي ومنظمة الإيقاد، لعدم الاستجابة والرد على المذكرة، التي رفعتها مجموعة من منظمات المجتمع المدني، تنادي بإيقاف الحرب فورأ.

وفي نهاية الاجتماع، وصف السيد محمد بن شامباس، رئيس اللجنة رفيعة المستوى للاتحاد الافريقي بشأن السودان،اللقاء بالايجابي ،مثمنا دور النساء السودانيات في إيقاف الحرب ، مؤكدا على الاهتمام التام بكل ماورد في الاجتماع، وبكل التفاصيل.
هذا وقد غادر الوفد الافريقي إلى كمبالا وأديس و نيروبي ، لاجتماع مماثل مع النساء السودانيات في العواصم الأفريقية أعلاه.

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق