Uncategorizedمقالات

البزعي.. النار من مستصغر الشرر

حد السيف

محمد الصادق:

طوال يوم أمس ظللت أتابع ردود الأفعال حول المشكلة التي أثارتها مذيعة مبتدئة ومتعاونة وليست معينة فى التلفزيون القومي وأغرب ما علمته أن هذه القضية التى أثارتها المذيعة مر عليها أكثر من ثلاثة شهور كانت كفيلة أن تمر بشكل طبيعى وتنتهى إن كانت مظلومة وقدمت شكوى للجهات العليا.

ولكن أن تثار القضية بعد مرور تلك الشهور فهذا يعني أن هنالك مصلحة ما وفتنة نائمة حاول المخططون لها أن تستيقظ فى هذا الوقت وبعد كل هذا الزمن الذي مضى عليها.

كلنا نعلم أن النار من مستصغر الشرر والفتنة كما نعرفها تبدأ بشرارة ثم تصبح نارا مستعرة ربما لا تبقي ولا تذر وقد تقضي على كل أسباب التنمية والتطور في العمل.

قديما قالوا إن الفتنة لا يوقظها مثقف أو عاقل ومن يوقظها ما هو إلا شخص جاهل بما ستؤدى إليه في نهاية الأمر .

ما علمته من المشكلة هو أن الأستاذ إبراهيم البزعي المدير العام للإذاعة والتلفزيون بكل أريحية وتوجيه كمسؤول طلب من المذيعة أن تلقي التحية على المشاهدين باللغة المعروفة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وليس باللغة البجاوية خاصة أن المذيعة تعمل فى التلفزيون القومى وليس تلفزيون البجا أو البحر الأحمر، والكل يعلم أن البجا جزء أصيل من السودان والسودانيين مثلهم مثل كل القبائل الأخرى التي تنتمي لسوداننا الكبير العظيم حيث لا فرق بين قبيلة وأخرى من القبائل طالما نحن نعتز بسودانيتنا.

ما نعرفه عن التلفزيون القومي أنه يعمل وفق نظم ولوائح وأسس وضوابط وقيم لا يحق لأي مذيع أو مذيعة أن يحيد عنها،  ولذلك فالتوجيه الذي يصدر من المدير العام يجب أن يكون مكان تقدير واحترام، ولكن ان تنتفض المذيعة المعنية بعد كل تلك الشهور وتخلق كل هذه الزوبعة فهو أمر غير مقبول ويفترض أن يتم إيقافها فورا، ويكون لها مجلس تحقيق.

أما ما شهدناه من تلك المجموعة التي داهمت مقر التلفزيون وصعدت على منضدات المذيعين وعاست هرجا ومرجا هو أمر مرفوض جملة وتفصيلا.

واتساءل كيف للوالي أن يأت بنفسه ويحاور المتهجمين على التلفزيون ويعدهم بفتح مجلس تحقيق ومحاسبة، حيث كان المفروض عليه أن يكون جالسا فى مكتبه ويبعث بقوة من الشرطة لإعتقال أولئك المتفلتين الذين يهددون ويتوعدون كأننا فى غابة لا تحكمها قوانين أو لوائح.

ولو قدر لكل شخص ظالم أو مظلوم أن يأخذ حقه بيده لما سلم أحد من كل السودانيين.

ثم أين وزير الإعلام من كل هذا الذي يجري ولماذا يصمت صمت القبور ولا يدلي ولو بتصريح واحد حتى لحظة كتابة هذه السطور؟ .

كلنا نعلم تمام العلم أن الأستاذ البزعي من أكثر الناس دعما للهوية والتراث والتنوع القبلي في كل ولايات ومدن السودان المختلفة إضافة لتعامله الأبوي والأخوي مع الجميع.
في تقديرى أن الذي حدث من هرج ومرج يجب ألا يمر مرور الكرام، فمن الواجب أن يعقد مجلس محاسبة للمذيعة وتفتح بلاغات فى كل من اقتحم مقر التلفزيون، فشرق السودان ليس دولة قائمة بذاتها ولكنه جزء عزيز وعظيم من أرضنا الطيبة شمالا وجنوبا وغربا، كلهم مثل الشرق فى الحقوق والواجبات وسيادة القانون الذي يسرى على الجميع والذي يعلو ولا يعلى عليه.

وعلى وزير الإعلام أن يدافع عن منسوبيه فى إطار المسؤولية وأن يتدخل لحماية مقر التلفزيون بقرارات عاجلة وليست آجلة لكي لا ينتقل ما حدث لولاية أخرى من الولايات أو قناة من القنوات.

ويكفي أننا لا زلنا فى جحيم حرب مدمرة ويجب ألا تشغلنا عنها حروب أخرى فأصبحنا لا نحتمل أية حرب إضافية . وعلى الوزير أن يطبق اللوائح والقوانين التي تحكم عمل الإذاعة والتلفزيون ويعطي كل ذي حق حقه.

وإننى أرى تحت الرماد وميض نار، أرى أن نخمدها قبل أن تشتعل .
غدا بمشيئة الله نواصل إن كان فى العمر بقية، والله من وراء القصد .

الوسوم

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إغلاق