مقالات

بركة ساكن: “كل قطرة دم سُفكت في بلادنا طوال هذه الحرب يتحمل وزرها الجنجويد وقحت”

“لا تحتاج المواقف الاخلاقية إلى تبرير، إلا لمن يفتقرون أساسا للأخلاق”
وفي عهد الانحطاط السياسي الذي نعيش فيه، يحاول بعض أبواق الإعلام نشر هذا الانحطاط ليسود ويصبح هو المعتاد، ولهذا لن نتوقف عن فضحهم وتعريتهم ومحاربتهم الكلمة بالكلمة والرأي بالرأي الآخر والتفنيد، كما يجب أن يفعل الرجل الشريف، ولكن الكذب والتدليس هو من سمات من يفتقرون إلى شرف الخصومة وأصالة الموقف وقبل كل ذلك البوصلة الأخلاقية.

إن ثمن وتكلفة انحطاطهم هذا هو مزيد من معاناة السودانيين وعذابهم وحملة الشيطنة والكذب والتزوير وخلط المواقف التي يقوم بها منسوبي قحت، تهدف لإسكات الأصوات التي تشير إلى جرائم وانتهاكات الجنجويد الذين يحاولون التغطية على أفعالهم وجرائمهم، وهذا ما لن ينجحوا فيه وسنظل نرفع صوتنا ونشير إلى ما هو، أينما كان.

لقد قلت من قبل:
“أنا ضد تجريم قحت أو تقدم أو أية جهة مدنية
لا تحمل السلاح: واختلف مع قحت واختلف مع تقدم مدنيا بالرأي والرأي الآخر
ولكن أظل ويظلون تحت مظلة الاحترام ولا تخوين لصاحب رأي”.

وأنا ما زلت على رأيي وبالطبع لن أغيره في أحد الأيام، لأن حرية الرأي والرأي الآخر هي مبدأ يمثل قناعتي الأساسية في مساحة العمل العام والدفاع عن حق التعبير للجميع هو دفاع عن حقي الشخصي قبل الآخرين، وهذا أمر يستعصي فهمه على أبواق التدليس والكذب الذين يهربون من مواجهة المواقف، والآراء، بالاختلاق والتدليس ومحاولة تغبيش وعي الناس.

وأيضا قلت:

“كل قطرة دم سُفكت في بلادنا طوال هذه الحرب يتحمل وزرها الجنجويد وقحت”.

وهاتان المقولتان ليستا متناقضتين في سياق الأحداث المتجددة والجرائم التي تحدث كل يوم في بلادنا، والمواقف التي تتضح أيضاً بعد أن تموهت بالنفاق لفترة طويلة، بل هي تقرير للواقع بعد كل ما تكشف من سعي قحت لتبرير جرائم الجنجويد والتغطية عليها والتي وصلت لدرجة تبني وترديد روايات الجنجويد في تبرير هجماتهم على قرى الجزيرة الآمنة، وقائمة قحت تطول.

مقولتي الأولى قلتها حين كانت قحت تغطي موقفها الحقيقي من الجنجويد، ودائما ما أقول لنفسي عسى ولعلي، ربما وقد يكون …

ومقولتي الثانية قلتها بعد أن ثبت لدي أن قحط شريك إجرامي للجنجويد في جرائمهم، شريك بالتبرير والتسويق والتمكين لمزيد من الجرائم.

يكفي أنهم لا يدينون إلا بخجل مجازر الجنجويد، حتى في مساقط رؤوسهم
يكفي أنهم أسكتوا ممثل المزارعين إبراهيم الدارفي في مؤتمر تقدم التأسيسي علناً أمام الكاميرات.
يكفي التسريب الصوتي لسيدة عضو تنسيقية تقدم الذي وضحت فيه فلسفة حزبها في تأييد الجنجويد وتسطيح الجرائم ضد الإنسانية التي يقوم بها حلفاء حزبها الجنجويد، يكفي سكوتهم المخجل وتبريرهم لقتل المواطنين في ود النورة، وغير ذلك.
والقائمة تطول! .

لن نصادر عليهم آراءهم ولكن لن يُسكِتوا أصواتنا عن فضحها وتعريتها ولن نسمح لهم بأن يخدعوا شعبنا مرة أخرى ليمكنوا الجنجويد فوق رقابنا.

وبالطبع لا تخيفني تلك الشتائم والاتهامات اللزجة بالكوزنة، فهذه مفضوحة، ولكن العار كل العار على من باع ذمته وضميره وشعبه ليلبس كدمول الجنجويد ويحمل راية الدفاع عنه.

نعم للسلام
نعم للحوار وتبا للقتلة وسحقا للمجرمين

بركة ساكن

من صفحة الأستاذ عبدالعزيز بركة ساكن على فيسبوك

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق