مقالات
نهر النيل.. درة التاج السوداني
د. محمد خليفة صديق:
اتذكر مقولة مشهورة عند دراستنا لتاريخ الاحتلال البريطاني للعديد من دول العالم، والتي كان تسمى الامبراطورية التي لا تغيب عنها الشمس، هذه المقولة تطلق على الهند (درة التاج البريطاني)، وأنا أستعير هذه المقولة لاطلقها على ولاية نهر النيل بأنها درة الدولة السودانية، بعد زيارة حافلة للولاية تعرفنا فيها على موارد الولاية الضخمة في مختلف المجالات من زراعة وصناعة وتعدين واستثمارات مختلفة، حيث أكد الاستاذ محمد البدوي عبدالماجد أبوقرون والي نهر النيل المكلف في اللقاء المفتوح بين حكومة الولاية والوفد الإعلامي الزائر أن المستثمرين وجدوا ضالتهم في ولاية نهر النيل، وأن الولاية قدمت لهم كل التسهيلات الممكنة، وظهر انتاجهم في أسواق الولاية وخارجها، مثل شركة مياسم، وانتعش القطاع الصناعي المرتبط بالثروة الحيوانية مثل مشروع تالا الزراعي الذي صدر خلال الفترة القليلة الماضية 250 ألف رأس من الضأن و250 رأسا من العجول، كما دشنت الولاية منطقة عطبرة الحرة وأوصلت إليها خط السكة الحديد، وبدأت في نشاطها للصادر،
وقال المهندس صلاح علي كركبة وزير الانتاج والموارد الاقتصادية المكلف أن الولاية لديها خارطة استثمارية متكاملة، ومشاريع ضخمة ومدن صناعية ومجمعات استثمارية، وبنيات تحتية لإنعاش مجالات السياحة في البجراوية والضانقيل والسبلوقة وغيرها، بجانب تحريك التجارة والخدمات المختلفة، والولاية بها خمس مصانع أسمنت ومحاجر ذات قدرات كبيرة.
في الجوانب المجتمعية والخدمية علمنا أن ولاية نهر النيل أعادت للخدمة 1044 جمعية تعاونة فيها كل السلع الاستهلاكية، وافتتحت الولاية خمسة مستشفيات جديدة بعدد من محليات الولاية ومصنع للاوكسجين الطبي، وفتحت القرية 6 من قرى المتأثرن بسد مروي، وزودنها بكل الخدمات لسكن الوافدين للولاية حتى يمكن اخلاء المدارس لبداية العام الدراسي.
وعودة للدرة مرة أخرى فقد كانت درة الزيارة هي شركة زادنا العالمية ومشروعها بالولاية (زادي1) الذي يعتبر مشروع القرن، والمشروع الأكبر على مستوي أفريقيا والشرق الأوسط، حيث قال اللواء م عادل حسن حميدة أن الشركة بعد اندلاع الحرب مباشرة بدأت في تأمين امكانيات ومعدات المشروع، حيث أمنت ما قيمته مليار ونصف المليار دولار، وبدأت في نقل الشركة إلى ولاية نهر النيل، ودخلت فورا الآليات والحفارات واللودرات وكل ما يعني التنمية لولاية نهر النيل، وشركة زادنا التي وصفت بأوصاف تحط من شأنها، تعمل لأجل الشعب السوداني، وتبشر بمشروعات ضخمة مثل مدينة الذهب، ومطار عطبرة الدولي بمدرج طوله 3 ألف متر ليكون مطارا لنقل الصادر، وانتقلت الشركة لتأسيس مشروعات ضخمة بشرق السودان مثل مشروع القاش، ومشرع حفير ضخم في سنكات، ومشروع القربة، مضيفاً بأن الشركة فتحت باباً للعلاقات الخارجية عبر الشراكات مع كبرى الشركات العالمية على رأسها شركات أميركية وإيطالية والمانية وفرنسية وعربية، وقد جعلت الشركة همها الأول هو العمل والإنتاج وتفجير الطاقات والاستغلال الأمثل للموارد واستصحاب آخر ما توصل إليه العالم من تقنية في هذه المجالات، وإحداث ثورة كبرى تركز على الإنتاج والإنتاجية لينعم المواطن بخيرات بلاده وموارده التي ظلت معطلة ردحاً من الزمن.
ولشركة زادنا العالمية معمل ومختبر للأنسجة بمنطقة الكدرو بولاية الخرطوم ويعتبر الأول من نوعه في أفريقيا والعالم العربي ويركز على شتول الموالح والموز وغيرها، وقد طمأنني سعادة اللواء عادل أن معمل الكدرو بخير، كما أن للشركة مشروعات بمنطقة القطينة وود الزاكي بولاية النيل الأبيض، وانجزت مشروع الميناء البري بمدينة ود مدني، ولها شراكة مع جامعة أفريقيا العالمية في الإنتاج الزراعي والحيواني. وحيا اللواء عادل مجهودات الأوائل الذين ساهموا في قيام الشركة على رأسهم الأستاذ أحمد الشايقي، الذي سهر الليالي فكرا وتخطيطا واشرافا حتى قامت كل هذه المشاريع الاستراتيجية
تبلغ مساحة المشروع حسب المهندس أحمد عبد العظيم مليون فدان، وطول الترعة الرئيسية للمشروع 22 كلم، وعرضها 36 متر(بحر عديل)، ووارتفاع الماء 4 أمتار، بها 3 محطات رئيسية تحوي 32 طلمبة بطاقة ألف متر مكعب في الثانية، تعمل مع أقل منسوب للنيل، وتم تشييدها على أعمدة داخل مجرى النيل، بالمشروع 10 حظائر لانتاج الدواجن، بجانب تسمين العجول ومزارع الألبان، و1500 جهاز للري المحوري تنتج انتاج مقدر.
خرجنا من هذه الزيارة بمزيد من الاطمئنان على مستقبل السودان، وأن أبناء السودان قادرون على إدارة وتطوير مشاريع عملاقة مثل مشروعات شركة زادنا، ونسأل الله أن تبعد السياسة أنيابها عن مثل هذه المشروعات الناجحة حتى تؤتي أكلها خيرا وبركة لأهل السودان.