مقالات
الجميل الفاضل ل”موقع الحرة”: حرب أبريل النموذج الأعنف لصراعات الإسلاميين الدموية المتكررة
الحرة / خاص – واشنطن
17 يوليو 2024
يرى المحلل السياسي، الجميل الفاضل، أن انسلاخ بعض القادة من الحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني، وانضمامهم للدعم السريع، يحاكي ما حدث داخل الحركة في سنوات سابقة، لافتا إلى أن “خلافات الحركة دائما ما تتحول إلى صراع دموي”.
وقال الفاضل لموقع الحرة، إن “انشقاق نائب الأمين العام للحركة الإسلامية، حسبو محمد عبد الرحمن، وانضمامه لقوات الدعم السريع، وفق ما ذكره بيان رسمي للحركة الإسلامية نفسها، يدلل على وجود صراع بينه والأمين العام للحركة، على كرتي”.
وتتهم أحزاب سودانية كرتي بالضلوع في إشعال الحرب، وتقول إنه المشرف على ضباط الحركة الإسلامية داخل الجيش، بينما فرضت الولايات المتحدة عقوبات عليه “لدوره في تقويض السلام والأمن والاستقرار في السودان”.
ولفت المحلل السياسي، إلى أن “الصراع الحالي بين حسبو وكرتي يشابه الصراع الذي حدث بين الرئيس السابق عمر البشير، والأمين العام للحركة الإسلامية الأسبق، الراحل حسن الترابي، في 1999”.
وأضاف أن “الصراع بين الترابي والبشير قاد لاصطفاف جهوي وقبلي داخل الحركة الإسلامية، وتحوّل إلى حرب طاحنة في دارفور، عام 2003، أدت لمقتل أكثر من 350 ألف شخص، وفق الأمم المتحدة”.
وأردف قائلا: “بمثلما تحوّل خلاف البشير والترابي إلى حرب طاحنة، تسبب خلاف كرتي وحسبو في الحرب التي اندلعت بين الجيش وقوات الدعم السريع في 15 أبريل 2023.
وفي كلا الحالتين دفع الشعب السوداني الثمن باهظا”.
ومضى قائلا: “التجربة تتكرر بتماثل شديد بين الحالتين، إذ دائما ما تتخذ صراعات الحركة الإسلامية طابعا جهويا ودمويا عنيفا”.
وينوه الفاضل إلى أن “الحرب يمكن أن تتوقف إذا حدث تقارب وتوافق بين قادة الحركة الإسلامية، الذين حولوا صراعاتهم داخل التنظيم، وصراعهم مع الدعم السريع إلى حرب مدمرة تأذى منها ملايين السودانيين”.
وأدت الحرب بين الجيش وقوات الدعم السريع، إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص وإصابة آلاف آخرين، بينما تقول الأمم المتحدة إن نحو 25 مليون شخص، أي نحو نصف سكان السودان، بحاجة إلى مساعدات، وإن المجاعة تلوح في الأفق.
وقالت المنظمة الدولية للهجرة، التابعة للأمم المتحدة، في يونيو الماضي، إن عدد النازحين داخليا في السودان وصل إلى أكثر من 10 ملايين شخص.
وأوضحت المنظمة أن العدد يشمل 2.83 مليون شخص نزحوا من منازلهم قبل بدء الحرب الحالية، بسبب الصراعات المحلية المتعددة التي حدثت في السنوات الأخيرة.
وأشارت المنظمة الأممية إلى أن أكثر من مليوني شخص آخرين لجأوا إلى الخارج، معظمهم إلى تشاد وجنوب السودان ومصر.
ويعني عدد اللاجئين خارجيا، والنازحين داخليا، أن أكثر من ربع سكان السودان، البالغ عددهم 47 مليون نسمة، نزحوا من ديارهم.