مقالات

طَال انتظارى ليلة السبت

لواء شُرطة (م): د.إدريس عبدالله ليمان:

أزمة الحُكمُ التى ظَلَّتْ بلادنا تُعانى منها خِلال الربع الأخير من العهود الوطنية وإلى يومنا هذا على إختلافها وتنوعها هى ذات المشكلة التى عصَفَتْ بالخِلَافة الأموية .. وهى تقوية جَبهة المُتَربِّصينَ وأعوانهم على حِساب المُخلِصين مِنْ أبناء الوَطَن .. فرأينا مدير مكتب الرئيس السابق صاحب العلاقات المشبوهة بالدوائر الإستخباراتية الإقليمية هو الآمر الناهى فى الدولة ، بل هو صانع القرار والمتحكم فى المطبخ السياسى بنفوذ غريب لم أجد له تفسيراً ، وسيطرة كاملة على الرئيس لم أجد لها تبريراً ..!! فمنذ دخول مزدوجوا الولاء لردهات القصر الجمهورى بدأت الأمور تنحى منحىً خطيراً وبدأ التداعى والإنهيار الذى إنتهى بالإطاحة بالإنقاذ .
وبما أنَّ السيد رئيس مجلس السيادة يعتزم تشكيل حكومة ( طال إنتظارها لما يُقارب الثلاثة أعوام ) يجب عليه أنْ يُعمِلْ الخِيَار المُتَبَصِّر ، والنظَر بموضوعية لِسِيَر أعضاء الحكومة الذين سيتم إختيارهم ، ووَزنهم بِميزَانِ العَقلِ ، والنَظَر إلى المصلحةِ العُليا وإختيار الأصلح مِنْ بينهم لبلادنا التى تعيشُ وضعَاً إستثنائياً لم يَسبِق له مَثيل فى تأريخها الطويل .. فَمَنْ لَيسَتْ له دِراية بما يُحاكُ لها وبالتقاطعات الإقليمية والدولية وليسَتْ له خِبرَة وتجربة غنيِّة بالمَلَفَّينِ الأمنى والإقتصادى ومعاش الناس بإعتبارهما أولوية الأولويات فى هذه المرحلة الحَرِجة مِنْ تأريخ السودان لا يُمكِنْ أنْ يكون خِياراً وَطَنِيَّاً لإدارة الشأن العام ، وحذارى مِنْ الأهواء والرغبات والقرابات التى أضَرَّت بمؤسساتنا ( إختيار وتكليف وزير الداخلية الأسبق نموذجاً لذلك ..!! ) فالدولة لاتُسَاسُ بدعاوى نُبلَ المقاصد والأهداف تبريراً لتلك الخِيَارات البائسة ، بَلْ تُسَاسُ بالحَزمِ والعَزمِ والتصميم .. وبقوة البصيرة وصلابة الإرادة وشمولية التفكير وحُسن التدبير ، ومداواة أوجاع أهل السودان وتطبيب جِراحاتهم بعد الذى أحدثته فيهم المليشيا المُجرمة مِنْ مآسىٍ ومخازى ..!! والإحاطة بمجموع الأمور المُرتَبِطَة بالدولة وبالمجتمع ، وبالتغيير الكبير الذى أحدثته الحرب بمفاهيم الناس .
فيا سيِّدى الرئيس إبحَثْ عنْ رِجال الحُلول مِنْ أصحاب الكفاءات والوطنية الحَقَّة وأمنحهم الصلاحيات الكاملة واللازمة لإدارة الأزمات التى تُحيط ببلادنا ، وإبتعد عَنْ رِجال التَأزِيمْ مِنْ المؤلفة قلوبهم والغارمين وفى سبيل الله وابن السبيل ..!!
أسأل الله أنْ يُبرم لنا أمراً رشداً
وحَفِظ الله بلادنا وأهلها من كُلِّ سوء .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق