مقالات

حميدتي وجماعة القصر

موازنات

الطيب المكابرابي:

لست أدري ولست الوحيد الذي لايدري إلى أين تتجه هذه البلاد وفي أي إتجاه (يشوت) الساسة والعسكريون.
تقلبت المواقف خلال اليومين الماضيين وربما من قبلهما كانت النوايا تميل إلى التقلبات والانقلابات في المواقف والكل يراوغ الآخر ولا ثبات على مبدأ على الإطلاق.
بدأ التبشير منذ زمن بقرب التوافق والاتفاق على جلوس الكل والتوقيع على اتفاق يجمع ويحل المشكلة ولكن سرعان ما اتجه كل طرف وجهة مغايرة دعا فيها البعض إلى التصعيد واشترط فيها البعض شروطا تعاظمت في وجه الآخرين.
مابات معروفاً ومعلوماً أن أهل القصر أوجدوا ومنذ الاعتصام الأول (اعتصام القصر ) كيانا بل كيانات سياسية تلتف حول أفكارهم وباتوا سويا ساسة وعسكريون وحركات يجتمعون على صعيد واحد وقضيتهم واحدة فيما ظل الآخرون تحت مظلاتهم المعروفة يصارعون أهل القصر ليدخلوه كيفما كان.
بالأمس وفي خطاب لايحتاح تفسيرا ولا توضيح أظهر نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول حميدتي رأياً آخر يختلف تماما عن رأي أهل القصر مجتمعين.
مما سمعته من خطاب حميدتي أن وثيقة المحامين لابد أن تسود وأن المتظاهرين من الطرف الآخر لابد من أن تفتح لهم الأبواب مشرعة ليصلوا إلى القصر الجمهوري وإن العودة لما قبل 2018 غير ممكنة.
ربما كانت العودة غير ممكنة وإن الكل لايرغب فيها ولكن هل يعتقد سعادة الفريق أن من يريدون الوصول إلى القصر من الطرف الآخر سيتركون أحدا من الموجودين فيه الآن جالسا على كرسيه أو حتى حراً خارج السجون؟
من يريدون الوصول إلى القصر قضيتهم أن من هم داخل القصر الآن مكانهم السجن لاعتقادهم وربما كانوا محقين أن من يجلس ويحكم الآن رئيسا ونائباً وعضوا سياسياً أو عسكريا ارتكبوا من الاخطاء مايجب أن يحاسبوا عليه.
في أي إتجاه يتحدث السيد نائب رئيس المجلس السيادي ؟ وهل قال ماقال بعد اتفاق مع شركائه أم أن خلافا مستترا بينهم بات ظاهراً الآن؟
مايعنينا ويهمنا أن نرى قادة على قدر المسؤولية وعلى قدر هذا الوطن الذي مزقته الخلافات والمواقف المتضاربة وعدم الثبات على مايجمع الناس.
لعبة المصالح الخاصة من أي طرف ماعادت مقبولة ورغبة البعض في دخول القصر للنسلط فقط هو الآخر مرفوض بذات الدرجة التي نرفض بها تشبث البعض بالبقاء داخل القصر بأي أسلوب كان.
مانراه لايبشر بخير ولا يدل على قرب انفراج ازمتنا التي تستفحل كل يوم وماينبغي فعله حقاً هو أن يتحرك الشعب ليأخذ المبادرة بيده فيبعد الطامعين ويتولى أمر بلاده حكما وعدلا وحرية بحق لابزيف من تم تجريبهم ولا بمراوغة الموجودين.

وكان الله في عون الحميع

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق