محمد الصادق
تابعت أمس فى أكثر من قناة مؤتمر الإستجابة الإنسانية للوضع فى غزة والذى إحتضنته العاصمة الأردنية الهاشمية عمان وتنادى له عشرات الرؤساء ووزراء الخارجية من الدول المختلفة وعلى رأسهم وزير الخارجية الأمريكى بلينكن . وبعد ان القى كل رؤساء الدول المشاركة كلماتهم مطالبين بوقف الحرب فى غزة وخروج القوات الإسرائيلية تحدث وزير الخارجية الأمريكى واعلن عن دعمه بأكثر من أربعمائة مليون دولار كمساعدات لغزة .
0 نحن ايضا كسودانيين نقف إلى جانب غزة ونشجب الإنتهاكات المتواصلة من إسرائيل تجاه الأشقاء الفلسطينيين . ولكننا فى الوقت نفسه نتأسف أشد الأسف لموقف الغالبية العظمى من دول العالم وهى تتفرج على ما يدور فى السودان من إنتهاكات وقتل وسحل ونهب وإغتصاب للحرائر من مليشيا الغدر والخيانة والمرتزقة المأجورين الذين إستباحوا معظم مدن وقرى السودان الآمنة دون وجه حق . وظل الصمت الدولى سيد الموقف . والكل يجعل من قضية غزة هى الأولويات رغم أن معاركها الحقيقية بدأت بعد حرب أرض العزة والكرامة السودان الذى أطلقوا عليه سلة غذاء العالم.
لكنهم الآن يتكالبون لأخذ خيراته من الذهب والفضة والنحاس واليورانيوم والزئبق وأراضيه الزراعية وبل يريدون تقسيمه إلى دويلات . ولكن نقول لهم هيهات فالسودان غنى بشبابه ورجاله وحتى نسائه لهن مواقفهن العظيمة تجاه أرض الأجداد وصناع التاريخ المعروف .
أقول كل رؤساء الدول ووزراء الخارجية تنادوا لوقف حرب غزة وكأن السودان لا يعنيهم فى شئ ولم نسمع منهم غير كلمات الشجب والإدانة التى لا تسمن من جوع ولا تغن عن عطش . فكريم خان المدعى العام للجنائية يقول سنحقق فبما يحدث فى دارفور من قتل للمواطنين والأطفال . وانتونى قوتريش الأمين العام للأمم المتحدة يقول نطالب بإيقاف الحرب فورا فى السودان . ولكن كيف ومتى لا يحدثنا . والمبعوث الأمريكى للسودان والإتحاد الأوربى والمنظمة الدولية لليونسيف وكبرى المنظمات الدولية وأطباء بلا حدود وإلخ كلهم يشجبون ويدينون وفى الوقت نفسه يتحدثون عن طرفى النزاع فى السودان دون أن يفتح الله عليهم بكلمة واحدة تدين مليشيا الدعم السريع . ونقول لهم السودان لا ينتظر منكم شيئا فهو قوى برجاله ومؤمن ان الفرج يأتى من عند الله الواحد الأحد خالق البشر والسماء والارض والحجر وهو قادر ان ينصر السودان على أعدائه طال الزمن أو قصر . وهذه سانحة لنشكر الاشقاء فى مصر والسعودية وقطر والكويت وإيران والصين وروسيا وتركيا والجزائر على مواقفهم العظيمة النبيلة تجاه السودان الذى يموت ولا يمرض . وبإذن الواحد الاحد سيعود السودان أقوى وأجمل وأعتى ووقتها لكل حادث حديث .
فنحن فى الشدة بأس يتجلى
وعلى الود نضم الشمل أهلا
ليس فى شرعتنا عبد ومولى
قسما سنرد كيد الكائدين ..
وحدة تبقى على مر السنين
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية والله من وراء القصد .