مقالات

د.إدريس ليمان يكتب: الحَطَبْ المُبَّلل

من الإرشيف:
لَمْ يَعُد الحَطَب مُبَّلَلاً فقد إشتعل الحريق فى الوطن لإهمالنا فى التدابير الإحترازية .. وسينطفئ هذا الحريق بإنطفاء نور الحياة من المليشيا بحول الله وقوته فإنَّ الله لا يُصلِح عَمَلَ المُفسِدين .
( *المقال قديم منذ أكثر من ثلاثة أعوام ..!!* ):

الحَطَبْ المُبَّلل
عندما تُصبِح الأوطان مهددة بالفتن والأخطار يظَّل شبح الخوفِ يُطارِدها، وتفقِدُ قيمتها و معناها فى نفس الإنسان، و لا يُقتصر إنقاذها حينئذٍ على نُخبها و قادتها و زعمائها بل يكون لغِمَار الناس و عَامَّتَهُم .. فعندما كان الخطر مُحدِقاً و الكارثة و شيكة بمملكة النمل قالت ( نملة ) … !! هكذا جائت بالتنكير ، وكان لقولها على ضعفها و هوانها و قلة حيلتها دوراً إيجابياً فى إنقاذ جنسها ، و لم ينعقد حينها إجتماعاً طارئاً للجنة أمن مملكة النمل و لا إستثنائياً لمناقشة كيفية مواجهة الكارثة المُحدِقة فالمقام مقام فعلٍ لا مقام قول فصدر القرار النَّملى الحكيم و الشجاع بالإسراع فى الدخول إلى المساكن مخافة الهلاك تحت أقدام جيش سيدنا سليمان عليه السلام .. و لو لم تكن تعلم أن لمملكتها بالداخل خُططاً أمنية متكاملة و أنظمةً للحماية و غُرفاً لإدارة الأزمة لما قامت بواجبها و إتخذت قرارها نيابة عن مجتمعها (النملى) فكتبت على صفحة الواقع بل وفى صفحات التأريخ ما خُلِّدَتْ به .. *فكيف لعقلاء بلادى أن يتغيبوا عن الكتابة الصادقة على الصفحات البائسة لواقعنا القبلى و المجتمعى المأزوم* ..!! ؟ فكلمة ٌواحدة يكتبونها على أرض الواقع كما فعلت تلك النملة خيرٌ من مئات الكلمات التى يخُطونها على صفحات المواقع ..
فما يحدث الآن فى غرب دارفور ومن قبل فى شرقنا وفى أماكن كثيرة من سوداننا الحبيب نُقطة سوداء فى جبين المجتمع السودانى .. فهذا *الڤيتو* الذى يستخدمه البعض تجاه البعض الآخر هوالذى يقتل و يدَّمِر المروءة و القيم السودانية الموروثة، و هو الذى يقتل و يدمر كل المشاريع الوطنية الجادة و المسؤولية الآنية والمستقبلية و يحل محلها أحكاماً فاسدة و ديكتاتوريات قبلية ظالمة و صراعاتٍ عبثية مدمرة .. فَلِمَ فَشِلَ أهل السودان حُكَّاماً ومحكومين فى ترجمة خلافاتهم و إختلافهم حول الرؤى و المشاريع السياسية و الفكرية إلى ممارسات ناضجة و سليمة .. !!؟ ولِمَ عَجِز معظم أهل السودان التعايش فى الفضاء الرحب ( الكان مليون ميل مربع ) مع كل الخيرات التى فيه وتفيض عن حاجة الجميع ..!!؟ ولِمَ هذه المَحَقة من عقلاء بلادى وعجزهم على سياسة الناس ..!! *فحتى الراعى الحاذق يُتقن لغة الحِداء ويحفظ أنعامه من السير فى طريق الهلاك ..!!* فهذه الأحداث المتتالية وتلك الأحاديث التى تُرسى دعائم العنصرية يجب أن يتنبه إليها الناس جميعاً فمصلحة الوطن فى إستتباب الأمن والإستقرار و أن هيبة الدولة التى نُنشدها جميعاً لا يمكن أن تقوم وترسخ إلاَّ فى ظل فاعلية القانون القادرة على توفير العدالة بوثوق و جرأة .. فلا بُدَّ لدولة القانون أن تكون حازمة فى مواجهة كُل من يتجاوز قواعدها المُنظِمة لعملها ، و كل من يتجاوز الخطوط الحمراء المتعلقة بأمان وإستقرار وحياة الناس .. و إلاَّ .. سيكون حريقاً فى حطبٍ لايزال مُبَّللاً لكنه قابل للإشتعال .
نسأل الله أن يحفظ بلادنا وأهلها من كل سوء .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً

إغلاق
إغلاق