مقالات

زيارات السعودية وإثيوبيا.. ألف مرحب  ولكن 

حد السيف

محمد الصادق:

نائب وزير الخارجية السعودى الأستاذ وليد الخريجى وصل إلى العاصمة الإدارية بورتسودان أمس ترافقه طائرة حراسة والتقى الفريق ركن أول عبد الفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة وسلمه رسالة والتقى مدير جهاز الأمن والمخابرات، وإستغرقت زيارته ساعات ثم غادر عائدا لبلاده .
مضمون الرسالة فيه الدعوة لإستئناف مفاوضات جده كما دار حديث حول أمن وإستقرار السودان وحرص المملكة السعودية ودعمها اللا محدود.

وطالب الفريق أول البرهان بتنفيذ ما تم الإتفاق عليه فى مايو ٢٠٢٣م .
من جانبنا نثمن الجهود العظيمة والمقدرة التى قامت وتقوم بها السعودية الشقيقة حكومة وشعبا فى استقبال عدد كبير من الفارين من الحرب وكذلك الدعم اللا محدود من المواد الغذائية والدواء والكساء وما قدمته المنظمات الإنسانية المختلفة . كما نثمن دور السعودية فى إستقرار البلاد . ولكن مع كل ما ظلت تقدم المملكة الشقيقة من دعم يسجله التاريخ بأحرف من نور إلا أن المملكة السعودية حتى الآن لم تفتتح سفارتها وقنصليتها فى السودان رغم وجود الأخ السفير بالعاصمة الإدارية وأصبح بذلك السفر مكلفا للغاية لكل من تصله تأشيرة . فإما أن يسافر عن طريق مصر أو سلطنة عمان أو البحرين وهى أعباء مالية خيالية لأشخاص يعيشون فى حرب ويمرون باسوأ الظروف المالية والنفسية والصحية وفيهم المرضى وكبار السن . لذلك كنا نتوقع فى زيارة نائب وزير الخارجية أن يعلن عن فتح السفارة ومباشرة عملها الدبلوماسى رسميا لمنح التأشيرات فى ظل هذه الظروف الصعبة التى يعيشها أهل السودان .

اليوم أيضا يصل إلى بورتسودان رئيس الوزراء الإثيوبى آبى أحمد وهو أيضا محل ترحيب وتقدير فالسودان منذ الأزل يكرم ضيوفه ويحسن معاملتهم ويجعل بلادنا وطنهم الثاني، وأعتقد أن آبى أحمد سيبحث مع الفريق أول البرهان ترحيل المواطنين الإثيوبين من السودان وهو الأمر الذى سيزيد من أزمات الإقتصاد الإثيوبى وربما يتحدث عن وصول الحرب للحدود الإثيوبية وكذلك البحث عن موطئ قدم فى الميناء خاصة بعد التلميح بالموافقة لروسيا بإرساء قاعدة على البحر الأحمر والمعروف أن إثيوبيا تبحث عن ميناء لأنها لا تستطيع إستغلال موانئ إريتريا لسوء العلاقة بينهما . وأيضا قد يتحدث آبى أحمد عن سد النهضة وما ادراك ما سد النهضة وربما يحاول تحسين صورة إثيوبيا بخصوص السودانيين الذين دخلوا إلى بلاده .
كما ذكرت السودان يرحب بالجميع ولكن لابد لنا أن نذكر ولاة الأمر منا أن السودانيين فى إثيوبيا فرضت عليهم رسوما بالدولار والغالبية منهم لا يملكون حتى قوت يومهم وسجن الكثير منهم وبالإضافة للاعداد الكبيرة التى تعيش فى الحدود وعلى مرمى حجر من الدخول منعوا وظلوا فى العراء يفترشون الأرض ويلتحفون السماء ولا حولة لهم ولا قوة . كل تلك القضايا لابد أن توضع على منضدة الحوار والنقاش مع رئيس الوزراء الإثيوبى الذى نتمنى له إقامة طيبة وعودا حميدا.

غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية.. والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق