الرياض- عادل حسن:
عشية البارحة المليحة كان المكان مثل تنهيدة عنفوان يطلقه صدر ومنصة نشر العضوية صحيح تقاطر الناس إلى المكان والطريق درب ساحر التنهيدات وايضا مقلق التكهنات ومرجف بالوعود المنتظرة هناك ومشنوقة على الجدران بتهذيب الإعداد وجاذبية الإعلان.
ذهبنا إلى هناك فوجدنا لوحة النشر النهائي لأسماء العضوية مثل منصة شنق عبدالقادر ودحبوبة
الإعلان صدر
واتلملم المخلوق
ولكن من هو ابو رزوة الطالع فوق
كانت لوحة العضوية ناصعة البياض خارقة الجاذبية كأنها تحمل ملاح الشتاء وثلوج بحر الشمال رغم حرور ولظى مناخ الرياض ثم دس الناس عيونهم في زرقة أسماء العضوية طويلا طويلا كانها حكايات في دروب الليل منسية.
٦٥٦ عضوا أسماء متفرقة الاتجاهات مثل خيام الشعر في البادية العربية في نسيج متداخل دون أن تحدد له اتجاه ظاهر هل هو تجديد أم هلال يجمعنا
أتى الناس دون أن يعرفوا أي نوع من الترحيب ينتظرهم ويا لها من مفاخر
كان شباب لجنة التسيير يتقاسمون الألق ويتخاطفون عطر الابتسامات النقي الغرير فهد الرزين الوقور الوضئ، البرهان الصبوح الوشاح علاء الدين البشوش اللماح العمدة الجيد جمال خواض البريئ الصبوح طوكر البهجة طارق نوري.
ثم تضاعف هذا البطر والسرور بحضور الأستاذ الاستثناء عبد الباقي علي النعيم وزاد الحضور حلاوة على حلاوته وتمدد حضور الصفوة في المكان بمقامات الإعلام
الصحافي الجهير السيرة رئيس تحرير صحيفة قوون الضجة قسم خالد والأستاذ المعتق الخلوق مفتي محمد سعيد والزميل النشط محمد إدريس رئيس تحرير صحيفة هلالابي ثم العبق والفواح إبراهيم عوض رئيس تحرير كل الأجيال.
إنه حضور صاخب ولامع، نعم وسط كل هذا التفرد طالعنا في عيون الناس لافتة خفية مكتوب عليها:
(تبرع بقليل من ذوقك واشكر شباب التسيير).
نعم ونحن شهود تحلق النبلاء والأجلاء من الناس حول لوحة أسماء كشف العضوية مثل عقد قران الأميرة ديانا في زواجها الأول وحشدوا له صفوة أهل ويلز ودهشة الأمورة تفيض بالمكان وعيون الحضور تمتص ذاك المتع المشاع لحد تجشوء الروح من طعم الروعة والضجيج الخلاق.
إن عدد العضوية أشبع روح المتنافسين من تخمة القناعة ولكن ماهو النصيب الأكبر لكل منهما
فالإجابة فيها شقاوة أكبر من احتمال قرصة العشم والتوقع، نعم نقولها مثل مط الآهات كمراقبين على الخط الملتهب لمجمل الفعالية منذ نحو تسعين يوما لم تكتمل.
إننا نخشى أن تكون عددية العضوية الضخمة مثل ضخامة محرقة أحداث عنبر جودة الشهيرة عندما مات بالاختناق عدد ٦٥٦ من البشر داخل مخزن السم عقابا لهم من سلطة الاستعمار الانجليزي لأنهم طعنوا في حكومة الانجليز وقتذاك.
نعم مائة وعشرون دستة من البشر صوتوا ضد أنفسهم باستخدام آلية الطعون بدلا عن جدارة الهدف المباشر.
صحيح أن المسافة تناقصت وتقاربت من الحاجز الأخير للسباق ونحن ندري ثم لاندري ايضا بأن أهل التجديد والهلال يجمعنا منذ البارحة تيقنا تماما بأنه لا بد من حجز سرادق العزاء مبكرا وتجهيز خطبة النعي الأخير وكفكفة الأحزان الكبار مثل أحزان الخنساء على صخر، وأحد التنظيمين لزاما عليه أن يقول لطول أو قصر عضويته:
اشيلك يا أملي كمئذنة فوق ظهري فقصمت إلى نصفين
فاذكرك حين تراني عليا
وتذكرني حين تراني الحسين
إنها الأمل الطويل الممدود فتناقص وانقصم وانقسم.
نعم انسكبت أسماء العضوية على الجدران تحت إضاءة خافتة ورشقت الناس بمخلوط الشك واليقين.
نعم تسرب الوقت وتفرق القوم في بطن المدينة وتركوا لوحة العضوية ولونها يسر الناظرين ومع ذلك لن يستطيعوا نحرها.