محمد الصادق:
قبل إنعقاد المؤتمر التأسيسى لتنسيقية القوى الديمقراطية (تقدم ) كنت قبله قد كتبت قائلا المؤتمر لن يأت بجديد وان حمدوك سيعيد نفس موال خطاباته السابقة . وذكرت أن المؤتمر سيفشل ولن يحقق أهدافه وأشرت للكثير من الأسباب لذلك الفشل .
قبل إنعقاد المؤتمر الذى لا قدم ولا أخر كانت قناة الحدث قدمت تقريرا خطيرا عبر موقع ( آفريكا إنتلجنس ) الذى وصف التصرفات الفردية لعبد الله حمدوك مشيرا إلى انها سببت صراعا فى جبهة تقدم وحمدوك بدأ يواجه إنتقادات دائمة داخليا ومن الدوائر الديبلوماسية الغربية بسبب مبادراته المستقلة حين وقع دون إستشارة تقدم فى الثامن عشر من الشهر الجارى بنيروبى إعلان لحل النزاع فى السودان مع زعيمى الحركتين المسلحتين عبد الواحد محمد نور وعبد العزيز الحلو .
هذا الإعلان الذى وقعه حمدوك يعترف على وجه التحديد بالحق فى تقرير المصير وفصل الدين عن الدولة ويشمل ولايات جنوب كردفان والنيل الأزرق وإقليم دارفور ويقول الموقع أن التوقيع على هذه الوثيقة أثار قلقا كبيرا وسلط الضوء على إنقسامات فى صفوف تقدم حيث ينتقد أنصار السودان الموحد مثل أحزاب الأمة والمؤتمر السودانى والتجمع الإتحادى حمدوك لإستسلامه لمسألة تقرير المصير . فيما يرى أعضاء تقدم الذين تربطهم علاقات وثيقة بقوات الدعم السريع أن هذه تعتبر الخطوة الأولى للإنفصال المحتمل لدارفور . وهل يعنى هذا أن حمدوك يعمل على فصل دارفور ؟ .
أما خارجيا يشير الموقع ( آفريكا إنتلجنس) إلى الإعتقاد السائد فى واشنطون وبروكسل أن حمدوك لم يعد الشريك المثالى لتوحيد الجبهة المدنية خاصة وأنه إنتشرت خلال الأيام الماضية شائعة إحتمال تنحى حمدوك عن منصبه إلا أن العديد من كبار الشخصيات فى التحالف نفوا هذه الشائعة .
على العموم لا حمدوك ولا مجموعته أصبحوا مقبولين لدى الشعب السودانى وبالتالى مهما تجملوا ووضعوا من المساحيق وأرادوا تغير مواقفهم فقد فاتهم القطار ولم يعد لديهم مقاعد فى كابينة القيادة السياسية فى البلاد خاصة بعد ان شكك بعض أعضاء مجموعة تقدم فى سعى حمدوك لحق تقرير المصير فى دارفور وفصل الدين عن الدولة وعلمانية البلاد .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية . والله من وراء القصد .