مقالات

مابعد التشكيل..

خارج النص

يوسف عبدالمنان:

بات أمر تشكيل حكومة جديدة لم تسمى بعد لأنها لم تولد أمرا واقعا ولكن قبل التشكيل الذي بدأت إرهاصاته هناك عقبة دستورية ممثلة في الوثيقة الدستورية المؤقته التي جمد الرئيس البرهان بعض بنودها ولم تعدل بعد حتى تستقيم سفينة الفترة الانتقالية التي يجب تحديد مدتها بعد نهاية الحرب الحالية
نحن الآن في كنف حكومة حرب حتى لو قال صناعها غير ذلك تنتهي صلاحياتها بانتهاء الحرب لتبدأ مرحلة البناء السياسي والأعمار الاقتصادي وتنقية النفوس من آثار الحرب وبسط الأمن والعدل ومحاسبة المجرمين ورد الحقوق وهذه المهمة مسؤلية القوات المسلحة وحدها ومسؤولية القائد البرهان الذي اجمع أغلبية الشعب على اهليته لقيادة فترة الحرب والفترة الانتقالية حتى قيام الانتخابات وهي فترة لاتقل عن خمسة سنوات بالنظر لما حاق بالبلاد من خراب في العمران وفساد في النفوس
والبرهان هو قائد الجيش الذي خاض غمار الحرب بشاعة ومهما اختلف الناس حول الأولويات وتقديرات الرجل إلا أن المتفق عليه وسط السودانيين أن البرهان شخص مختلف عن جعفر نميري وعن عمر البشير وعن ابراهيم عبود وعن سوار الدهب فالبرهان ذكي جدا وشخصيته غامضه ولايفصح الا قليلا ولا يتحدث الا بكلمات محدودة ومباشرة دون عنتريات أو إساءة لأحد وشجاع جدا في مواجهة الصعاب حد اللامبالاة ويكفي أن الرجل واجه انقلاب حميدتي بنفسه ودافع عن نفسه وعندما فشلت محاولة اغتياله امسك لسانه ساعة الغضب وتلك صفات القائد الفذ الجدير بحكم هذا الشعب
ولكن البرهان الذي تحقق له إجماعا وسط الشعب لم يتحقق لغيره ويكفيه أن أغلب مكونات الشعب السوداني وقواه الاجتماعية تدعم وجوده علي رأس الدولة وقيادتها حتى ميس الانتخابات فمن من رؤساء السودان وجد سندا من كل الشمال النيلي ومن الشرق البجه والشكرية والكواهلة وعرب كردفان حمر ودار حامد والنوبة وماادراك ما الزغاوة والفور والمساليت والداجو والبرتي وكثير من المسيرية وبعض الرزيقات وكثير أهل هذه البلاد والمثقفين والأدباء وأهل المعازف وأنصار السنه والصوفية والأقباط والأرمن وكل هذا الكسب الكبير يجعل البرهان يمشي بخطى حثيثة نحو بناء سودان حمر ديمقراطي حر تقوده المؤسسة العسكرية حتى الانتخابات والبرهان مطالب بأن لايصغي (للبلباصين) كما يطيب للفريق مالك عقار أن يردد المزيفين الشعارات عن الحكومة المدنية الشرعية
الشعب لايعرف حكومة مدنية شرعية الا عبر صناديق الانتخابات وحدها ودون ذلك فالشرعية للقوات المسلحة وقائدها البرهان.

 

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق