مقالات

تمديد الطوارئ لن يحل أزمة النيل الأزرق

بقلم/ بشرى الصائم:

بعد أن انتهاء الفترة المحددة وفق مرسوم إعلان حالة الطوارئ بجميع أنحاء إقليم النيل الأزرق، والمحددة بثلاثين يوماً واتبعها أمر طوارئ يتضمن صلاحيات أكبر خلالها، أصدر حاكم النيل الأزرق الفريق أحمد العمدة بادي مرسومة رقم (١٤) بتمديد آخر لإعلان حالة الطوارى لثلاثين يوماً
أخرى ابتداءا من يوم 2022 /21/11
ما لا يختلف عليه اثنان أن فترة إعلان حالة الطوارئ شهدت وقفا للاقتتال وفرضت هيبة الدولة وأعادت الطمأنينة لأهل الإقليم وأعادت الحياة إلى طبيعتها لكن بحذر شديد.
جاء سبب تمديد حالة الطوارئ لفترة أخرى بناءا على مقررات لجنة أمن الإقليم بما يعني أن حالة الاحتقان وأسباب النزاع لازالت قائمة وماتم من استتباب للأمن بالإقليم أمر فرض على أطراف النزاع عبر القوة العسكرية لا عبر تراضي النفوس، ولا يعتبر غير تسكين مؤقت للأزمة.

وأخشى على الحاكم وحكومته وحكومة المركز، إن اختاروا طريق حل الأزمة عبر قتلها بالصمت وتمديد الطوارئ لشهر آخر دون السير فى اتخاذ خطوات تنحو تجاه إنهاء حالات الاحتقان وإزالة آثار الأحداث من إعادة لنازحي الطرفين وإخلاء المعسكرات وفتح الطرق والعمل على إعادة النازحين إلى قراهم ومزارعهم و البدء فى حصر خسائر الطرفين من قتلى وجرحى وأموال وممتلكات ونزع سلاح الطرفين كخطوات تؤكد هيبة الدولة بسلطة القانون لا بفرضها عبر حالة الطوارئ بقوة العسكر.

والمحير فى الأمر أن كل قيادات الإقليم الأهلية والمدنية جاءت لحكومة المركز وظلت موجودة بالخرطوم لفترة تقارب
الشهر ساعين للإلتقاء بقيادات بحكومة المركز بعد أن فقدوا الأمل في حل الأزمة عبر حكومتهم بالإقليم لكنهم مازالوا يبحثون عن طرق الوصول عبر الطرق الرسمية والعلاقات الخاصة لحكومة المركز أو التواصل مع القوى السياسية والمدنية لطرح القضية والمساهمة في حلها ولكنهم لم يجدوا طريقاً وسط اهتمام حكومة المركز والقوى السياسية بقضية التسوية التي يسعى الطرفان من خلالها في الاستمرار فى الحكم دون الإلتفات لقضايا شعبهم
وأطرافه المحترقة.

ما طُبق على أهلنا في إقليم النيل الأزرق أصبح ديدن حكومة المركز في تجميد كل قضايا الصراع بالأقاليم والولايات عبر
توقيع اتفاقيات لوقف العدائيات كما حدث في شرق البلاد، غرب دارفور، جنوب دارفور، غرب كردفان، جنوب كردفان، والانتظار لعقد مؤتمرات الصلح التي وقعت عليها الأطراف لوقف العدائيات كخطوة أولى تمهد لمؤتمرات الصلح الغائبة غير واضعين في الاعتبار أن كل هذه القضايا الآن في حالة سكون لن يؤدي إلا للانفجار في أي لحظة ولأتفه الأسباب مما ينذز بخطر إنفجار لاحول ولا قوة لنا على احتماله إلا أن نسأل  الله أن يهدئ النفوس ويجبر الخواطر و ينزل علينا حفظه و ستره إنه سميع مجيب.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق