عطبرة مدينة القيم النبيلة

بقلم/ محمد على حامد الراو:
مدينة جميلة رائعة هادئة عشقناها منذ الطفولة الباكرة، فعند ماكنا في عمر الصبا كنا ننسرق خلسة من أهلنا وننطلق بالقطار مجانا إلى عطبرة لنطوف بشوارع السودنة ذات الخمائل الجميلة والأفياء الظليلة وعطور أشجار الفل والياسمين وسوقها العتيق كنا نذهب لنؤجر الدراجات ونتحدى بعضنا أننا نقود الدراجة بمهارة وسط آلاف الدراجات ساعة الفطور في مدينة عطبرة وسط العمال وقد خرجوا بالآلاف.
كانت عطبرة الجميلة ثاني مدينة في أفريقيا في عدد الدراجات بعد مدينة كيب تاون وكان عمنا أحمد عبدالله يبيع اسبيرات العجلات على مدار الدقيقة بسعر واحد ولايلتفت إليك إذا بدأت المفاصلة في السعر لأنه يبيع بسعر المورد صدق وأمانة وإخلاص.
وفول اليمانية الجميل ودكان حبيب باسطا والطير الأبيض يا سلام ودكان (احمد) ( و) (علي)
كان مكتوب بهذه الطريقة احمد في دائرة والواو في دائرة وعلى في دائرة، وستديو الرشيد ومكاتب العموم ( الصورة المرفقة لي من ستديو الرشيد 1967) ونحضر الكورة أو السينما ونعود للدامر بالبورملات بقرش ونصف.

وأشهد الله أن عطبرة هي مدينة الترابط الاجتماعي من الدرجة الأولى تشهد على ذلك الأندية المنتشرة في هذه المدينة بمافيها من حب وإخاء منقطع النظير والقهاوي العامرة بالرواد والزوايا الاجتماعية في الأفراح والاتراح تحكي عن محبة الناس بعضهم لبعض.
والله لو كانَ الأمر بيدي لسميتها بكل حب مدينة القيم والأخلاق النبيلة.
إن ماحدث في مستشفى عطبرة أمسية الأحد الماضي من سفك دماء بريئة وهلع وترويع للمرضى والمرافقين آلمنا وحز في قلوبنا وأصاب قلوبنا بالحزن والكمد العميق.
مدينة عطبرة فتحت صدرها وذراعبها بالاحضان لكل الوافدين وآوتهم واكرمتهم ولكن بكل اسف كان وسط الوافدين الكرام شرذمة من اللئام لا يرقبون في أهلها إلا ولا ذمة فإن لم تجتث تلك القوة المتفلتة من المخمورين فإن الورم الخبيث سيزداد.
حفظك الله يا أم الحديد والنار يا أم الرجال الأبطال والنساء الحرائر ياجارتنا الحبيبة لك من دامر المجذوب الف سلام.
وكلنا عطبرة كلنا جسد واحد



