مقالات

من يوقف معاناة السودانيين المسافرين للسعودية

حد السيف

محمد الصادق:

ما لا شك فيه أن الحرب الدائرة فى البلاد شردت السودانيين وجعلتهم يجوبون من ولاية لأخرى بحثا عن الأمن والأمان واستطاع عدد كبير منهم أن يهرب لخارج البلاد . منهم من غادر إلى الشقيقة مصر إن كان عن الدخول بالحصول على التأشيرة أو عبر التهريب الذى فيه الكثير من المخاطر . وهنالك من غادر إلى أوغندا وجنوب السودان وقطر وليبيا والسعودية.

وبالنسبة للسعودية فقد أظهرت موقفا مشرفا وهى تقدم الدعم اللازم من مواد غذائية وصحية وتنموية عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والاعمال الإنسانية وفتحت منافذ عبورها المختلفة لإستقبال السودانيين وسهلت لهم أمر الإقامة وأحسنت كرمهم وضيافتهم . ونقدم لها الشكر من باب من لا يشكر الله لا يشكر الناس، وكذلك يمتد شكرنا لكل الدول الصديقة والشقيقة التى مدت يد العون وقدمت الكثير من الخدمات ولهم منا الشكر أجزله جميعا .

قد يلاحظ القراء أننى خصصت الحديث عن المملكة العربية السعودية الشقيقة، وذلك للأسباب الآتية: إن السعودية قامت بإستخراج الآلاف من التأشيرات الإلكترونية إن كانت تأشيرات زيارة او إقامة أو عمرة أو زيارات عائلية، ولذلك إضطر الكثير من الناس لبيع ممتلكاتهم أو الإستدانة أو بمساعدة الإخوان داخل وخارج السودان أن يجمعوا الأموال التى تدخلهم السعودية بعد إستلامهم للتأشيرات الإلكترونية التى يتم التعامل بها فى السعودية الشقيقة .
للأسف الشديد السعودية حتى الآن لم تفتح سفارتها فى بورتسودان رغم وجود سفيرها ولذلك يضطر المغادرين للملكة أن يسلكوا السفر عن طريق الدول التى تعمل فيها سفارات المملكة كالبحرين وسلطنة عمان ومصر وإثيوبيا وكل ذلك معاناة فى معاناة.

الآن السلطات البحرينية اصدرت قرارا منعت بموجبه كل السودانيين الذين يحملون التأشيرة الإلكترونية غير مسموح لهم بالبقاء فى البحرين وصدر توجيه للفنادق بعدم إستضافتهم رغم تكدسهم بالمئات ينتظرون إستلام التأشيرات من سفارة المملكة وهم أصبحوا لا يملكون مالا بسبب البقاء لشهور يصرفون على سكنهم وغذائهم.
نفس هذه المعاناة تحدث للسودانيين المتواجدين بالآلاف فى إثيوبيا والسلطنة ومصر وغيرها . الأمر الذى فاقم من معاناتهم وأزماتهم خاصة أن من بينهم كبار السن والمرضى والأطفال وبعضهم أصبح لا يملك حتى قوت يومه .
إننا عندما نشير لذلك نود أن نلفت نظر قيادات الدولة لمعاناة أهلهم فى تلك الدول، فمن يوقف تلك المعاناة ؟ ولماذا لم تفتح سفارة خادم الحرمين الشريفين التى نكن لها كل التقدير والإحترام سفارتها لكى تتوقف معاناة السودانيين العالقين فى الدول .
نأمل ان تجد هذه القضايا الإنسانية الملحة الحل العاجل ولابد من تحرك الحكومة ووزارة الخارجية لوضع حدا لهذه المعاناة التى لم تعد تحتمل أكثر مما إحتملت .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية.. والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق