كتب فريق (ألتي) لكرة القدم اسمه في التاريخ بعد أن توج بكأس دورة فقداء قرية البشاقرة شرق وقرية (ألتي) في نسختها الثانية بمشاركة ٣٠ قرية من القرى التى تقع شرق النيل وقرى غرب النيل مما اكسب الدورة بعداً رياضياً واجتماعياً جديداً أتاح فرصة للتواصل بين قرى الضفتين الغربية والشرقية.
هذه الميزة قلما تتوفر في مثل هذه البطولات التى يتم تنظيمها بالجهد الذاتي والإدارة الأهلية من قبل الجهة المنظمة صاحبة الفكرة التى إلتقطت القفاز وتحملت مسؤولية التنظيم وماينتج من تداعيات خلال سير المباريات التى عادة ما تشهد بعض التوترات والظواهر بسبب عصبية الجماهير المتابعة للدورة.
ونجاح هذه الدورة والتى تحمل اسم فقيدين من شباب القريتين وكان لهما نشاط معلوم وتفاعل كبير ومؤثر في قراهم يحسب لأهالي البشاقرة شرق الذين سخروا جل إمكاناتهم المادية واللوجستية من أجل نجاح الدورة ، فكان التنظيم الجيد والدقيق والانضباط والإجراءات الصارمة لأي فعل جماهري يعرقل سير وجدول المباريات.
ساعدهم على ذلك التزام الجماهير بالضوابط والتشجيع الراقي الذي صرف الجميع لمتابعة المباراة ومساندة ودعم فريقها لإحراز نتيجة مشرفة.
حظيت هذه الدورة بمتابعة جماهيرية كبيرة من قبل قرى شمال محلية الكاملين ومن قرى محلية شرق النيل من العسيلات مرورا بكترانج والمحس والمقاريت والبشاقرة شرق وما حولها، مما اكسب الدورة زخما جماهيريا واعلاميا عكس اهتمام وحب وشغف الجماهير بلعبة كرة القدم في المنطقة وأعطى الثقة للجهة المنظمة بأنها قادرة لتنظيم دورات جديدة بصورة أوسع بإضافة فرق من مناطق أخرى.
وبتتويج (ألتي ) بطلا لهذه الدورة وإحراز الفريق للجوائز الفردية لأفضل حارس وأفضل لاعب في الدورة، أكدت قرية( ألتي) ريادتها في لعبة القدم في المنطقة وهي القرية التي أنجبت ود الحسين لاعب المريخ السوداني في ستينيات وسبعينيات القرن الماضى وزكريا (ابوالزيق) وخليل وعبيد يوسف والقريد ومحمد باب الله وسيد بطة الجيل الذهبي ومؤتمن وعزالدين شرحبيل، وعثمان علي ومنصور وهلالي وخوجلي، الذين عطروا الملاعب بفنهم وإبداعهم وشرفوا (ألتي) عبر انضمامهم للأندية الكبرى بولايات السودان المختلفة، هذه نماذج لا الحصر قصدنا منها تأكيد أن قرية ألتي من القرى التى تتنفس كرة قدم ولها باع طويل في اللعبة على مستوى ولاية الجزيرة ومحلية الكاملين.
ولكن رغم هذا التاريخ الممتد إلا أن ظروف أدت لغياب الأندية من البطولات المحلية الكبرى.
التحية لإدارة ولاعبي فريق (ألتي) الذين أعادوا لنا ذكريات ثلاثة عقود من الزمان يوم أن كانت الجماهير تسير مع الفريق بـ(الباصات واللواري) مساندة له.
هذا التتويج أعاد للاعبين ولنا الثقة من جديد لإحداث ترتيبات وبرامج تطويرية لمنشط كرة القدم في (التي) وكيفية الظهور مجددا في القمة.
وهنا لا ننسى دور الجماهير التي تكبدت المشاق وزحفت نحو النيل الأزرق في انتظار “المعدية” التى تقلهم للضفة الشرقية لوقفتها القوية مع الفريق.
أخيراً حق علينا أن نرفع القبعات احتراماً وتقديراً لأهلنا بالبشاقرة شرق لدقة التنظيم والإرادة القوية لإكمال الدورة بنجاح وسلاسة دون أي توقفات رغم ظروف الأمطار التى صاحبت قيام الدورة.
التحية لكل القرى المشاركة في الدورة ومساعدتها في نجاحها فنياً وجماهيريا والتزامها بالضوابط وجدول المباريات.
حقا كان عرسا كرويا شعبيا حرك المنطقة رياضيا فكانت الدورة حديث الناس بالداخل والخارج.
تهانينا لفريق ألتي ولأهل بالبشاقرة شرق وهم يسخرون جل وقتهم ويتحملون مسؤولية إدارة دورة في زمن صعب وحياة أصعب.