حوارات وتحقيقات

أزهري محمد علي: لسنا ضيوفا في مؤتمر “تقدم” .. كنا مع جهة تتبنى قضايانا

الفرصة أمامنا لنهزم فكرة الكراهية ونعود إلى أصلنا

الشاعر أزهري محمد علي لـ”سودان تايمز”:

دور المثقف هو السلام والمحبة والخير بين الناس

استستهال حمل السلاح واستخدامه وانتشاره انهيار مجتمعي

أمامنا فرصة للعودة إلى رشدنا و فرصة للعودة إلى بعضنا وفرصة لعودة البناء المجتمعي

مشاركتي في المؤتمر التأسيسي أتت لأن أي منصة تدعو لإيقاف الحرب هي منصتنا

أديس أبابا- أحمد خليل:

ماهي رؤيتك كمبدع للحرب ومايحدث بالبلاد..؟
بطبيعة الحال الحرب فى كل الأوقات، فى كل الأماكن تبقى مرفوضة لما يترتب عليها من تجريف لحياة الناس بصورة عامة بكل جوانبها الاجتماعية والاقتصادية والثقافية، و بالتالي يبقى دور المثقف هو السلام والمحبة و الخير بين الناس والحرب تحصد كل هذا، و بالتالي تبقى من حيث المبدأ مرفوضة ولكن لا ننكر وجود ظروف موضوعية تقود الناس للحرب فى كثير من الأحوال، ويبقى الأهم من هذا هو قدرة الناس لإيقاف تمددها، وقدرة الناس لإيقاف تأثيراتها والتخفيف لكي لا تكون سبب فى ذهاب الدولة و ذهاب قيم المجتمع ، ظللنا نقول أن الحرب تنهك الجيوش و تنهك الحكومات، و الأسوأ من ذلك إنها تنهك الدولة نفسها و الأسوأ من هذا كله أنها تنهك المجتمع ونحن نرى أن الحرب تساقط كل الدروع الواقية للجيوش و تضعفها من كل الجوانب، وتتساقط الحكومة و دورها فى خدمة شعبها وتتساقط الدولة بتاريخها و بنيتها الثقافية و الاقتصادية ..الأسوأ من هذا تساقط قيم المجتمع.. الآن مثلما نرى حالة الاحتقانات الإثنية و الاحتقانات القبلية والمناطقية و عدم قبول الآخر لدرجة أنه أصبح من العادي أن يتجاوز الناس كل المُثل و الأخلاق و يصبح القتل بوسائله المتعددة و الفظاعات المتعددة أحد الأشياء التي يتعاطاها الناس كأنما هى جزء من واجباتهم اليومية و مسامراتهم اليومية، دعوة استمرار الحرب خيار مجتمعى بيد أنه يجب أن ينتبه له من يدعو له، لأن العودة منه تكون عصية و صعبة و تحتاج إلى تماسك قوة واعية و مدركة أدوارها بمستوى كل القطاعات الاجتماعية.

كيف نواجه خطاب الكراهية.. ؟
بإعلاء قيم السلام و رايات السلام باستمرار بعدم الاصطفاف مع أمراء الحرب وتجار الحروب و تجار الأزمات التى تولدها الحروب و استغلال ظروف التى تنتجها الحرب من نزوج و من لجوء و من احتياجات، انهيارات كثيرة تحدث في الحرب، هى فى مقامها الأول تبدأ من مستصغر الأشياء و هذه تكون خلافات ثقافية، لذلك المثقفين لديهم دور كبير جداً فى طرح الخطاب الثقافي الذي يمكن أن يحافظ و يخلق المطلوب، و هذا لا يحدث إلا إذا توفر قدر وافر من المعرفة و قدر وافر من المحبة، دورنا نحن كمثقفين هو الإعلاء بحق الناس لأنه يُحدث الوعي المطلوب، وتذكير الناس باشاعة المحبة بينهم، وبالتالي مخاطبة الأزمة من خلال هزيمة خطاب الكراهية والاصطفاف والتجييش، بالتأكيد هنالك ظروف موضوعية أنتجتها هذه الحرب لابد من الوقوف بصلابة تجاهها لكي لا تنتشر، منها انتشار السلاح و استسهال حمله و استسهال استخدامه و استسهال حتى مسألة تداوله بين الناس بأعمار مختلفة، نراه حتى فى الأطفال وبدون يعرفوا كيف يصوبوا وإلى أين و متى، و هذه مسألة تساهم فى الانهيارات المجتمعية الكثيرة.

شكل الرسائل التى نقدمها للمجتمع.. ؟
الرسائل التي نقدمها لمجتمعنا السوداني أنه نحن لدينا نِعم كثيرة واحدة من النِعم التي وهبنا إليها الله هذا التعدد الإثني و التنوع الثقافي و الجغرافي، هذه نعمة كبيرة .. دول كثيرة تحولت إلى دول عظمى بقدرتها على إدارة هذا التنوع، نحن فشلنا فى إدارة هذا التنوع، ولكن ماتزال أمامنا فرصة للعودة إلى رشدنا و فرصة للعودة إلى بعضنا و فرصة لعودة البناء المجتمعي المطلوب لنستطيع إعلاء هذه القيم ، القيمة الثانية والأساسية و المطلوبة باستمرار هي أن نهزم فكرة الكراهية و التباين الثقافي والتباين الجهوي والتباين العرقي، و نعود إلى أصلنا، لو عدنا سنوات تجد أنك تسكن فى حي ما، ولا تعرف من أين أتى الذين يشاركوك الجوار العظيم و الرحيم، الذين يأتون إليك في الخير و الشر، “منهم البجى وهو أصوله من نيالا و منهم البجى و هو أصوله من شرق السودان أو من شمال السودان أو من وسطه أو من جنوبه بشكله القديم أو الحالى”.. إذا رجعنا إلى تماسكنا الاجتماعي و للمحبة التي يجب أن تكون مشاعة بيننا و تسود علاقاتنا الاجتماعية سنستطيع تجاوز هذه المسألة، و أمامنا نماذج و تجارب لدول كثيرة مرت بنفس التجارب القاسية التي نمر بها، و قدمت تضحيات كبيرة و لكنها عادت إلى رشدها و عادت إلى تماسكها الاجتماعي و لاعلاء قيم الإنسانية التي تشكل الروابط الحقيقية لمجتماعاتنا فى كل مكان.

ماذا عن مشاركتكم في المؤتمر التأسيسي..؟
مشاركتنا في كل منصة يمكن أن تستطيع إيقاف الحرب، أي منصة بصدق تدعو لإيقاف الحرب هي منصتنا.. أى منبر أى جسم تنظيم يسعى إلى إيقاف الحرب لإيقاف الانتهاكات لإيقاف واسترخاص الدم السوداني وتساعد فى توفير العون الإنساني للمتأثرين من النازحين من اللاجئين يساهم فى إعادة بناء الدولة السودانية، يساهم فى إعلاء قيم و أهداف ثورة ديسمبر هذا جسم تنظيمي يخصنا و لذلك “نحن هنا ما ضيوف نحن هنا مع جهة تتبنى قضايانا بكل أمانة وبكل إخلاص و نحنا لابد أن نقيف جانبها لنعلى هذه القيم لنعبر هذه المرحلة العصية فى تاريخ شعبنا و بلادنا و أهلنا”.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق